المنشورات

موت عروة بن حزام

وحكي عن ابن أبي عتيق قال: بينا أنا أسير في أرض بني عذرة، إذا أنا ببيت حرير، فدنوت منه، فإذا عجوز تمرض شاباً، وقد نهكته العلة، وبانت عليه الذلة، فسألتها عن خبره، فقالت: هذا عروة بن حزام، فدنوت منه فسمعته يقول:
من كان من أمهاتي باكياً لغدٍ، ... فاليوم إني أراني اليوم مقبوضا
تسمعيه، فإني غير سامعه، ... إذا علوت رقاب القوم معروضا
فقلت: أنت عروة بن حزام؟ قال: نعم، أنا الذي أقول:
جعلت لعراف اليمامة حكمة، ... وعراف نجد إن هما شفياني
فقالا: نعم تشفى من الداء كله، ... وقاما مع العواد يبتدران
فما تركا من سلوة يعلمانها، ... ولا شربة، إلا بها سقياني
فقالا: شفاك الله، والله ما لنا، ... بما حملت منك الضلوع، يدان
فلهفي على عفراء لهفاً كأنه ... على النحر والأحشاء حدُّسنان
فعفراء أحظى الناس عندي مودة، ... وعفراء عني المعرض المتواني
ثم خفق خفقة، فتوهمت أنها غشية، فتنحيت عنه ودنت العجوز منه، فما برحت حتى سمعت الصيحة، فإذا هو قد فارق الدنيا.













مصادر و المراجع :      

١- الموشى = الظرف والظرفاء

المؤلف: محمد بن أحمد بن إسحاق بن يحيى، أبو الطيب، المعروف بالوشاء (المتوفى: 325هـ)

المحقق: كمال مصطفى

الناشر: مكتبة الخانجي، شارع عبد العزيز، مصر - مطبعة الاعتماد

الطبعة: الثانية، 1371 هـ - 1953 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید