المنشورات

الجريب

بفتح أوله، وكسر ثانيه: واد كان لغنىّ فى الجاهلية، ثم صار لبنى فزارة، وقد حددته فى رسم ملل ورسم جنفى. وذكر يعقوب أن الجريب واد بين أجلى وبين الذنائب وحبرّ، تجىء أعاليه من قبل اليمن، حتى يلقى الرّمّة.
قال الهمدانى: هذا الجريب هو جريب نجد؛ والجريب الآخر بتهامة، وهما جريبان. قال الأفوه صلاءة بن عمرو المذحجىّ، يعنى جريب نجد:
منعنا الغيل ممّن حلّ فيه ... إلى بطن الجريب إلى الكثيب
وكان لعدوان، فأجلاهم عنه قرمل بن عمرو الشّيبانى. وقال الأسود بن يعفر: وتذكّرت حمض الجريب وماءه ... والجزع جزع مرامر والعيلما «1»
وجبا نفيع يوم أورد أهله ... فكأنّها ظلّت نصارى صيّما
مرامر: جبل هناك. ونفيع: بئر. وجباها: ما اجتمع فى حوضها من الماء.
والعيلم: البئر الكثيرة الماء.
وقال أيضا يهجو بنى نجيح من بنى مجاشع بن دارم:
ورأيتم لمجاشع نشبا ... وبنى أبيه، جامل زعب «2»
يرعى الجريب إلى لواقح فال ... سّوبان لا يثنى له سرت «3»
حتى إذا قملت بطونكم «4» ... ورأيتم أبناءكم شبّوا
أستاه أحمرة صدرن معا ... نبت الثّغام لهنّ والعرب
يملأن جوف متالع ضرطا ... فضّا يردّ فضيضه الهضب
فامضوا على غلواء أمركم ... وردوا الذّنابة ماؤها عذب
فدلّ شعر الأسود أن الجريب فى ديار بنى مجاشع، وكذلك سائر المواضع المذكورة. وقد تقدم من قول السّكونى أن تميما كلّها بأسرها باليمامة. وتقدّم هنا «5» أنّ الجريب فى ديار بنى فزارة، إلا أن يكون فى ديار هؤلاء موضع آخر يسمى الجريب، أو يكون بنو نجيح هؤلاء قد جاوروا فى»
بنى فزارة؛ وينبئك أن الجريب تلقاء راكس قول الإيادىّ: تحنّ إلى أرض المغمّس ناقتى ... ومن دونها ظهر الجريب فراكس
ويقوّى أن الجريب فى ديار غطفان قول الحصين بن الحمام المرّى:
منازلنا بين الجريب إلى الملا ... إلى حيث سالت فى مدافعها نخل
وقال صخر بن الجعد الخضرىّ:
غدون من «1» الجريب فسرن عشرا ... إلى وجّ عوابس لا ينينا «2»
والجريب أيضا: واد باليمن، وهو مذكور فى رسم زبيد، فانظره هنالك تجده
الجرير
بضم أوله، وبراءين مهملتين، على لفظ التصغير: موضع بنجد؛ قال عمر بن أبى ربيعة:
حىّ المنازل قد ذكرن خرابا ... بين الجرير وبين ركن كسابا
فالثّنى من ملكان غيّر رسمه ... مرّ السحاب المعقبات سحابا
كساب: جبل. وهذه مواضع متدانية. وهكذا نقلت الشعر من كتاب أبى علىّ، الذي بخط ابن سعدان.
 

مصادر و المراجع :

١- معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع

المؤلف: أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري الأندلسي (المتوفى: 487هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید