المنشورات

ما يفلج به التفاح والأترج والدستبويات.. ويعدل به تنضيد الورد والياسمين والخِيريّات

أخبرني بعض شيوخنا من الكتّاب بالعسكر قال: قرأتُ على طَبَقين أهداهما بعض الفُرس إلى بعض الكتّاب قد نُضّد بأنواعٍ من السُّوسَن والياسَمين والشَّقائقِ والرياحينِ على أحدهما مكتوب:
شادنٌ راح نحو سرحة ماءٍ ... مسرعاً وجْنتاه كالتفاحِ
وَرَدَ الماءَ ثم راح وقدْ أصْ ... درَهُ الماء في غِلالة راحِ
وعلى الآخر:
رقّ حتى حَسِيتُه وَرَقَ الور ... د نديّاً يرفّ بين الرياضِ
وَرَدَ الماء ثم راح وقد ألْ ... بسَه الماءُ حُمرةً في بَياضِ
قال: ورأيتُ بين يدَي بعض الكُتّاب طبَقَ وَردٍ أحمر مكتوبٍ فيه بالأبيض:
لم يضحَكِ الوردُ إلاّ حين يُعجيه ... زهْرُ الربيع وصوت الطائر الغَرِدِ
بدا فأبدت لنا الدنيا محاسنها ... وراحتِ الراحُ في أثوابها الجُدُدِ
وأخبرني من رأى طبَقَ ريحانٍ مكتوب في دوره بياسمين ونسرين:
فما ريحانٍ بمسكٍ وعنبرٍ ... بِنَدٍّ وكافورٍ بدُهنةِ بانِ
بأطيبَ ريّا من حبيبي لو أنني ... وجدتُ حبيبي خالياً بمكان
وقرأتُ في تَفليج أُترُجّةٍ أُهديَت لبعض الظرفاء:
هيَ في العالمِ كالشم ... س أضاءت في البِلادِ
وهْيَ في كلّ كمالٍ ... قد علَت فوق العِبادِ
وأخبرني من قرأ في تًفليج تفاحة:
أنا إلى العاشقِ منسوبهْ ... أُهدى لمحبوبٍ ومَحبوبَهْ
وعلى تُفّاحةٍ أخرى مفلجة:
خطّت يميني فوق تفاحةٍ: ... أقلقني هَجرُكَ يا قاتلي
وحضرتْ هديةٌ لبعض متظرّفات القِيان إلى بعض ظرفاء الكُتّاب وفيها تفاحةٌ في تفليجها مكتوبٌ:
ليس تُفّاحةٌ بأطيبَ طِيباً ... من حبيبٍ مُعانقٍ لحبيبِ
وأُترُجّةٌ في تَفليجها مكتوبٌ:
أهدى هلالٌ لكل يومٍ ... إذا بدا الثغرُ بابتسامْ
وطبق خِيريّاتٍ مكتوبٌ في تَعديله:
يا طِيبَ رائحةٍ فاحت لبُستانِ ... من بين وَردٍ ونسرينٍ ورَيحانِ
وياسَمينٍ ذكيٍّ زادني طَرباً ... حتى تكشّف عني كل أحزان














مصادر و المراجع :      

١- الموشى = الظرف والظرفاء

المؤلف: محمد بن أحمد بن إسحاق بن يحيى، أبو الطيب، المعروف بالوشاء (المتوفى: 325هـ)

المحقق: كمال مصطفى

الناشر: مكتبة الخانجي، شارع عبد العزيز، مصر - مطبعة الاعتماد

الطبعة: الثانية، 1371 هـ - 1953 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید