المنشورات

العنتري

هُوَ أَبُو الْمُؤَيد مُحَمَّد بن المجلي بن الصَّائِغ الْجَزرِي كَانَ طَبِيبا مَشْهُورا وعالما مَذْكُورا حسن المعالجة جيد التَّدْبِير وافر الْفضل فيلسوفا متميزا فِي علم الْأَدَب
وَله شعر كثير فِي الْحِكْمَة وَغَيرهَا 
وحَدثني الْحَكِيم سديد الدّين مَحْمُود بن عمر رَحمَه الله أَن العنتري كَانَ فِي أول أمره يكْتب أَحَادِيث عنتر الْعَبْسِي فَصَارَ مَشْهُورا بنسبته إِلَيْهِ
وَمن كَلَامه فِي الْحِكْمَة قَالَ
بني تعلم الْعُلُوم فَلَو لم تنَلْ من الدُّنْيَا إِلَّا الْغنى عَمَّن يستعبدك بِحَق أَو بباطل
وَقَالَ بني أَن الْحِكْمَة الْعَقْلِيَّة تريك الْعَالم يقادون بأزمة الْجَهْل إِلَى الْخَطَأ وَالصَّوَاب
وَقَالَ الْجَاهِل عبد لَا يعْتق رقّه إِلَّا بالمعرفة
وَقَالَ الْحِكْمَة سراج النَّفس فَمَتَى عدمتها عميت النَّفس عَن الْحق
وَقَالَ الْجَاهِل سَكرَان لَا يفِيق إِلَّا بالمعرفة
وَقَالَ الْحِكْمَة غذَاء النَّفس وجمالها وَالْمَال غذَاء الْجَسَد وجماله فَمَتَى اجْتمعَا للمرء زَالَ نَقصه وَتمّ كَمَاله وَنعم باله
وَقَالَ الْحِكْمَة دَوَاء من الْمَوْت الأبدي
وَقَالَ كَون الشَّخْص بِلَا علم كالجسد بِلَا روح
وَقَالَ الْحِكْمَة شرف من لَا شرف لَهُ قديم
وَقَالَ الْأَدَب أزين للمرء من نسبه وَأولى بِالْمَرْءِ من حَسبه وأدفع عَن عرضه من مَاله وَأَرْفَع لذكره من جماله
وَقَالَ من أحب أَن يُنَوّه باسمه فليكثر من الْعِنَايَة بِعِلْمِهِ
وَقَالَ الْعَالم المحروم أشرف من الْجَاهِل المرزوق
وَقَالَ عدم الْحِكْمَة هُوَ العقم الْعَظِيم
وَقَالَ الْجَاهِل يطْلب المَال والعالم يطْلب الْكَمَال
وَقَالَ الْغم ليل الْقلب وَالسُّرُور نَهَاره وَشرب السم أَهْون من معاناة الْهم
وَمن شعر أَبُو الْمُؤَيد مُحَمَّد بن المجلي بن الصَّائِغ الْمَعْرُوف بالعنتري أَنْشدني إِيَّاه الْحَكِيم سديد الدّين مَحْمُود بن عمر بن رقيقَة قَالَ أَنْشدني مؤيد الدّين ولد العنتري قَالَ أَنْشدني وَالِدي لنَفسِهِ
(احفظ بني وصيتي واعمل بهَا ... فالطب مَجْمُوع بِنَصّ كَلَامي)
(قدم على طب الْمَرِيض عناية ... فِي حفظ قوته مَعَ الْأَيَّام)
(بالشبه تحفظ صِحَة مَوْجُودَة ... والضد فِيهِ شِفَاء كل سقام)
(أقلل نكاحك مَا اسْتَطَعْت فَإِنَّهُ ... مَاء الْحَيَاة يراق فِي الْأَرْحَام)
(وَاجعَل طَعَامك كل يَوْم مرّة ... وَاحْذَرْ طَعَاما قبل هضم طَعَام)
(لَا تحقر الْمَرَض الْيَسِير فَإِنَّهُ ... كالنار يصبح وَهِي ذَات ضرام)
(وَإِذا تغير مِنْك حَال خَارج ... فاحتل لرجعة حل عقد نظام)
(لَا تهجرن الْقَيْء واهجر كل مَا ... كيموسه سَبَب إِلَى الإسقام)
(إِن الْحمى عون الطبيعة مسعد ... شاف من الْأَمْرَاض والألام)
(لَا تشربن بعقب أكل عَاجلا ... أَو تأكلن بعقب شرب مدام)
(والقيء يقطع وَالْقِيَام كِلَاهُمَا ... بهما وَلَيْسَ بِنَوْع كل قيام)
(وَخذ الدَّوَاء إِذا الطبيعة كررت ... بالاحتلام وَكَثْرَة الأحلام)
(وَإِذا الطبيعة مِنْك نقت بَاطِنا ... فدواء مَا فِي الْجلد بالحمام)
(إياك تلْزم أكل شَيْء وَاحِد ... فتقود طبعك للأذى بزمام)
(وتزيد فِي الأخلاط أَن نقصت بِهِ ... زَادَت فنقص فَضلهَا بقوام)
(والطب جملَته إِذا حققته ... حل وَعقد طبيعة الْأَجْسَام)
(ولعقل تَدْبِير المزاج فَضِيلَة ... يشفى الْمَرِيض بهَا وبالأوهام) الْكَامِل
أَقُول وَهَذِه القصيدة تنْسب أَيْضا إِلَى الشَّيْخ الرئيس ابْن سينا وتنسب إِلَى الْمُخْتَار بن الْحسن بن بطلَان وَالصَّحِيح أَنَّهَا لمُحَمد بن المجلي لما قَدمته من إنشاد سديد الدّين مَحْمُود بن عمر لي مِمَّا أنْشدهُ مؤيد الدّين بن العنتري لوالده مِمَّا سَمعه مِنْهُ
وَوجدت العنتري أَيْضا ذكرهَا فِي كِتَابه الْمُسَمّى بِالنورِ المجتنى وَقَالَ أَنَّهَا لَهُ وَقَالَ أَيْضا أنشدنيها سديد الدّين
(وجودي بِهِ من كل نوع مركب ... من الْعَالم الْمَعْقُول والمتركب)
(فذهني مشكاة وَنَفْسِي زجاجة ... تضيء بمصباح الحجا المتلهب)
(ونوري من النُّور الإلهي دَائِما ... يصب على ذاتي بِغَيْر تسكب)
(وزيتي من الزيتونة العذب دهنها ... تنزه عَن وصف بشرق ومغرب)
(كَأَنِّي فِي وصفي مَنَارَة رَاهِب ... بقنديلها الشفاف أشرف كَوْكَب) الطَّوِيل
وَقَالَ أَيْضا
(إِذا إِن غَدا وَالنَّفس مِنْهُ كجنة ... يغرد فِي أرجائها كل طَائِر)
(تدبرت السَّبع الطباق وَفَارَقت ... على شرف مِنْهَا سجون العناصر) الطَّوِيل
وَقَالَ أَيْضا
(كأننا ممتزج لم يزل ... من عَالم النير والمظلم)
(فبعضنا يختارها دَاره ... وبعضنا يرقى إِلَى الأنجم) السَّرِيع
وَقَالَ أَيْضا
(الْحق يُنكره الجهول لِأَنَّهُ ... عدم التَّصَوُّر فِيهِ والتصديقا)
(فَهُوَ الْعُدُول لكل مَا هُوَ جَاهِل ... فَإِذا تصَوره يعود صديقا) الْكَامِل
وَقَالَ أَيْضا
(لَو كنت تعلم كل مَا علم الورى ... جمعا لَكُنْت صديق كل الْعَالم)
(لَكِن جهلت فصرت تحسب كل من ... يهوى خلاف هَوَاك لَيْسَ بعالم)
(استحبي أَن الْعقل أصبح ضَاحِكا ... مِمَّا تَقول وَأَنت مثل النَّائِم)
(لَو كنت تسمع مَا سَمِعت وعالما ... مَا قد علمت خجلت خجلة نادم)
(وضع الْإِلَه الْخلف فِي كل الورى ... بالطبع حَتَّى صَار ضَرْبَة لَازم) الْكَامِل
وَقَالَ أَيْضا
(أبلغ الْعَالمين عني بِأَنِّي ... كل علمي تصور وَقِيَاس)
(قد كشفت الْأَشْيَاء بِالْفِعْلِ حَتَّى ... ظَهرت لي وَلَيْسَ فِيهَا التباس)
(وَعرفت الرِّجَال بِالْعلمِ لما ... عرف الْعلم بِالرِّجَالِ النَّاس) الْخَفِيف
وَقَالَ أَيْضا
(قَالُوا رضيت وَأَنت اعْلَم ذَا الورى ... بحقائق الْأَشْيَاء عَن باريها)
(تجتاب أَبْوَاب الخمول فَقلت عَن ... كره وَلست بجاهل راضيها)
(لي همة مأسورة لي صادفت ... سَعْدا بِغَيْر عوائق تثنيها)
(ضَاقَ الفضاء بهَا فَلَا يسطيعها ... لعلوها الأفلاك أَن تحويها)
(مَا للمقاصد جمة ومقاصدي ... ناط الْقَضَاء بهَا الفضا والتيها)
(أطوي اللَّيَالِي بالمنى وصروفها ... تنشرنني أَضْعَاف مَا أطويها)
(إِنِّي على نوب الزَّمَان لصابر ... أما سيفنى الْعُمر أَو يفنيها)
(أما الَّذِي يبْقى فقد أحرزته ... والفانيات فَمَا أفكر فِيهَا) الْكَامِل
وَقَالَ أَيْضا
(بني كن حَافِظًا للْعلم مطرحا ... جَمِيع مَا النَّاس فِيهِ تكتسب نسبا)
(فقد يسود الْفَتى من غير سَابِقَة ... للْأَصْل بِالْعلمِ حَتَّى يبلغ الشهبا)
(غذ الْعُلُوم بتذكار تزد أبدا ... فَالنَّار تخمد مهما لم تَجِد حطبا)
(إِنِّي أرى عدم الْإِنْسَان أصلح من ... عمر بِهِ لم ينل علما وَلَا نسبا)
(قضى الْحَيَاة فَلَمَّا مَاتَ شيعه ... جهل وفقر فقد قضاهما نصبا) الْبَسِيط
وَقَالَ أَيْضا
(كن غَنِيا إِن اسْتَطَعْت وَإِلَّا ... كن حكيما فَمَا عدا ذين غفل)
(إِنَّمَا سؤدد الْفَتى المَال وَالْعلم ... وَمَا سَاد قطّ فقر وَجَهل) الْخَفِيف
وَقَالَ أَيْضا
(أقسم الْعُمر ثَلَاثًا واستمع ... يَا بني النصح مني والرشادا)
(فاطلب الْحِكْمَة فِي أَوله ... واحرز الْعلم وَجب فِيهِ البلادا)
(واكسب الْأَمْوَال فِي الثَّانِي وكل ... واشرح الراح وَلَا تَبْغِ الفسادا)
(وترقب آخر الْعُمر فَإِن ... جَاءَك الْمَوْت فقد نلْت المرادا)
(وَإِن إعتاقك فِي إِحْدَاهمَا ... طَارق الْمَوْت فقد حزت الجهادا)
(هَذِه سيرة مَسْعُود بهَا ... نَالَ فِي الدُّنْيَا وَفِي الْأُخْرَى السدادا) الرمل
وَقَالَ أَيْضا
(بني تعلم حِكْمَة النَّفس أَنَّهَا ... طَرِيق إِلَى رشد الْفَتى وَدَلِيل)
(وَلَا تطلب الدُّنْيَا فَإِن كثيرها ... قَلِيل وَعَما رقدة فتزول)
(فَمن كَانَ فِي الدُّنْيَا حَرِيصًا فَإِنَّهُ ... يظل كئيب الْقلب وَهُوَ ذليل)
(وَمن يتْرك الدُّنْيَا وَأصْبح رَاهِبًا ... فَمَا للأذى يَوْمًا إِلَيْهِ سَبِيل) الطَّوِيل
وَقَالَ أَيْضا
(نَفسِي تطالبني بِمَا فِي طبعها ... وَالْعقل يزجرها عَن الشَّهَوَات)
(وَالنَّفس تعلم أَن ذَلِك وَاجِب ... والطبع يجذبها إِلَى الْعَادَات)
(والطبع يقصر عَن مُرَاد كليهمَا ... فكلاهما وقف على الحسرات)
(وَالنَّفس من خمر الْحَيَاة وسكرها ... ستفيق بَين عَسَاكِر الْأَمْوَات) الْكَامِل
وَقَالَ أَيْضا
(لَا تدنين فَتى يودك ظَاهرا ... حبا وضد وداده فِي طبعه)
(واهجر صديقك أَن تنكر وده ... فالعضو يحسم داؤه فِي قطعه) الْكَامِل
وَقَالَ أَيْضا
(من لزم الصمت اكتسى هَيْبَة ... تخفي عَن النَّاس مساويه)
(لِسَان من يعقل فِي قلبه ... وقلب من يجهل فِي فِيهِ) السَّرِيع
وَقَالَ أَيْضا
(عدل مزاجك مَا اسْتَطَعْت وَلَا تكن ... كمسوف أودى بِهِ التَّخْلِيط)
(واحفظ عَلَيْك حرارة برطوبة ... تبقى فتركك حفظهَا تَفْرِيط)
(وَاعْلَم بأنك كالسراج بَقَاؤُهُ ... مَا دَامَ فِي طرف الذبال سليط) الْكَامِل
وَقَالَ أَيْضا
(ثقلة الْجِسْم يستمد غذاه ... طلبا مِنْهُ للبقا والدوام)
(هُوَ لما رأى التَّحَلُّل طبعا ... أخلف الْمثل بالغذا وَالطَّعَام) الْخَفِيف
وَقَالَ أَيْضا
(ومخطف الخصر زارنا سحرًا ... فِي غنج عَيْنَيْهِ سحر هاروت)
(يحمل تفاحة موردة ... كدرة رصعت بياقوت)
(كَأَنَّهَا النَّجْم فِي توقده ... قَارن بدر السَّمَاء فِي حوت) المنسرح
وَقَالَ أهْدى إِلَيّ بالرحبة بشر بن عبد الله الْكَاتِب طبقًا من تفاح لم أشاهد مثله حمرَة وندا فَكتبت إِلَيْهِ
وَقد كَانَ طلب مني تَشْبِيها فِي التفاح فَقلت لَهُ إِذا حضر عملت فِيهِ تَشْبِيها فنفذ ذَلِك فَكتبت إِلَيْهِ
(هبا فَإِن الديك هَب وصاحا ... جنح الظلام واسقياني الراحا)
(رَاح تريح من الهموم وطبعها ... يَنْفِي السقام وينعش الأرواحا)
(أهدي الرئيس وَفِي نداه سجية ... تهدي النفائس غدْوَة ورواحا)
(طبقًا من التفاح إِنِّي لم أزل ... أَهْوى الثِّمَار وأعشق التفاحا)
(إِن الطبيعة والمزاج تشاركا ... فِي الْكَوْن لما أوجداه سماحا)
(صاغاه كالكافور لَكِن جلده ... قد ألبساه من النجيع وشاحا)
(فَكَأَنَّهُ من لون حبي قابس ... وَكَأَنَّهُ من نشر بشر فاحا) الْكَامِل
وَقَالَ فِي النارنج
(سقياني من مخدرات الدنان ... بنت كرم حَمْرَاء كالأرجوان)
(وأدرها فِي مجْلِس ارهجته ... نغمات النايات والعيدان)
(وَكَأن الكؤوس فِيهِ نُجُوم ... أطلعتها أَيدي البدور الحسان)
(وابتدت بعد قطعهَا فلك السعد ... جَمِيعًا تغيب فِي الْأَبدَان)
(وَكَأن النارنج بَين الندامى ... أكرا مثلت من الزَّعْفَرَان) الْخَفِيف
وَقَالَ فِي الرُّمَّان الحامض
(وشادن أَبْلَج كالبدر ... نادمته لَيْلًا إِلَى الْفجْر)
(بَات بِهِ يصرف عَنهُ الْأَذَى ... بنهل كاسات من الْخمر)
(ينْتَقل الرُّمَّان فِي أَثَرهَا ... مَخَافَة من ضَرَر السكر)
(كَأَنَّهُ وَهُوَ خَبِير بِهِ ... يكسر الْيَاقُوت بالدر) السَّرِيع
وَقَالَ أَيْضا
(وبابلي اللحاظ كَالْقَمَرِ ... أصبح فِي الأَرْض فتْنَة الْبشر)
(أولاه فيض الْجمال أجمعه ... وَالْحسن والظرف واهب الصُّور)
(خشيت من عقرب بِهِ قمر ... فَكيف بالعقربين فِي قمر) المنسرح
وَقَالَ أَيْضا
(ومفهف يغشى الْعُيُون غريقه ... فِي لج مَاء الْحسن مِنْهُ وموجه)
(قلم الطبيعة خطه وَالْمُشْتَرِي ... يملي عَلَيْهِ عُطَارِد من أوجه) الْكَامِل
وَقَالَ فِي غلْمَان يسبحون بدجلة
(وسرب غيد بشاطئ دجلة خَرجُوا ... عَن الثِّيَاب وألقوا سَائِر الكلف)
(كَأَنَّهُمْ وسط لج المَاء أجمعهم ... در تجرد فِي بَحر عَن الصدف) الْبَسِيط
وَقَالَ فِي غُلَام فِي الْحمام
(جردته الْحمام من كل ثوب ... وأرتني مِنْهُ الَّذِي كَانَ قصدي)
(بدنا كالصباح من تَحت ليل ... حالك اللَّوْن أسود غير جعد)
(سكب المَاء فَوق جسم حكى ... الْفضة حَتَّى اكتسى غلالة ورد) الْخَفِيف
وَقَالَ وكتبها إِلَى صديق
(جَاءَ شعْبَان منذرا بالصيام ... فاسقياني رَاحا بِمَاء الْغَمَام)
(خندريسا كَأَنَّهَا الشَّمْس لونا ... وضياء أسفى من الأوهام)
(واسقني من يَمِين أغيد ريم ... من بني التّرْك مثل بدر التَّمام)
(فَكَأَن الصَّهْبَاء فِي الْحسن والساقي ... بهَا والحباب فَوق المدام)
(شمس ظهر فِي كف بدر عَلَيْهَا ... سمط در حكى نُجُوم الظلام)
(سِيمَا وَالربيع بالورد عاف ... يَوْمه يشترى بسبعين عَام) الْكَامِل
وَقَالَ أَيْضا
(كتبت وَبِي من لاعج الشوق والأسى ... إِلَيْك جوى يوهي القوى والقوادما)
(وَلَوْلَا الرجا أَن يجمع الله بَيْننَا ... كأحسن مَا كُنَّا أَتَيْتُك قادما)
(ولكنني أَدْعُو إِلَى الْوَاحِد الَّذِي ... يرى كل شَيْء أَن يردك سالما) الطَّوِيل
وَقَالَ أَيْضا
(يَا من تربع جلقا وَغدا ... يدعى من السُّعَدَاء عش أبدا)
(لَا تَطْلُبن بغَيْرهَا بَدَلا ... هِيَ جنَّة الله الَّتِي وَعدا)
(قض الزَّمَان وَلَا تبع طَمَعا ... نَقْدا بوعد ترتجيه غَدا)
(واشرب بهَا صفراء صَافِيَة ... تَنْفِي الهموم وتسلب الكمدا)
(رَاحا إِذا بزلت بانية ... قذفت على حافاتها الزبدا)
(فالعاقل الفطن اللبيب إِذا ... نَالَ المنى فِي منزل قعدا)
(إِنِّي لَا هوى شرب صَافِيَة ... مقطوبة فِي الكأس من بردى)
(من كف من يهوى الْفُؤَاد بهَا ... تسْعَى بهَا وَاللَّيْل قد بردا)
(تَسْقِي ندامي كَالنُّجُومِ غدوا ... بيض الْوُجُوه تخالها بردا)
(مَا نَلْتَقِي إِلَّا حَلِيف حجى ... يلقِي الْعُلُوم وشاديا غردا) الْكَامِل
وَقَالَ أَيْضا
(سَلام كأنفاس الرياض بعالج ... يبلغهُ ريح الصِّبَا أَرض جلق)
(إِلَى سَاكن فِيهَا وَفِي الْقلب مثله ... مُقيما بِهِ عقلا إِلَى حِين نَلْتَقِي)
(إِلَى جنَّة الدُّنْيَا جَمِيعًا وليتني ... أنخت بهَا يَوْمًا من الدَّهْر أينقي)
(وَأَنت بهَا فالراح غير لذيذة ... بِغَيْر نديم خَالص الود مُشفق)
(سميع مُطِيع للأخلاء قد صفا ... بِغَيْر قذى صفو الشَّرَاب الْمُعْتق)
(وَإِنِّي ليدعوني الْهوى كل سَاعَة ... إِلَيْك وتغريد الْحمام المطوق)
(سَلام من الشعرى الْيَمَانِيّ دَائِما ... إِلَى تربها الشامية المتألق)
(وَإِن مزق الدَّهْر المعاند شملنا ... فَإِن ودادي لَيْسَ بالمتمزق)
(وبدلني بالصد مِنْك فحالتي ... كحالة مأسور بغربة موثق)
(وَمن نكد الدَّهْر الغشوم وَصَرفه ... يجاور رغما فيلسوف لأحمق) الطَّوِيل
وَقَالَ أَيْضا
(يَا حجَّة الدّين سر بِاللَّه معتصما ... وَلَا تكن لفراق حم ذَا أَسف)
(فللكواكب عذر فِي تنقلها ... عَن الْبيُوت لكَي تحتل بالشرف)
(الدّرّ لَوْلَا نحور الغيد مَا خرجت ... بِهِ الْمَقَادِير أَحْيَانًا من الصدف)
(فَأقبل إِلَى ملك مَا نَالَ غَايَته ... وَمَا حواه مُلُوك الأَرْض فِي السّلف)
(هُوَ الهيولى وَأَنت الْجِسْم تقبل ... أَصْنَاف الْمَعَالِي قبولا غير مُخْتَلف) الْبَسِيط
وَقَالَ استدعاني الرِّضَا وَزِير الجزيرة فِي لَيْلَة ممطرة فَكتبت إِلَيْهِ مَعَ الْغُلَام
(قل للوزير أدام الله نعْمَته ... فِي دولة أمرهَا فِي الْحَضَر والبادي)
(بعثت فِي طلبي والغيث منسكب ... والوحل قد كف سير الرَّائِح الغادي)
(وَقد رددت الَّذِي نفذت فِي طلبي ... فَابْعَثْ إِلَيّ بمركوب ولباد) الْبَسِيط
فَبعث إِلَيْهِ مَا أَرَادَ وَقَالَ وَكتبه إِلَى بعض الْكتاب
(دَعْنِي من المطل الَّذِي لَا يَنْقَضِي ... أبدا وسقم الْقلب بِالتَّعْلِيلِ)
(قل لي نعم أَو لَا بِغَيْر توقف ... فاليأس أروح لي من التَّطْوِيل)
(لأَكُون من طمعي الكذوب كمن رأى ... أضغاث أَحْلَام بِلَا تَأْوِيل) الْكَامِل
وَقَالَ يهجو عَليّ بن مسْهر الشَّاعِر
(مَا ولدت سعلاء من جن عبقر ... بأقبح شخص من عَليّ بن مسْهر)
(لَهُ هَامة صلعاء من فَوق قامة ... مقوسة حدباء فِي دور خنصر)
(بهَا جعل مَا بَين فَكَّيْهِ كامن يَزُجّ ... الخرا من فِيهِ فِي كل محْضر)
(وَلما شكى دَاء قَدِيما بدبره ... إِلَى وداء من فَم مِنْهُ ابخر)
(فَقلت دَوَاء الدبر طعنه أجرد ... عريض الْقَفَا عُرْيَان أَقرع أَعور)
(تناك بِهِ من بَين فَخذي موسوس ... بِهِ جنَّة كالعير هوج أير)
(وَمَا يشتكي فوك الْخَبيث دواؤه ... بمسواك جعس مجه حجر خيبري)
(وكل من جوارشن الْبُطُون فَإِنَّهُ ... لدائك أشفى من جوارشن قَيْصر)
(ففيك من العاهات مَا لَو تقسمت ... على الْخلق جمعا لم تَجِد غير مُدبر) الطَّوِيل
وَقَالَ فِي الْمَرْأَة
(قد أَقبلت غولة الصبايا ... تنظر عَن معلم النقاب)
(فَقلت من أعظم الرزايا ... قفل على منزل خراب)
(أحسن مَا كنت فِي عباة ... ملفوفة الرَّأْس فِي جراب) الْبَسِيط
وَقَالَ يمتدح فَضِيلَة الشَّرْع
(أَن الشَّرِيعَة ألفت بصلاحها ... للْعَالم المتضادد المتمازج)
(الشَّرْع أصلح كل غاو مارد ... وأمات شرة كل جَان مارج)
(لَوْلَا الشَّرِيعَة مَا تجمع واستوى ... شَمل الورى ومنوا بشر هائج)
(أَن الشَّرِيعَة حِكْمَة وَمَنَافع ... لمداخل ومصالح لمخارج)
(وَالْعقل نور الله إِلَّا أَنه ... للْعَالم المحسوس غير ممازج)
(فَمَتَى اكتفيت بِفعل عقل دَاخل ... فَسدتْ أمورك كلهَا من خَارج)
(الْأَنْبِيَاء كواكب تهدي إِلَى ... سبل الْهدى لِذَوي السرى والدالج) الْكَامِل
وَقَالَ حِين ترك الْخمر وَتَابَ عَنهُ وَعَن الْمَدْح بالشعر
(نَار الحميا ونار الْفِكر مذ نهكا ... جسمي تركت الحميا خشيَة النَّار)
(والكاس بالطبع تصدي عقل شاربها ... وَالسكر يسلب مِنْهُ حِكْمَة الْبَارِي) الْبَسِيط
وَقَالَ أَيْضا
(صددت عَن الصَّهْبَاء لما وَجدتهَا ... منافرة مني طباعي وأخلاقي)
(وعوضت عَنْهَا النَّفس كاسات حِكْمَة ... تعللتها فازددت شوقا إِلَى الساقي) الطَّوِيل
وللعنتري من الْكتب كتاب النُّور المجتنى من روض الندما وتذكار الْفُضَلَاء الحكما ونزهة الْحَيَاة الدُّنْيَا رُتْبَة على فُصُول السّنة وَضَمنَهُ إشعارا وفوائد حَسَنَة لجَماعَة من الأدباء ولنفسه أَيْضا وَأَبَان فِيهِ عَن فضل
كتاب الجمانة فِي الْعلم الطبيعي والإلهي
كتاب الأقراباذين وَهُوَ أقراباذين كَبِير استقصى فِيهِ ذكر الْأَدْوِيَة المركبة وأجاد فِي تأليفه
رِسَالَة الشعرى اليمانية إِلَى الشعرى الشامية كتبهَا إِلَى عَرَفَة النَّحْوِيّ بِدِمَشْق جَوَابا عَن رِسَالَة كتبهَا إِلَيْهِ من دمشق
رِسَالَة حَرَكَة الْعَالم يهنئ بهَا وزيرا استدعي إِلَى وزارة بلد آخر وَهُوَ حجَّة الدّين مَرْوَان لما وزره أتابك زنكي بن آق سنقر
رِسَالَة الْفِرَاق مَا بَين الدَّهْر وَالزَّمَان وَالْكفْر وَالْإِيمَان
رِسَالَة الْعِشْق الإلهي والطبيعي














مصادر و المراجع :      

١- عيون الأنباء في طبقات الأطباء

المؤلف: أحمد بن القاسم بن خليفة بن يونس الخزرجي موفق الدين، أبو العباس ابن أبي أصيبعة (المتوفى: 668هـ)

المحقق: الدكتور نزار رضا

الناشر: دار مكتبة الحياة - بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید