المنشورات

آدَاب سقراط

مِمَّا ذكره الْأَمِير المبشر بن فاتك فِي كِتَابه قَالَ سقراط عجبا لمن عرف فنَاء الدُّنْيَا كَيفَ تلهيه عَمَّا لَيْسَ لَهُ فنَاء
وَقَالَ النُّفُوس أشكال فَمَا تشاكل مِنْهَا اتّفق وَمَا تضَاد مِنْهَا اخْتلف
وَقَالَ اتِّفَاق النُّفُوس بِاتِّفَاق هممها واختلافها باخْتلَاف مرادها
وَقَالَ النَّفس جَامِعَة لكل شَيْء فَمن عرف نَفسه وَمَا عرف كل شَيْء وَمن جهل نَفسه جهل كل شَيْء
وَقَالَ من بخل على نَفسه فَهُوَ على غَيره أبخل وَمن جاد على نَفسه فَذَلِك المرجو جوده
وَقَالَ مَا ضَاعَ من عرف نَفسه وَمَا أضيع من جهل نَفسه
وَقَالَ النَّفس الْخيرَة مجتزئة بِالْقَلِيلِ من الْأَدَب وَالنَّفس الشريرة لَا ينجع فِيهَا كثير من الْأَدَب لسوء مغرسها
وَقَالَ لَو سكت من لَا يعلم لسقط الِاخْتِلَاف
وَقَالَ سِتَّة لَا تفارقهم الكآبة الحقود والحسود وَحَدِيث عهد بغنى وغني يخَاف الْفقر وطالب رُتْبَة يقصر قدره عَنْهَا وجليس أهل الْأَدَب وَلَيْسَ مِنْهُم
وَقَالَ من ملك سره خَفِي على النَّاس أمره
وَقَالَ خير من الْخَيْر من عمل بِهِ وَشر من الشَّرّ من عمل بِهِ
وَقَالَ الْعُقُول مواهب والعلوم مكاسب
وَقَالَ لَا تكون كَامِلا حَتَّى يأمنك عَدوك فَكيف بك إِذا كنت لَا يأمنك صديقك
وَقَالَ اتَّقوا من تبْغضهُ قُلُوبكُمْ وَقَالَ الدُّنْيَا سجن لمن زهد فِيهَا وجنة لمن أحبها
وَقَالَ لكل شَيْء ثَمَرَة وَثَمَرَة قلَّة الْقنية تَعْجِيل الرَّاحَة وَطيب النَّفس الزكية
وَقَالَ الدُّنْيَا كنار مضرمة على محمجة فَمن اقتبس مِنْهَا مَا يستضيء بِهِ فِي طَرِيقه سلم من شَرها وَمن جلس ليحتكر مِنْهَا أحرقته بحرها
وَقَالَ من اهتم بالدنيا ضيع نَفسه وَمن اهتم بِنَفسِهِ زهد فِي الدُّنْيَا
وَقَالَ طَالب الدُّنْيَا إِن نَالَ مَا أمل تَركه لغيره وَإِن لم ينل مَا أمله مَاتَ بغصته
وَقَالَ لَا تردن على ذِي خطأ خطأه فَإِنَّهُ يَسْتَفِيد مِنْك علما ويتخذك عدوا
وَقيل لسقراط مَا رَأَيْنَاك قطّ مغموما فَقَالَ لِأَنَّهُ لَيْسَ لي شَيْء مَتى ضَاعَ مني وعدمته اغتممت عَلَيْهِ
وَقَالَ من أحب أَن لَا تفوته شهرته فليشته مَا يُمكنهُ
وَقَالَ أثن على ذِي الْمَوَدَّة خيرا عِنْد من لقِيت فَأن رَأس الْمَوَدَّة حسن الثَّنَاء كَمَا أَن رَأس الْعَدَاوَة سوء الثَّنَاء
وَقَالَ إِذا وليت أمرا فأبعد عَنْك الأشرار فَإِن جَمِيع عيوبهم منسوبة إِلَيْك
وَقَالَ لَهُ رجل شرِيف الْجِنْس وضيع الْخَلَائق أما تأنف يَا سقراط من خساسة جنسك فَأَجَابَهُ جنسك عنْدك أُنْثَى وجنسي مني
وَقَالَ خير الْأُمُور أوسطها
وَقَالَ إِنَّمَا أهل الدُّنْيَا كصور فِي صحيفَة كلما نشر بَعْضهَا طوي بَعْضهَا
وَقَالَ الصَّبْر يعين على كل عمل
وَقَالَ من أسْرع يُوشك أَن يكثر عثاره
وَقَالَ إِذا لم يكن عقل الرجل أغلب الْأَشْيَاء عَلَيْهِ كَانَ هَلَاكه فِي أغلب الْأَشْيَاء عَلَيْهِ
وَقَالَ لَا يكون الْحَكِيم حكيما حَتَّى يغلب شهوات الْجِسْم
وَقَالَ كن مَعَ والديك كَمَا تحب أَن يكون بنوك مَعَك
وَقَالَ يَنْبَغِي للعاقل أَن يُخَاطب الْجَاهِل مُخَاطبَة الطَّبِيب للْمَرِيض
وَقَالَ طَالب الدُّنْيَا قصير الْعُمر كثير الْفِكر
وَكَانَ يَقُول الْقنية مخدومة وَمن خدم غير ذَاته فَلَيْسَ بَحر
وَقيل لَهُ مَا أقرب شَيْء فَقَالَ الْأَجَل
وَمَا أبعد شَيْء فَقَالَ الأمل
وَمَا آنس شَيْء فَقَالَ الصاحب المؤاتي
وَمَا أوحش شَيْء قَالَ الْمَوْت
وَقَالَ من كَانَ شريرا فالموت سَبَب رَاحَة الْعَالم من شَره
وَقَالَ إِنَّمَا جعل للْإنْسَان لِسَان وَاحِد وأذنان ليَكُون مَا يسمعهُ أَكثر مِمَّا يتَكَلَّم بِهِ
وَقَالَ الْملك الْأَعْظَم هُوَ الْغَالِب لشهواته
وَقيل لَهُ أَي الْأَشْيَاء ألذ فَقَالَ استفادة الْأَدَب واستماع أَخْبَار لم تكن سَمِعت
وَقَالَ أنفس مَا لزمَه الْأَحْدَاث الْأَدَب وَأول نَفعه لَهُم أَنه يقطعهم عَن الْأَفْعَال الرَّديئَة
وَقَالَ أَنْفَع مَا اقتناه الْإِنْسَان الصّديق المخلص
وَقَالَ الصَّامِت ينْسب إِلَى العي وَيسلم والمتكلم ينْسب إِلَى الفضول ويندم
وَقَالَ استهينوا بِالْمَوْتِ فَإِن مرارته فِي خَوفه
وَقيل لَهُ مَا الْقنية المحمودة فَقَالَ مَا يَنْمُو على الِاتِّفَاق
وَقَالَ المشكور من كتم سرا لمن يتكتمه وَأما من استكتم سرا فَذَلِك وَاجِب عَلَيْهِ
وَقَالَ اكتم سر غَيْرك كَمَا تحب أَن يكتم غَيْرك سرك
وَإِذا ضَاقَ صدرك بسرك فصدر غَيْرك بِهِ أضيق
وَقيل لَهُ لما صَار الْعَاقِل يستشير فَقَالَ الْعلَّة فِي ذَلِك تَجْرِيد الرَّأْي عَن الْهوى وَإِنَّمَا اسْتَشَارَ تخوفا من شوائب الْهوى
وَقَالَ
من حسن خلقه طابت عيشته ودامت سَلَامَته وتأكدت فِي النُّفُوس محبته وَمن سَاءَ خلقه تنكدت عيشته ودامت بغضته ونفرت النُّفُوس مِنْهُ
وَقَالَ حسن الْخلق يُغطي غَيره من القبائح وَسُوء الْخلق يقبح غَيره من المحاسن
وَقَالَ رَأس الْحِكْمَة حسن الْخلق
وَقَالَ النّوم موتَة خَفِيفَة وَالْمَوْت نوم طَوِيل
وَقَالَ لتلميذ لَهُ لَا تركنن إِلَى الزَّمَان فَإِنَّهُ سريع الْخِيَانَة لمن ركن إِلَيْهِ
وَقَالَ من سره الزَّمَان فِي حَال سَاءَهُ فِي أُخْرَى
وَقَالَ من ألهم نَفسه حب الدُّنْيَا امْتَلَأَ قلبه من ثَلَاث خلال فقر لَا يدْرك غناهُ وأمل لَا يبلغ منتهاه وشغل لَا يدْرك فناه
وَقَالَ من احتجت أَن تستكتمه سرك فَلَا تسرهُ إِلَيْهِ
وَسُئِلَ سقراط لم صَار مَاء الْبَحْر مالحا فَقَالَ للَّذي سَأَلَهُ إِن أعلمتني الْمَنْفَعَة الَّتِي تنالك من علم ذَلِك أعلمتك السَّبَب فِيهِ
وَقَالَ لَا ضرّ أضرّ من الْجَهْل وَلَا شَرّ أشر من النِّسَاء
وَنظر إِلَى صبية تتعلم الْكِتَابَة فَقَالَ لَا تَزِيدُوا الشَّرّ شرا وَقَالَ من أَرَادَ النجَاة من مَكَائِد الشَّيْطَان فَلَا يطيعن امْرَأَة فَإِن النِّسَاء سلم مَنْصُوب لَيْسَ للشَّيْطَان حِيلَة إِلَّا بالصعود عَلَيْهِ
وَقَالَ لتلميذ لَهُ يَا بني إِن كَانَ لَا بُد لَك من النِّسَاء فَاجْعَلْ لقاءك لَهُنَّ كَأَكْل الْميتَة لَا تَأْكُل مِنْهَا إِلَّا عِنْد الضَّرُورَة فتأخذ مِنْهَا بِقدر مَا يُقيم الرمق فَإِن أَخذ آخذ مِنْهَا فَوق الْحَاجة أسقمته وقتلته
وَقيل لَهُ مَا تَقول فِي النِّسَاء فَقَالَ هن كشجر الدفلى لَهُ رونق وبهاء فَإِذا أكله الغر قَتله
وَقيل لَهُ كَيفَ يجوز لَك أَن تذم النِّسَاء ولولاهن لم تكن أَنْت وَلَا أمثالك من الْحُكَمَاء فَقَالَ إِنَّمَا الْمَرْأَة مثل النَّخْلَة ذَات السلاع إِن دخل فِي بدن إِنْسَان عقره وَحملهَا الرطب الجني وَقَالَ لَهُ أرشيجانس أَن الْكَلَام الَّذِي كلمت بِهِ أهل الْمَدِينَة لَا يقبل فَقَالَ لَيْسَ يكربني أَن يكون لَا يقبل وأنما يكربني أَن لَا يكون صَوَابا
وَقَالَ من لَا يستحي فَلَا تخطره ببالك
وَقَالَ لَا يصدنك عَن الْإِحْسَان جحود جَاحد للنعمة
وَقَالَ الْجَاهِل من عثر بِحجر مرَّتَيْنِ
وَقَالَ كفى بالتجارب تأديبا وبتقلب الْأَيَّام عظة وبأخلاق من عاشرت معرفَة
وَقَالَ اعْلَم أَنَّك فِي أثر من مضى سَائِر وَفِي مَحل من فَاتَ مُقيم وَإِلَى العنصر الَّذِي بدأت مِنْهُ تعود
وَقَالَ لأهل الِاعْتِبَار فِي صروف الدَّهْر كِفَايَة وكل يَوْم يَأْتِي عَلَيْهِ مِنْهُ علم جَدِيد
وَقَالَ بعوارض الْآفَات تكدر النعم على المنتمين وَقَالَ من قل همه على مَا فَاتَهُ استراحت نَفسه وَصفا ذهنه
وَقَالَ من لم يشْكر على مَا أنعم بِهِ عَلَيْهِ أوشك أَن لَا تزيد نعْمَته
وَقَالَ رب متحرز من الشَّيْء تكون مِنْهُ آفته
وَقَالَ داووا الْغَضَب بِالصَّمْتِ
وَقَالَ الذّكر الصَّالح خير من المَال فَإِن المَال ينفذ وَالذكر يبْقى وَالْحكمَة غنى لَا يعْدم وَلَا يضمحل وَقَالَ اسْتحبَّ الْفقر مَعَ الْحَلَال عَن الْغنى مَعَ الْحَرَام
وَقَالَ أفضل السِّيرَة طيب المكسب وَتَقْدِير الْإِنْفَاق
وَقَالَ من يجرب يَزْدَدْ علما وَمن يُؤمن يَزْدَدْ يَقِينا وَمن يستيقن يعْمل جاهدا وَمن يحرص على الْعَمَل يَزْدَدْ قُوَّة وَمن يكسل يَزْدَدْ فَتْرَة وَمن يتَرَدَّد يَزْدَدْ شكا
وَإِن لسقراط بَيْتا وزن بِالْعَرَبِيَّةِ
(إِنَّمَا الدُّنْيَا وَإِن ومقت ... خطرة من لحظ ملتفت)
وَقَالَ مَا كَانَ فِي نَفسك فَلَا تبده لكل أحد فَمَا أقبح أَن تخفي النَّاس أمتعتهم فِي الْبيُوت ويظهرون مَا فِي قُلُوبهم
قَالَ لَوْلَا أَن فِي قولي أنني لَا أعلم إِخْبَارًا أَنِّي أعلم لَقلت إِنِّي لَا أعلم
وَقَالَ الْقنية ينبوع الأحزان فَلَا تقتنوا الأحزان
وَكَانَ يَقُول قللُوا الْقنية تقل مصائبكم
وينسب إِلَى سقراط من الْكتب رِسَالَة إِلَى إخوانه فِي المقايسة بَين السّنة والفلسفة كتاب معاتبة النَّفس مقَالَة فِي السياسة
وَقيل إِن رسَالَته فِي السِّيرَة الجميلة هِيَ صَحِيح لَهُ













مصادر و المراجع :      

١- عيون الأنباء في طبقات الأطباء

المؤلف: أحمد بن القاسم بن خليفة بن يونس الخزرجي موفق الدين، أبو العباس ابن أبي أصيبعة (المتوفى: 668هـ)

المحقق: الدكتور نزار رضا

الناشر: دار مكتبة الحياة - بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید