المنشورات

أَبُو الْفرج يحيى بن التلميذ

هُوَ الْأَجَل الْحَكِيم مُعْتَمد الْملك أَبُو الْفرج يحيى بن صاعد بن يحيى بن التلميذ كَانَ مُتَعَيّنا فِي الْعُلُوم الحكيمة متقنا للصناعة الطبية متحليا بالأدب بَالغا فِيهِ أَعلَى الرتب
وَكَذَلِكَ أَيْضا كَانَ لأمين الدولة بن التلميذ جمَاعَة من الْأَنْسَاب كل مِنْهُم مُتَعَلق بالفضائل والآداب
وَقد رَأَيْت بِخَط الْأَجَل مُعْتَمد الْملك يحيى بن التلميذ مَا يدل على فَضله وعلو قدره ونبله
وَكَانَ من الْمَشَايِخ الْمَشْهُورين فِي صناعَة الطِّبّ وَله تلاميذ عدَّة
وَقَالَ الشريف أَبُو الْعَلَاء مُحَمَّد بن الهبارية العباسي من قصيدة يمدح الْحَكِيم أَبَا الْفرج يحيى بن صاعد ابْن التلميذ وَكَانَ ابْن الهبارية قد أَتَاهُ إِلَى أَصْبَهَان فَحصل لَهُ من الْأُمَرَاء والأكابر مَالا جزيلا يَقُول فِيهَا
(وَجَمِيع مَا حصلته وَجمعته ... مِنْهُم وَكنت لَهُ بشعري كاسبا)
(نعمى أبي الْفرج بن صاعد الَّذِي ... مَا زَالَ عني فِي المكاسب نَائِبا)
(هُوَ لَا عدمت علاهُ حصل كَمَا مَا ... أملته ومري فَكنت الحالبا)
(يحيى بن صاعد بن يحيى لم يزل ... للمكرمات إِلَى جنابي جالبا)
(أَحْيَا مطامعي الَّتِي مَاتَت فَتى ... أَحْيَا الفتوة والمروءة دائبا)
(مَا زَالَ ينعشني نداه حَاضرا ... وينوب عني فِي المطالب غَائِبا)
(فِي بَاب سيف الدولة بن بهائها ... وَكَذَا نصير الدّين كَانَ مُخَاطبا)
(كاتبته بحوائجي وهززته ... فَوَجَدته فِيهَا الحسام القاضبا)
(وكذاك فِي بَاب الْأَغَر وَغَيره ... فِي الْخطب كنت لَهُ بِذَاكَ مُخَاطبا)
(مَا زَالَ يغرسني يَدَاهُ وَلم أزل ... بعلاه مَا بَين الْبَريَّة خاطبا)
وَمِنْهَا
(لَا تحوجن أَخَاك لَا بل عَبدك الْقِنّ ... ابْن عَبدك إِن يروم أجانبا)
(فلأنت أولى بِي لما عودتني ... عَمَّن غَدا لي فِي الْأُصُول مناسبا)
(لَا زلت أثني بِالَّذِي أوليتني ... وعَلى المديح محافظا ومواظبا)
(وَبقيت لي ذخْرا ودمت ممتعا ... بالمجد للأبراد مِنْهُ ساحبا)
(ثِقَة الْخلَافَة سيد الْحُكَمَاء مُعْتَمد ... الْمُلُوك الفيلسوف الكاتبا)
(لم لَا تكاتبني فكتبك نزهة ... حسنا تخال من الْجلَال كتائبا)
(وَمن الملاحة واللطافة رَوْضَة ... وَمن الإفادة فِي الْبَيَان سحائبا)
(مازح وطايب مَا اسْتَطَعْت فَمَا الْفَتى ... من لَا يكون ممازحا ومطايبا)
(وفداك من نوب الزَّمَان وَصَرفه ... قوم يُرِيدُونَ الزَّمَان معايبا) الْكَامِل
وَمن شعر أبي الْفرج يحيى بن التلميذ نقلت من كتاب زِينَة الدَّهْر لعَلي بن يُوسُف بن أبي الْمَعَالِي سعد بن عَليّ الحظيري قَالَ وجدت بِخَط الْأَجَل الْحَكِيم مُعْتَمد الْملك يحيى بن التلميذ لنَفسِهِ لغزا فِي الإبرة
(وفاغرة فَمَا فِي الرجل مِنْهَا ... وَلَكِن لَا تسيغ بِهِ طَعَاما)
(ومخطفة الحشا فِي الرَّأْس مِنْهَا ... لِسَان لَا تطِيق بِهِ الكلاما)
(تصول بشوكة تبدو وسم ... وَمَا من ذاقه يرد الحماما)
(تجر وَرَاءَهَا أبدا أَسِيرًا ... كَمَا قادت يَد الْحَادِي الزماما)
(منيعا ذَا قوى لَكِن ترَاهُ ... بقبضتها ذليلا مستضاما)
(فتلقيه بمحبسها مُقيما ... طوال الدَّهْر لَا يَأْبَى المقاما)
(أيا عجبا لَهَا سَوْدَاء خلقا ... تريك خلائقا بيضًا كراما)
(غَدَتْ عُرْيَانَة من كل لبس ... وفاضل ذيلها يكسو الأناما) الوافر
قَالَ وجدت بِخَطِّهِ فِي دَار جَدِيدَة بناها سيف الدولة صَدَقَة وَقعت فِيهَا نَار يَوْم الْفَرَاغ مِنْهَا
(يَا بانيا دَار العلى ملأتها ... لتزيدها شرفا على كيوان)
(علمت بأنك إِنَّمَا شيدتها ... للمجد والأفضال وَالْإِحْسَان)
(فقفت عوائدك الْكِرَام وسابقت ... تسْتَقْبل الأضياف بالنيران) الْكَامِل
وَمن شعر أبي الْفرج يحيى بن التلميذ أَيْضا قَالَ لغزا فِي الْقوس
(وَمَا ذُو قامة ذَات اعوجاج ... تَئِنُّ وتنحني عِنْد الْهياج)
(لَهَا الْمَكْر الْخَفي مَعَ التمطي ... كمكر الراح فِي الْقدح الزّجاج) الوافر
وَقَالَ أَيْضا
(علق الْفُؤَاد على خلو حبها ... علق الذبالة فِي الحشا الْمِصْبَاح)
(لَا يُسْتَطَاع الدَّهْر فرقة بَينهم ... إِلَّا لحين تفرق الأشباح) الْكَامِل
وَقَالَ أَيْضا
(فراقك عِنْدِي فِرَاق الْحَيَاة ... فَلَا تجهزن على مدنف)
(علقتك كالنار فِي شمعها ... فَمَا أَن تفارق أَو تنطفي) المتقارب
وَقَالَ أَيْضا
(بدا إِلَيْنَا أرج القادم ... فبرد الْغلَّة من حائم)
(روح عَن قلبِي على نأيه ... وَقد يلذ الطيف للحالم) السَّرِيع
وَقَالَ فِي ذمّ مغن
(لنا مغن إِن شدا ... تدفننا ثلوجه)
(فموتنا خُرُوجه ... وبعثنا خُرُوجه) الرجز
















مصادر و المراجع :      

١- عيون الأنباء في طبقات الأطباء

المؤلف: أحمد بن القاسم بن خليفة بن يونس الخزرجي موفق الدين، أبو العباس ابن أبي أصيبعة (المتوفى: 668هـ)

المحقق: الدكتور نزار رضا

الناشر: دار مكتبة الحياة - بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید