المنشورات

الحناء في الوطأة والوشاح وعلى الأقدام والراح

كتبت ذُوَيْت جارية حَمدونة على وطأتها اليمنى:
إعلمي يا أحبّ مني إليّا ... أنّ شوقي إليكِ يقضي عليّا
وعلى اليسرى:
إنْ قضى الله لي رُجوعاً إليكُم ... لم أعُد للفِراق ما دُمتُ حيّا
وكتبت لُبنى جارية عبّاس النديم على راحتها بسُكّ وعنبر في اليمنى:
قالوا: تمنَّ وقل! فقلتُ لهم: ... يا ليتها حظّي من الدنيا
وعلى اليُسرى:
لا أبتغي سُقيا السحاب لها ... في عَبرتي خَلَفٌ من السُّقيا
وكتبت جارية السَّعدية على راحتها اليمنى بالحنّاء:
رفعَت للوداع كفّاً خَضيباً ... فنقبّلتُها بدمعٍ خَضيبِ
وعلى اليسرى:
وأشارت إليّ غَمزاً بحُقٍّ ... نعتُه مثل فعلِهِ في القُلوبِ
وكتبت جارية ابن الساحر على وطأتها اليمنى:
وما أنا عن بقلبي براضٍ لأنه ... أشاطَ دَمي مما أتى مُتطوِّعا
وعلى اليسرى:
تمنّى رجالٌ ما أحبوا وإنما ... تمنّيتُ أنْ أشكو إليها وتَسمعا
قالَ المارديّ: رأيتُ على راحة قائد جاريةٍ لبعض جَواري المأمون اليُمنى بالحنّاء:
فَدَيتُكَ قد جُبِلْتُ على هَواكا ... فقلبي ما يُنازعني سِواكا
وعلى اليسرى:
أُحبّكَ لا ببعضي بل بكُلّي ... وإن لم يبقَ حُبُّكَ من جَراكا
وقرأتُ في كفّي جاريةٍ بالنقش:
إذا قيل ما تشكو أشار إلى الحَشا ... فأوّلُ ما تشكو وآخره الهَجرُ
فيا ليت قلبي صار صخراً كقَلبه ... ولم يُبله الشوقُ المُبرِّحُ والفِكرُ
وأخبرني من رأى جاريةً لبعض آل طاهر قد كتبت في وشاحها وقدميها:
عزموا المُقامةَ أم تُراهم أزومعوا ... يا طول وجدي إن هُمُ لم يَربَعوا
ومُراعةِ اللُّبَّين تحسبُ أننا ... شمسٌ على غُصُنٍ ويطلُعُ
كتبت إليّ على شَقائق خدّها ... سَطراً من العَبَرات: ماذا تصنعُ
فأجبتُها بلسان صِدقٍ ناطقٍ: ... ما في الحياة من التفرُّق مَطمَعُ
وكتبت الماهانيّة على كفّ جاريتها شَماريخَ بالحنّاء:
أبى الحبُّ إلا أن أكون معذَّباً ... ونيرانه في الصدرِ إلا تَلَهُّبا
فوا كَبِداً حتى متى أنا واقفٌ ... بباب الهوى ألقى الهَوان وأنْصَبا














مصادر و المراجع :      

١- الموشى = الظرف والظرفاء

المؤلف: محمد بن أحمد بن إسحاق بن يحيى، أبو الطيب، المعروف بالوشاء (المتوفى: 325هـ)

المحقق: كمال مصطفى

الناشر: مكتبة الخانجي، شارع عبد العزيز، مصر - مطبعة الاعتماد

الطبعة: الثانية، 1371 هـ - 1953 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید