المنشورات

ما يكتب على العيدان والمضارب.. والسرنايات والطبول والمعازف والدفوف والنايات

كتبت قصعة المغنّية على عودها:
ما طاب حُبٌّ إنسان يَلذّ به ... حتى يكون به في الناس مُشتهَرا
فاخلعْ عِذارك فيما تستلذّ به ... واجسُر فإن أخا اللذات من جَسَرا
وكتب مُخارق على عوده:
كم ليلةٍ نادمني ذِكرُهُ ... يُسعدني المِثْلَث والزِّيرُ
حتى إذا الليل جلا نفسَه ... على الدُّجى وابتسم النورُ
أصبحتُ مَستوراً لجيرانه ... والوصْل بالهِجران مَستورُ
وكتب بعض المغنّين على عوده:
سقوني وقالوا: لا تُغنّ، ولو سَقوا ... جِبال حُنينٍ ما سَقوني لغنّتِ
تجنّت عليّ الخَود ذنباً عَلِمتُه ... فيا ويلتي منها ومما تجنّتِ
وأهدى بعض الكُتّاب إلى قَينةٍ كان يَهواها عوداً، وكتب عليه:
من ذا يبلِّغُ نحلةً عن عبدها ... أني إليكِ وإن بعُدْتُ قريبُ
تستنطِقين بحُسن صوتك أعجماً ... يدعو بذاك صَوابه فيُجيبُ
فالعودُ يشهد والغناء بأنه ... لولاكِ لم يكُ في الأنام مُصيبُ
وقال عليّ بن الجَهم: قرأتُ على مِضرابٍ لقَينةٍ:
أُحبّك حبّاً لستُ أبلُغُ وصفه ... ولا عُشر ما أصبحتُ أضمر في صَدْري
وأكتُمُ ما ألقاه منك تشجُّعاً ... لعلّ إله الخَلق يُدنيك من نحري
وعلى مِضراب آخر:
يا ذا الذي أنكرني طَرْفه ... إذ ذاب جسمي وعَلاني شُحوبْ
ما مسّني ضُرٌّ ولكنّني ... جفوتُ نفسي إذ جفاني الطبيبْ
وعلى آخر:
نِضوُ همومٍ بكى وحقّ له، ... دمعٌ حَداه الضنى فأسبلهُ
وطال ليلُ الهوى عليه وما ... أمرَّ ليل الهوى وأطولَهُ
وكتبت كرّاعة على طبلٍ لها:
يا نَفَساً ليس أمَدُهُ ... ويا فؤاداً أذابه كَمَدُهْ
ويا محبّاً جَفاه سيّدهْ ... تقطّعت من جفائه كَبِدُهْ
وكتبت أخرى على ناي:
فكيف صبري وبئس الصبر لي فرَجُ ... والطرفُ يعشقُ من في طَرفه غُنُجُ
وقرأت على مِعزفة:
إن كنتَ تهوى وتستطيلُ ... فإنني عبدك الذليلُ
أعرضتَ عني وخُنتَ عهدي ... وجُرْتَ في الصّدّ يا مَلولُ
كيف احتيالي وليس يأتي ... منكَ كِتابٌ ولا رسولُ
وعلى أخرى:
ألذُّ عندي من الشراب ... تقبيل أنيابكِ العِذابِ
ولثمُ خدٍّ كلَونِ خمرٍ ... قد شفّه كثرة العِتابِ
وقرأت على دُفّ:
يا بَدِعاً في بِدَعٍ ... جارت على من ملكتْ
أرثي لصبٍّ نفسُهُ ... مما به قد تلِفتْ
وعلى آخر:
ما سرّني أن لساني ولا ... أن فؤادي منكِ يوماً خَلا
وأنّ لي مُلكَ بني هاشمِ ... يُجنى إليّ أوّلاً أوّلا
وقرأت على طُنبور:
يا أول الحُسن يا من لا نظير له ... هلّت سحائب عيني نَغمةُ الزيرِ
وأيّ مُزنة غربٍ لا تسُحّ دماً ... من عاشقٍ عند نغْمات الطنابيرِ
وعلى طُنبور آخر:
بكيتُ من طَرَبٍ عند السماع كما ... يَبكي أخو قِصَصٍ من حُسن تذكيرِ
وصاحبُ العشق يَبكي عند شَجوته ... إذا تجاوبَ صوتُ اليمّ والزيرِ














مصادر و المراجع :      

١- الموشى = الظرف والظرفاء

المؤلف: محمد بن أحمد بن إسحاق بن يحيى، أبو الطيب، المعروف بالوشاء (المتوفى: 325هـ)

المحقق: كمال مصطفى

الناشر: مكتبة الخانجي، شارع عبد العزيز، مصر - مطبعة الاعتماد

الطبعة: الثانية، 1371 هـ - 1953 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید