المنشورات

الْكَدِّ وَالْكَسَلِ

يُقَالُ: كَدَّ فُلان لِعِيَالِهِ، وَكَدَحَ، وَاجْتَرَحَ، وَتَرَقَّحَ، وَكَسَبَ، وَاكْتَسَبَ، وَاحْتَرَفَ، وَاصْطَرَفَ، وَتَصَرَّفَ.
وَخَرَجَ فُلانٌ يَسْعَى عَلَى عِيَاله أَيْ يَتَصَرَّفُ لَهُمْ، وَخَرَجَ يَضْطَرِبُ فِي الْمَعَاشِ، وَيَضْرِبُ فِي النَّوَاحِي، أَيْ يَسِيرُ فِي اِبْتِغَاءِ الرِّزْقِ، وَإِنَّ فِي أَلْفِ دِرْهَم لَمَضْرِباً أَيْ تَسْتَحِقُّ أَنْ يُضْرَبَ لأَجْلِهَا فِي الأَرْضِ،وَرَجُل صَفَّاق أَفَّاق أَي كَثِير الأَسْفَارِ وَالتَّصَرُّفِ فِي التِّجَارَاتِ يَضْرِبُ مِنْ أُفُق إِلَى أُفُق.
وَفُلانٌ كَسُوبٌ لِلْمَالِ، وَكَسَّاب، وَهُوَ كَاسِبُ أَهْلِهِ، وجَارِحُهُمْ، وجَارِحَتُهُمْ، وَهُوَ قِوَام أَهْل بَيْتِهِ.
وَهُوَ يَتَكَسَّبُ بِكَذَا، وَيَتَعَيَّشُ بِكَذَا، وَيَتَبَلَّغُ مِنْ صِنَاعَةِ كَذَا، وَيَتَعَاطَى عَمَل كَذَا، وَصَنْعَة كَذَا، وَتِجَارَة كَذَا، وَصِنَاعَته كَذَا، وَحِرْفَته كَذَا، وَهِيَ مُرْتَزَقُهُ، ومُحْتَرَفه، وَضَيْعَته، وَعَلاقَته، وَمِنْهَا كَسْبُهُ، وَطُعْمَته، وَمَعَاشُهُ، وَمَعِيشَتُهُ، وَرِزْقُهُ، وَأُكُلُهُ.
وَإِنَّهُ لَيَكُدّ نَفْسه فِي الْعَمَلِ، وَيَكْدَح فِيهِ، وَيَسْعَى، وَيَدْأَب، وَيَجِدّ، وَيَجْهَد.
وَإِنَّهُ لَرَجُل عَمِلٌ، وَعَمُول، أَيْ مَطْبُوع عَلَى الْعَمَلِ، وَإِنَّهُ لَرَجُل عَمَّال أَيْ كَثِير الْعَمَلِ دَائِب عَلَيْهِ، وَإِنَّهُ لَجَادّ، مُجِدّ، نَشِيط، دَائِب السَّعْيِ، مُرْهَف الْعَزْم، نَافِذ الْهِمَّةِ، يَقِظ الْجَنَان، نَهَّاض بِأُمُورِهِ، كَثِير التَّصَرُّفِ وَالتَّقَلُّب، قَائِم عَلَى سَاقِهِ، يَصِلُ نَهَاره بِلَيْلِهِ، وَيَصِلُ صَبَاحه بِمَسَائِهِ، وَلا يَجِفُّ لِبْده، وَلا يَقْعُدُ عَنْ السَّعْيِ، وَلا يَدَّخِرُ جُهْداً، وَلا يَعْرِفُ دَعَة، وَلا يَسْتَوْطِئُ رَاحَة، وَلا تَفُوتُهُ نُهْزَة، وَلا يُضِيعُ فُرْصَة، وَمَا رَأَيْتُهُ إِلا مُتَحَفِّزاً، مُسْتَوْفِزاً، مُتَحَزِّماً، مُتَلَبِّباً، جَامِعاً ذَيْله، وَكَافّاً ذَيْله، حَاسِراً عَنْ سَاقِهِ وَيَدِهِ. وَيُقَالُ: أَجْمَلَ فُلانٌ فِي الطَلَب إِذَا اِعْتَدَلَ وَلَمْ يُفْرِطْ.
وَيُقَالُ فِي ضِدِّهِ فُلان كَسِل، وَكَسْلان بَلِيد، قَاعِد الْهِمَّةِ، عَاجِز الْهِمَّة، سَاقِط الْهِمَّة، مُتَخَاذِل الْعَزْم، بَلِيد الْحَرَكَة، بَطِيء الْحَرَكَةِ، وَإِنَّهُ لَرَجُل فِيهِ رَسْلَة أَيْ كَسَل، وَإِنَّهُ لَقُعَدَة، وَضُجَعَة، وَنُوَمَة، وتُكَلَة، وَإِنَّهُ لَقُعَدَة ضُجَعَة.
وَإِنَّهُ لَرَجُل لُبَد، وَلَبِد، إِذَا كَانَ لا يَبْرَحُ مَنْزِلَهُ وَلا يَطْلُبُ مَعَاشاً، وَرَجُل فَسْل أَيْ لا خَيْرَ فِيهِ وَلا غَنَاءَ عِنْدَهُ، وَإِنَّهُ لَكَلّ عَلَى النَّاسِ، وَعِيَال عَلَى النَّاسِ، وَخَبَال عَلَى أَهْلِهِ، وَحَمِيلَة عَلَى ذَوِيِهِ.
وَرَأَيْتُهُ فَارِغاً، خَالِياً، بَطَّالاً، وَرَأَيْتُهُ بَاهِلاً، وَسَبَهْلَلاً، أَيْ يَتَرَدَّدُ بِلا عَمَل.
وَيُقَالُ: مَا لَك بَهْلاً سَبَهْلَلاً، وَيَا ضَيْعَة الأَعْمَار تَمْشِي سَبَهْلَلا. وَفُلانٌ يَقْضِي دَهْرَهُ مُتَبَطِّلاً، وَمُتَعَطِّلاً، وَيُقَالُ شَرّ الْفِتْيَانِ الْمُتَبَطِّل الْمُتَعَطِّل.
وَفُلانٌ قَدْ أَلِفَ الْقُعُودَ، وَأَخْلَدَ إِلَى الْكَسَلِ، وَاسْتَرْسَلَ إِلَى الْعُطْلَةِ، وَاسْتَنَامَ إِلَى الرَّاحَةِ، وَرَضِيَ بِالتَّخَلُّفِ، وَاطْمَأَنَّ إِلَى الْخُمُولِ، وَأَصْبَحَ مَيِّتَ الْحِسِّ، لا تَحْفِزُهُ الْحَاجَة، وَلا تَسْتَحِثُّهُ الْفَاقَة، وَلا يُؤْلِمُهُ نَابُ الْفَقْرِ، وَلا يُبَالِي بِالضَّرَاعَةِ، وَلا يَسْتَخْشِنُ لِبَاس الْمَسْكَنَة، وَلا يَجِدُ لِلامْتِهَانِ مَسّاً.
وَيُقَالُ: فُلانٌ ضَاجِعٌ، وضِجْعِيّ، إِذَا رَضِيَ بِالْفَقْرِ وَصَارَ إِلَى بَيْتِهِ، وَفُلان حِلْس مِنْ أَحْلاس بَيْته، وَإِنَّمَا هُوَ قَعِيدَة بَيْت، وَإِنَّهُ لَمَعْدُود فِي الْقَعَائِد، وَمَعْدُود فِي الْعَجَائِزِ، وَإِنَّهُ لَعَاجِز مِنْ الْعَجَزَةِ.
وَتَقُولُ: تَرَكْتُ فُلاناً يَتَقَمَّعُ أَيْ يَطْرُدُ الذُّبَاب مِنْ فَرَاغِهِ، وَتَرَكْتُهُ يُزَجِّي وَقْته بِالثُّؤَبَاءِ، وَتَرَكْتُهُ بَيْنَ الثُّؤَبَاءِ وَالْمُطَوَاءِ وَهِيَ التَّمَطِّي، وَتَرَكْتُهُ أَفْرَغَ مِنْ حَجَّام سَابَاط، وَأَخْلَى مِنْ حَجَّام سَابَاط.
وَيُقَالُ: فُلانٌ يَقْتَاتُ السَّوْف،وَقُوتُهُ السَّوْف، أَيْ يَعِيشُ بِالأَمَانِيّ.
وَتَقُولُ: كَسِلَ فُلان عَنْ الأَمْرِ، وَتَكَاسَلَ، وَفَتَرَ، وَقَعَدَ، وَوَنَى، وَتَقَاعَدَ، وَتَثَاقَلَ، وَتَوَاكَلَ.
وَيُقَالُ: هَذَا الأَمْرُ مَكْسَلَة أَيْ يَدْعُو إِلَى الْكَسَلِ، وَفِي الْمَثَلِ " الشِّبَع مَكْسَلَة ". وَفُلانٌ تُكَسِّلُهُ الْمَكَاسِل وَهِيَ جَمْع مَكْسَلَة
وَتَقُولُ: نَشِطَ فُلان بَعْدَ فُتُورِهِ، وَهَبَّ مِنْ ضَجْعَتِهِ، وَاسْتَأْنَفَ نَشَاطَهُ، وَأَرْهَفَ غَرْبه، وَشَحَذَ لِلأَمْرِ عَزْمَهُ، وَأَيْقَظَ هِمَّتَهُ، وَخَلَعَ رِدَاءَ الْكَسَلِ، وَنَفَضَ عَنْهُ غُبَارَ الْكَسَلِ














مصادر و المراجع :      

١- نجعة الرائد وشرعة الوارد في المترادف والمتوارد

المؤلف: إبراهيم بن ناصف بن عبد الله بن ناصف بن عبد الله بن ناصف بن جنبلاط بن سعد الْيَازِجِيّ الْحِمْصِيّ نصراني الديانة (المتوفى: 1324هـ)

الناشر: مطبعة المعارف، مصر

عام النشر: 1905 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید