المنشورات

مكتوباً على النعال والخِفاف

ما وجد للمتظرفات والظراف مكتوباً على النعال والخِفاف قال الماوردي: كتبَت جاريةٌ للمارقي على نعلها بالذهب:
لم ألقَ ذا شَجَنٍ يبوح بحبه ... إلاّ حسبتُكَ ذلك المحبوبا
حذَراً عليكَ وإنني بك واثقٌ ... أنْ لا ينال سوايَ منكَ نصيبا
وكان على نعل جارية سعيد الفارسي:
لا تأنفنّ من الخُضوع ... لمن تُحبّ ودارِهِ
إخضع له فلطالما ... مُلّكتَ حلّ إزارهِ
وكتبت ملك جارية ابن عاصمٍ على خُفّ لها رهاوي بذهب:
وإني لإشفاقي عليكَ وصَبْوتي ... إليكَ كأني في المنام أراكا
تُحدّثني نفسي إذا غِبتَ ساعةً، ... بأنّ لقاء الموتِ دون لِقاكا
وكتبت متيَّم المغنّية على نعلها:
أقسمَت مقلته لا تنثني ... عن فؤادي أو تراه قِطعا
فلقد برّت فهل من مطمعٍ ... أن ترى ما قطّعتْ مجتمِعا
وأهدى سعيد بن حُميد نعلاً إلى صديقٍ له وكتبَ عليها:
نعلٌ بعثتُ بها لتلبسها ... قَدَمٌ بها تسعى إلى المجدِ
لو كان يصلُحُ أن أُشرّكَها ... خدّي جعلتُ شِراكها خدّي
وكتبت جارية علي بن عيسى بن يزْداد كاتب إسحاق بن إبراهيم على خُفّها:
تؤلمه الألحاظ لمّا بدا ... محتجِباً عن لحَظات العِبادْ
منزله ناءٍ ولكنّه ... يسكُنُ منّي في سَواد الفؤادْ
وأهدى بعض الكتّاب نعلاً وكتب على شِراكها:
لي فؤادٌ شَفّه الحز ... ن وأضناه الصُّدودُ
وهوايَ كلّ يومٍ ... هو يَنمي ويَزيدُ
وكتب بعض الظرفاء على خُفّ له محالسي بالذهب:
لولا شقاوةُ جدّي ما عرفتُكُمُ ... إن الشقيّ الذي يَشقى بمن عرفا
طافَ الهوى بعِباد الله كلّهِمُ ... حتى إذا مرّ بي من بينهم وَقَفا
وأخبرني من رأى نعلاً من فضّة أُهديت لبعض الظرفاء عليها مكتوب:
بأبي أنت سيّدي ومُنايَ ... جعلَ الله والديّ فِداكا
لكَ خدّي من الثرى لكَ نعلاً ... قُدّ للنعل من فؤادي شِراكا
وقرأتُ على نعلٍ سِنديٍّ مدهون:
جعلتُ خدّيَّ له أرضاً ... فقلتُ: طأ من فوقها وارْضا
فقال: لا! قلتُ: بلى سيّدي ... صبراً على الحُبّ وإنْ مضّا













مصادر و المراجع :      

١- الموشى = الظرف والظرفاء

المؤلف: محمد بن أحمد بن إسحاق بن يحيى، أبو الطيب، المعروف بالوشاء (المتوفى: 325هـ)

المحقق: كمال مصطفى

الناشر: مكتبة الخانجي، شارع عبد العزيز، مصر - مطبعة الاعتماد

الطبعة: الثانية، 1371 هـ - 1953 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید