المنشورات

ابْن خطيب الرّيّ

هُوَ الإِمَام فَخر الدّين أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الْعُمر بن الْحُسَيْن الرَّازِيّ أفضل الْمُتَأَخِّرين وَسيد الْحُكَمَاء الْمُحدثين قد شاعت سيادته وانتشرت فِي الْآفَاق مصنفاته وتلامذته وَكَانَ إِذا ركب يمشي حوله ثلثمِائة تلميذ فُقَهَاء وَغَيرهم وَكَانَ خوارزمشاه يَأْتِي إِلَيْهِ
وَكَانَ ابْن الْخَطِيب شَدِيد الْحِرْص جدا فِي سَائِر الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة والحكمية جيد الْفطْرَة حاد الذِّهْن حسن الْعبارَة كثير البراعة قوي النّظر فِي صناعَة الطِّبّ ومباحثها عَارِفًا بالأدب وَله شعر بالفارسي والعربي
وَكَانَ عبل الْبدن ربع الْقَامَة كَبِير اللِّحْيَة
وَكَانَ فِي صَوته فخامة وَكَانَ يخْطب بِبَلَدِهِ الرّيّ وَفِي غَيرهَا من الْبِلَاد وَيتَكَلَّم على الْمِنْبَر بأنواع من الْحِكْمَة وَكَانَ النَّاس يقصدونه من الْبِلَاد ويهاجرون إِلَيْهِ من كل نَاحيَة على اخْتِلَاف مطالبهم فِي الْعُلُوم وتفننهم فِيمَا يشتغلون بِهِ
فَكَانَ كل مِنْهُم يجد عِنْده النِّهَايَة القصوى فِيمَا يرومه مِنْهُ
وَكَانَ الإِمَام فَخر الدّين قد قَرَأَ الْحِكْمَة على مجد الدولة الجيلي بمراغة وَكَانَ مجد الدّين هَذَا من الأفاضل العظماء فِي زَمَانه وَله تصانيف جليلة
وَحكى لنا القَاضِي شمس الدّين الخوئي عَن الشَّيْخ فَخر الدّين أَنه قَالَ وَالله إِنَّنِي أتأسف فِي الْفَوات عَن الِاشْتِغَال بِالْعلمِ فِي وَقت الْأكل فَإِن الْوَقْت وَالزَّمَان عَزِيز
وحَدثني محيي الدّين قَاضِي مرند قَالَ لما كَانَ الشَّيْخ فَخر الدّين بمرند أَقَامَ بِالْمَدْرَسَةِ الَّتِي كَانَ أبي مدرسها وَكَانَ يشْتَغل عَنهُ بالفقه
ثمَّ اشْتغل بعد ذَلِك لنَفسِهِ بالعلوم الْحكمِيَّة وتميز حَتَّى لم يُوجد فِي زَمَانه آخر يضاهيه وَاجْتمعت بِهِ أَيْضا بهمدان وهراة واشتغلت عَلَيْهِ قَالَ وَكَانَ لمجلسه جلالة عَظِيمَة وَكَانَ يتعاظم حَتَّى على الْمُلُوك وَكَانَ إِذا جلس للتدريس يكون قَرِيبا مِنْهُ جمَاعَة من تلاميذه الْكِبَار مثل زين الدّين الْكشِّي والقطب الْمصْرِيّ وشهاب الدّين النَّيْسَابُورِي ثمَّ يليهم بَقِيَّة التلاميذ وَسَائِر الْخلق على قدر مَرَاتِبهمْ فَكَانَ من يتَكَلَّم فِي شَيْء من الْعُلُوم يباحثونه أُولَئِكَ التلاميذ الْكِبَار فَإِن جرى بحث مُشكل أَو معنى غَرِيب شاركهم الشَّيْخ فِيمَا هم فِيهِ وَتكلم فِي ذَلِك الْمَعْنى بِمَا يفوق الْوَصْف
وحَدثني شمس الدّين مُحَمَّد الوتار الْموصِلِي قَالَ كنت بِبَلَد هراة فِي سنة وسِتمِائَة وَقد قَصدهَا الشَّيْخ فَخر الدّين بن الْخَطِيب من بلد باميان وَهُوَ فِي أبهة عَظِيمَة وحشم كثير
فَلَمَّا ورد إِلَيْهَا تَلقاهُ السُّلْطَان بهَا وَهُوَ حُسَيْن بن خرمين وأكرمه إِكْرَاما كثيرا وَنصب لَهُ بعد ذَلِك منبرا وسجادة فِي صدر الدِّيوَان من الْجَامِع بهَا ليجلس فِي ذَلِك الْموضع وَيكون لَهُ يَوْم مَشْهُور يرَاهُ فِيهِ سَائِر النَّاس ويسمعون كَلَامه
وَكنت فِي ذَلِك الْيَوْم حَاضرا مَعَ جملَة النَّاس وَالشَّيْخ فَخر الدّين فِي صدر الإيوان وَعَن جانبيه يمنة ويسرة صفان من مماليكه التّرْك متكئين على السيوف وَجَاء فِيهِ السُّلْطَان حُسَيْن بن خرمين صَاحب هراة فَسلم وَأمره الشَّيْخ بِالْجُلُوسِ قَرِيبا مِنْهُ
وَجَاء إِلَيْهِ أَيْضا السُّلْطَان مَحْمُود ابْن أُخْت شهَاب الدّين الغوري صَاحب فَيْرُوز كوه فَسلم وَأَشَارَ إِلَيْهِ الشَّيْخ بِالْجُلُوسِ فِي مَوضِع آخر قَرِيبا مِنْهُ من النَّاحِيَة الْأُخْرَى
وَتكلم الشَّيْخ فِي النَّفس بِكَلَام عَظِيم وفصاحة بليغة
قَالَ وبينما نَحن فِي ذَلِك الْوَقْت وَإِذا بحمامة فِي دائر الْجَامِع ووراءها صقر يكَاد أَن يقتنصها وَهِي تطير فِي جوانبه إِلَى أَن أعيت فَدخلت الإيوان الَّذِي فِيهِ الشَّيْخ وَمَرَّتْ طائرة بَين الصفين إِلَى أَن رمت بِنَفسِهَا عِنْده وبخت فَذكر لي شرف الدّين بن عنين أَنه عمل شعرًا على البديه
ثمَّ نَهَضَ لوقته واستأذنه فِي أَن يُورد شَيْئا قد قَالَه فِي الْمَعْنى فَأمره الشَّيْخ بذلك فَقَالَ
(جَاءَت سُلَيْمَان الزَّمَان بشجوها ... وَالْمَوْت يلمع من جناحي خاطف)
(من نبأ الورقاء أَن محلكم ... حرز وَأَنَّك ملْجأ للخائف) الْكَامِل
فطرب لَهَا الشَّيْخ فَخر الدّين واستدناه وَأَجْلسهُ قَرِيبا مِنْهُ وَبعث إِلَيْهِ بعد مَا قَامَ من مَجْلِسه خلعة كَامِلَة ودنانير كَثِيرَة وَبَقِي دَائِما محسنا إِلَيْهِ
قَالَ لي شمس الدّين الوتار لم ينشد قدامي لِابْنِ خطيب الرّيّ سوى هذَيْن الْبَيْتَيْنِ وَإِنَّمَا بعد ذَلِك زَاد فِيهَا أبياتا أخر
هَذَا قَوْله وَقد وجدت الأبيات المزادة فِي ديوانه على هَذَا الْمِثَال
(يَا ابْن الْكِرَام المطعمين إِذا اسْتَوَى ... فِي كل مَخْمَصَة وثلج خاشف)
(العاصمين إِذا النُّفُوس تطايرت ... بَين الصوارم والوشيج الراعف)
(من نبأ الورقاء أَن محلكم ... حرم وَإنَّك ملْجأ للخائف)
(وفدت إِلَيْك وَقد تدانى حتفها ... فحبوتها ببقائها المستأنف)
(وَلَو أَنَّهَا تحبى بِمَال لانثنت ... من راحتيك بنائل متضاعف)
(جَاءَت سُلَيْمَان الزَّمَان بشجوها ... وَالْمَوْت يلمع من جناحي خَائِف)
(قرم لواه الْقُوت حَتَّى ظله ... بإزائه يجْرِي بقلب راجف) الْكَامِل
أَقُول وَمِمَّا حَكَاهُ شرف الدّين بن عنين أَنه حصل من جِهَة فَخر الدّين بن خطيب الرّيّ وبجاهه فِي بِلَاد الْعَجم نَحْو ثَلَاثِينَ ألف دِينَار وَمن شعره فِيهِ قَوْله وسيرها إِلَيْهِ من نيسابور إِلَى هراة
(ريح الشمَال عساك أَن تتحملي ... خدمي إِلَى الصَّدْر الإِمَام الْأَفْضَل)
(وقفي بواديه الْمُقَدّس وانظري ... نور الْهدى متألقا لَا يأتلي)
(من دوحة فخرية عمرية ... طابت مغارس مجدها المتأثل)
(مَكِّيَّة الْأَنْسَاب زاك أَصْلهَا ... وفروعها فَوق السماك الأعزل)
(واستمطري جدوى يَدَيْهِ فطالما ... خلف الحيا فِي كل عَام ممحل)
(نعم سحائبها تعود كَمَا بَدَت ... لَا يعرف الوسمي مِنْهَا وَالْوَلِيّ)
(بَحر تصدر للعلوم وَمن رأى ... بحرا تصدر قبله فِي محفل)
(ومشمر فِي الله يسحب للتقى ... وَالدّين سربال العفاف المسبل)
(مَاتَت بِهِ بدع تَمَادى عمرها ... دهرا وَكَاد ظلامها لَا ينجلي)
(فعلا بِهِ الْإِسْلَام أرفع هضبة ... ورسا سواهُ فِي الحضيض الْأَسْفَل)
(غلط أمرؤ بِأبي عَليّ قاسه ... هَيْهَات قصر عَن هداه أَبُو عَليّ)
(لَو أَن رسطاليس يسمع لَفظه ... من لَفظه لعرته هزة أفكل)
(ويحار بطليموس لَو لاقاه من ... برهانه فِي كل شكل مُشكل)
(فَلَو أَنهم جمعُوا لَدَيْهِ تيقنوا ... أَن الْفَضِيلَة لم تكن للْأولِ)
(وَبِه يبيت الْحلم معتصما إِذا ... هزت ريَاح الطيش ركني يذبل)
(يعْفُو عَن الذَّنب الْعَظِيم تكرما ... ويجود مسؤولا وَأَن لم يسْأَل)
(أرْضى الْإِلَه بفضله ودفاعه ... عَن دينه وَأقر عين الْمُرْسل)
(يَا أَيهَا الْمولى الَّذِي درجاته ... ترنو إِلَى فلك الثوابت من عل)
(مَا منصب إِلَّا وقدرك فَوْقه ... فبمجدك السَّامِي يهني مَا تلِي)
(فَمَتَى أَرَادَ الله رفْعَة منصب ... أفْضى إِلَيْك فنال أشرف منزل)
(لَا زَالَ ربعك للوفود محطة ... أبدا وجودك كَهْف كل مُؤَمل) الْكَامِل
ويحدثني نجم الدّين يُوسُف بن شرف الدّين عَليّ بن مُحَمَّد الأسفزاري قَالَ كَانَ الشَّيْخ الإِمَام ضِيَاء الدّين عمر وَالِد الإِمَام فَخر الدّين من الرّيّ وتفقه واشتغل بِعلم الْخلاف وَالْأُصُول حَتَّى تميز تميزا كثيرا وَصَارَ قَلِيل الْمثل وَكَانَ يدرس بِالريِّ ويخطب فِي أَوْقَات مَعْلُومَة هُنَالك ويجتمع عِنْده خلق كثير لحسن مَا يُورِدهُ وبلاغته حَتَّى اشْتهر بذلك بَين الْخَاص وَالْعَام فِي تِلْكَ النواحي
وَله تصانيف عدَّة تُوجد فِي الْأُصُول وَفِي الْوَعْظ وَغير ذَلِك وَخلف وَلدين أَحدهمَا الإِمَام فَخر الدّين وَالْآخر وَهُوَ الْأَكْبَر سنا كَانَ يلقب بالركن وَكَانَ هَذَا الرُّكْن قد شدا شَيْئا من الْخلاف وَالْفِقْه وَالْأُصُول إِلَّا أَنه كَانَ أهوج كثير الاختلال فَكَانَ أبدا لَا يزَال يسير خلف أَخِيه فَخر الدّين وَيتَوَجَّهُ إِلَيْهِ فِي أَي بلد قَصده ويشنع عَلَيْهِ ويسفه المشتغلين بكتبه والناظرين فِي أَقْوَاله وَيَقُول أَلَسْت أكبر مِنْهُ وَاعْلَم مِنْهُ وَأكْثر معرفَة بِالْخِلَافِ وَالْأُصُول فَمَا للنَّاس يَقُولُونَ فَخر الدّين فَخر الدّين وَلَا أسمعهم يَقُولُونَ ركن الدّين
وَكَانَ رُبمَا صنف بِزَعْمِهِ شَيْئا وَيَقُول هَذَا خير من كَلَام فَخر الدّين ويثلبه وَالْجَمَاعَة يعْجبُونَ مِنْهُ وَكثير مِنْهُم يصفونه ويهزأون بِهِ
وَكَانَ الإِمَام فَخر الدّين كلما بلغه شَيْء من ذَلِك صَعب عَلَيْهِ وَلم يُؤثر أَن أَخَاهُ بِتِلْكَ الْحَالة وَلَا أحد يسمع قَوْله
وَكَانَ دَائِم الْإِحْسَان إِلَيْهِ وَرُبمَا سَأَلَهُ الْمقَام فِي الرّيّ أَو فِي غَيره وَهُوَ يفتقده ويصله بِكُل مَا يقدر عَلَيْهِ
فَكَانَ كلما سَأَلَهُ ذَلِك يزِيد فِي فعله وَلَا ينْتَقل عَن حَاله
وَلم يزل كَذَلِك لَا يَنْقَطِع عَنهُ وَلَا يسكت عَمَّا هُوَ فِيهِ إِلَى أَن اجْتمع فَخر الدّين بالسلطان خوارزمشاه وأنهى إِلَيْهِ حَال أَخِيه وَمَا يقاسي مِنْهُ وَالْتمس مِنْهُ أَن يتْركهُ فِي بضع الْمَوَاضِع ويوصى عَلَيْهِ أَنه لَا يُمكن من الْخُرُوج والانتقال عَن ذَلِك الْموضع وَأَن يكون لَهما يقوم بكفايته وكل مَا يحْتَاج إِلَيْهِ
فَجعله السُّلْطَان فِي بعض القلاع الَّتِي لَهُ وَأطلق لَهُ إقطاعا يقوم لَهُ فِي كل سنة بِمَا مبلغه ألف دِينَار وَلم يزل مُقيما هُنَالك حَتَّى قضى الله فِي أمره
قَالَ وَكَانَ الإِمَام فَخر الدّين عَلامَة وقته فِي كل الْعُلُوم وَكَانَ الْخلق يأْتونَ إِلَيْهِ من كل نَاحيَة ويخطب أَيْضا بِالريِّ
وَكَانَ لَهُ مجْلِس عَظِيم للتدريس
فَإِذا تكلم بذ الْقَائِلين
وَكَانَ عبل الْبدن باعتدال عَظِيم الصَّدْر وَالرَّأْس كث اللِّحْيَة
وَمَات وَهُوَ فِي سنّ الكهولة أشمط شعر اللِّحْيَة
وَكَانَ كثيرا مَا يذكر الْمَوْت ويؤثره
وَيسْأل الله الرَّحْمَة وَيَقُول إِنَّنِي حصلت من الْعُلُوم مَا يُمكن تَحْصِيله بِحَسب الطَّاقَة البشرية وَمَا يبيت أُؤْثِر إِلَّا لِقَاء الله تَعَالَى وَالنَّظَر إِلَى وَجهه الْكَرِيم
قَالَ
وَخلف فَخر الدّين ابْنَيْنِ الْأَكْبَر مِنْهُمَا يلقب بضياء الدّين وَله اشْتِغَال وَنظر فِي الْعُلُوم وَالْآخر وَهُوَ الصَّغِير لقبه شمس الدّين وَله فطْرَة فائقة وذكاء خارق وَكَانَ كثيرا مَا يصفه الإِمَام فَخر الدّين بالذكاء وَيَقُول إِن عَاشَ ابْني هَذَا فَإِنَّهُ يكون أعلم مني وَكَانَت النجابة تتبين فِيهِ من الصغر
وَلما توفّي الإِمَام فَخر الدّين بقيت أَوْلَاده مقيمين فِي هراة ولقب وَلَده الصَّغِير بعد ذَلِك فَخر الدّين بلقب أَبِيه وَكَانَ الْوَزير عَلَاء الْملك الْعلوِي مُتَقَلِّدًا الوزارة للسُّلْطَان خوارزمشاه وَكَانَ عَلَاء الْملك فَاضلا متقنا الْعُلُوم وَالْأَدب وَالشعر بِالْعَرَبِيَّةِ والفارسية
وَكَانَ قد تزوج بابنة الشَّيْخ فَخر الدّين وَلما جرى أَن جنكز خَان ملك التتر قهر خوارزمشاه وكسره وَقتل أَكثر عسكره وفقد خوارزمشاه توجه عَلَاء الْملك قَاصِدا إِلَى جنكز خَان ومعتصما بِهِ فَلَمَّا وصل إِلَيْهِ أكْرمه وَجعله عِنْده من جملَة خواصه
وعندما استولى التتر على بِلَاد الْعَجم وخربوا قلاعها ومدنها وَكَانُوا يقتلُون فِي كل مَدِينَة جَمِيع من بهَا وَلم يبقوا على أحد تقدم عَلَاء الْملك إِلَى جنكز خَان وَقد تَوَجَّهت فرقة من عساكره إِلَى مَدِينَة هراة ليخربوها ويقتلوا من بهَا فَسَأَلَهُ أَن يُعْطِيهِ أَمَانًا لأَوْلَاد الشَّيْخ فَخر الدّين بن خطيب الرّيّ وَأَن يجيئوا بهم مكرمين إِلَيْهِ فوهب لَهُم ذَلِك وَأَعْطَاهُمْ أَمَانًا
وَلما ذهب أَصْحَابه إِلَى هراة وشارفوا أَخذهَا نادوا فِيهَا بِأَن لأَوْلَاد فَخر الدّين بن الْخَطِيب الْأمان فليعزلوا نَاحيَة فِي مَكَان
وَيكون هَذَا الْأمان مَعَهم
وَكَانَ فِي هراة دَار الشَّيْخ فَخر الدّين هِيَ دَار السلطنة كَانَ خوارزمشاه قد أَعْطَاهَا لَهُ وَهِي من أعظم دَار تكون وأكبرها وأبهاها وأكثرها زخرفة واحتفالا فَلَمَّا بلغ أَوْلَاد فَخر الدّين ذَلِك أَقَامُوا بهَا مأمونين والتحق بهم خلق كثير من أَهَالِيهمْ وأقربائهم وأعيان الدولة وكبراء الْبَلَد وَجَمَاعَة كثيرين من الْفُقَهَاء وَغَيرهم ظنا أَن يَكُونُوا فِي أَمَان لاتصالهم بأولاد فَخر الدّين ولكونهم خصيصين بهم وَفِي دَارهم وَكَانُوا خلقا عَظِيما
فَلَمَّا دخل التتر إِلَى الْبَلَد وَقتلُوا من وجدوه بهَا وانتهوا إِلَى الدَّار نادوا بأولاد فَخر الدّين أَن يروهم فَلَمَّا شاهدوهم أخذوهم عِنْدهم وهم ضِيَاء الدّين وشمس الدّين وأختهم
ثمَّ شرعوا بِسَائِر من كَانَ فِي الدَّار فَقَتَلُوهُمْ عَن آخِرهم بِالسَّيْفِ
وتوجهوا بأولاد الشَّيْخ فَخر الدّين من هراة إِلَى سَمَرْقَنْد لِأَن ملك التتر جنكز خَان كَانَ فِي ذَلِك الْوَقْت بهَا وَعِنْده عَلَاء الْملك قَالَ وَلست اعْلَم مَا تمّ لَهُم بعد ذَلِك
أَقُول وَكَانَ أَكثر مقَام الشَّيْخ فَخر الدّين بِالريِّ وَتوجه أَيْضا إِلَى بَلْدَة خوارزم وَمرض بهَا وَتُوفِّي فِي عقابيله ببلدة هراة وأملى فِي شدَّة مَرضه وَصِيَّة على تِلْمِيذه إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن عَليّ الْأَصْفَهَانِي وَذَلِكَ فِي يَوْم الْأَحَد الْحَادِي وَالْعِشْرين من شهر الْمحرم سنة سِتّ وسِتمِائَة
وامتد مَرضه إِلَى أَن توفّي يَوْم الْعِيد غرَّة شَوَّال من السّنة الْمَذْكُورَة وانتقل إِلَى جوَار ربه رَحمَه الله تَعَالَى
وَهَذِه نُسْخَة الْوَصِيَّة
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
يَقُول العَبْد الراجي رَحْمَة ربه الواثق بكرم مَوْلَاهُ مُحَمَّد بن عمر بن الْحُسَيْن الرَّازِيّ وَهُوَ فِي آخر عَهده بالدنيا وَأول عَهده بِالآخِرَة وَهُوَ الْوَقْت الَّذِي يلين فِيهِ كل قَاس وَيتَوَجَّهُ إِلَى مَوْلَاهُ كل أبق أَنِّي أَحْمد تَعَالَى بالمحامد الَّتِي ذكرهَا أعظم مَلَائكَته فِي أشرف أَوْقَات معارجهم ونطق بهَا أعظم أنبيائه فِي أكمل أَوْقَات مشاهدتهم بل أَقُول كل ذَلِك من نتائج الْحُدُوث والإمكان
فأحمده بالمحامد الَّتِي تستحقها الوهيته ويستوجبها لكَمَال الموهبة عرفتها أَو لم أعرفهَا لِأَنَّهُ لَا مُنَاسبَة للتراب مَعَ جلال رب الأرباب وأصلي على الْمَلَائِكَة المقربين والأنبياء الْمُرْسلين وَجَمِيع عباد الله الصَّالِحين
ثمَّ أَقُول بعد ذَلِك اعلموا إخْوَانِي فِي الدّين وأخداني فِي طلب الْيَقِين
إِن النَّاس يَقُولُونَ الْإِنْسَان إِذا مَاتَ انْقَطع تعلقه عَن الْخلق وَهَذَا الْعَام مَخْصُوص من وَجْهَيْن الأول أَنه إِن بَقِي مِنْهُ عمل صَالح صَار ذَلِك سَببا للدُّعَاء وَالدُّعَاء لَهُ أثر عِنْد الله
وَالثَّانِي مَا يتَعَلَّق بمصالح الْأَطْفَال وَالْأَوْلَاد والعورات وَأَدَاء الْمَظَالِم والجنايات
أما الأول فاعلموا أَنِّي كنت رجلا محبا للْعلم فَكنت اكْتُبْ فِي كل شَيْء شَيْئا لَا أَقف على كمية وَكَيْفِيَّة سَوَاء كَانَ حَقًا أَو بَاطِلا أَو غثا أَو سمينا
إِلَّا إِن الَّذِي نظرته فِي الْكتب الْمُعْتَبرَة لي أَن هَذَا الْعَالم المحسوس تَحت تَدْبِير مُدبر منزه عَن مماثلة المتحيزات والأعراض وموصوف بِكَمَال الْقُدْرَة وَالْعلم وَالرَّحْمَة
وَلَقَد اختبرت الطّرق الكلامية والمناهج الفلسفية فَمَا رَأَيْت فِيهَا فَائِدَة تَسَاوِي الْفَائِدَة الَّتِي وَجدتهَا فِي الْقُرْآن الْعَظِيم لِأَنَّهُ يسْعَى فِي تَسْلِيم العظمة والجلال بِالْكُلِّيَّةِ لله تَعَالَى وَيمْنَع عَن التعمق فِي إِيرَاد المعارضات والمناقضات
وَمَا ذَاك إِلَّا الْعلم بِأَن الْعُقُول البشرية تتلاشى وتضمحل فِي تِلْكَ المضايق العميقة والمناهج الْخفية فَلهَذَا أَقُول
كلما ثَبت بالدلائل الظَّاهِرَة من وجوب وجوده ووحدته وبراءته عَن الشُّرَكَاء فِي الْقدَم والأزلية وَالتَّدْبِير والفعالية فَذَاك هُوَ الَّذِي أَقُول بِهِ وَألقى الله تَعَالَى بِهِ
وَأما مَا انْتهى الْأَمر فِيهِ إِلَى الدقة والغموض فَكل مَا ورد فِي الْقُرْآن وَالْأَخْبَار الصَّحِيحَة الْمُتَّفق عَلَيْهَا بَين الْأَئِمَّة المتبعين للمعنى الْوَاحِد فَهُوَ كَمَا هُوَ
وَالَّذِي لم يكن كَذَلِك أَقُول يَا إِلَه الْعَالمين أَنِّي أرى الْخلق مطبقين على أَنَّك أكْرم الأكرمين وأرحم الرَّاحِمِينَ فلك مَا مر بِهِ قلمي أَو خطر ببالي فاستشهد علمك
وَأَقُول إِن علمت مني إِنِّي أردْت بِهِ تَحْقِيق بَاطِل أَو إبِْطَال حق فافعل بِي مَا أَنا أَهله وَإِن علمت مني أَنِّي مَا سعيت إِلَّا فِي تَقْرِير مَا اعتقدت أَنه هُوَ الْحق وتصورت أَنه الصدْق فلتكن رحمتك مَعَ قصدي لَا مَعَ حاصلي فَذَاك جهد الْمقل وَأَنت أكْرم من أَن تضايق الضَّعِيف الْوَاقِع فِي الزلة
فأغثني وارحمني واستر زلتي وامح حوبتي يَا من لَا يزِيد ملكه عرفان العارفين وَلَا ينتقص بخطأ الْمُجْرمين
وَأَقُول ديني مُتَابعَة مُحَمَّد سيد الْمُرْسلين وكتابي هُوَ الْقُرْآن الْعَظِيم وتعويلي فِي طلب الدّين عَلَيْهِمَا
اللَّهُمَّ يَا سامع الْأَصْوَات وَيَا مُجيب الدَّعْوَات وَيَا مقيل العثرات وَيَا رَاحِم العبرات وَيَا قيام المحدثات والممكنات
أَنا كنت حسن الظَّن بك عَظِيم الرَّجَاء فِي رحمتك وَأَنت قلت
أَنا عِنْد ظن العَبْد بِي
وَأَنت قلت أَمن يُجيب الْمُضْطَر إِذا دَعَاهُ
وَأَنت قلت وَإِذا سَأَلَك عبَادي عني فَإِنِّي قريب
فَهَب أَنِّي مَا جِئْت بِشَيْء فَأَنت الْغَنِيّ الْكَرِيم وَأَنا الْمُحْتَاج اللَّئِيم
وَأعلم أَنه لَيْسَ لي أحد سواك وَلَا أجد محسنا سواك وَأَنا معترف بالزلة والقصور وَالْعَيْب والفتور فَلَا تخيب رجائي وَلَا ترد دعائي واجعلني آمنا من عذابك قبل الْمَوْت وَعند الْمَوْت وَبعد الْمَوْت وَسَهل عَليّ سَكَرَات الْمَوْت وخفف عني نزُول الْمَوْت وَلَا تضيق عَليّ بِسَبَب الآلام والأسقام فَأَنت أرْحم الرَّاحِمِينَ
وَأما الْكتب العلمية الَّتِي صنفتها أَو استكثرت من إِيرَاد السؤالات على الْمُتَقَدِّمين فِيهَا فَمن نظر فِي شَيْء مِنْهَا فَإِن طابت لَهُ تِلْكَ السؤالات فَلْيذكرْنِي فِي صَالح دُعَائِهِ على سَبِيل التفضل والإنعام وَإِلَّا فليحذف القَوْل السَّيئ فَإِنِّي مَا أردْت إِلَّا تَكْثِير الْبَحْث وتشحيذ الخاطر واعتمادي فِيهِ على الله تَعَالَى
وَأما المهم الثَّانِي وَهُوَ إصْلَاح أَمر الْأَطْفَال والعورات فاعتمادي فِيهِ على الله تَعَالَى ثمَّ على نَائِب الله مُحَمَّد
اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ قرين مُحَمَّد الْأَكْبَر فِي الدّين والعلو إِلَّا أَن السُّلْطَان الْأَعْظَم لَا يُمكنهُ أَن يشْتَغل بإصلاح مهمات الْأَطْفَال فَرَأَيْت الأولى أَن أفوض وصاية أَوْلَادِي إِلَى فلَان وأمرته بتقوى الله تَعَالَى فَإِن الله مَعَ الَّذين اتَّقوا وَالَّذين هم محسنون
وسرد الْوَصِيَّة إِلَى آخرهَا ثمَّ قَالَ
وأوصيه ثمَّ أوصيه ثمَّ أوصيه بِأَن يُبَالغ فِي تربية وَلَدي أبي بكر
فَإِن آثَار الذكاء والفطنة ظَاهِرَة عَلَيْهِ وَلَعَلَّ الله تَعَالَى يوصله إِلَى خير
وأمرته وَأمرت كل تلامذتي وكل من عَلَيْهِ حق إِنِّي إِذا مت يبالغون فِي إخفاء موتِي وَلَا يخبرون أحدا بِهِ ويكفنوني ويدفنوني على شَرط الشَّرْع ويحملونني إِلَى الْجَبَل المصاقب لقرية مزداخان ويدفنوني هُنَاكَ وَإِذا وضعوني فِي اللَّحْد قرأوا عَليّ مَا قدرُوا عَلَيْهِ من آيَات الْقُرْآن ثمَّ ينثرون التُّرَاب عَليّ
وَبعد الْإِتْمَام يَقُولُونَ يَا كريم جَاءَك الْفَقِير الْمُحْتَاج فَأحْسن إِلَيْهِ
وَهَذَا مُنْتَهى وصيتي فِي هَذَا الْبَاب وَالله تَعَالَى الفعال لما يَشَاء وَهُوَ على مَا يَشَاء قدير وبالإحسان جدير
وَمن شعر فَخر الدّين بن الْخَطِيب أَنْشدني بديع الدّين البندهي مِمَّا سَمعه من الشَّيْخ فَخر الدّين بن خطيب الرّيّ لنَفسِهِ فَمن ذَلِك قَالَ
(نِهَايَة إقدام الْعُقُول عقال ... وَأكْثر سعي الْعَالمين ضلال)
(وأرواحنا فِي عقلة من جسومنا ... وَحَاصِل دُنْيَانَا أَذَى ووبال)
(وَلم نستفد من بحثنا طول عمرنا ... سوى أَن جَمعنَا فِيهِ قيل وَقَالُوا)
(وَكم قد رَأينَا من رجال ودولة ... فبادوا جَمِيعًا مُسْرِعين وزالوا)
(وَكم من جبال قد علت شرفاتها ... رجال فزالوا وَالْجِبَال جبال) الطَّوِيل
وأنشدني أَيْضا قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ
(فَلَو قنعت نَفسِي بميسور بلغَة ... لما سبقت فِي المكرمات رجالها)
(وَلَو كَانَت الدُّنْيَا مُنَاسبَة لَهَا ... لما استحقرت نقصانها وكمالها)
(وَلَا أرمق الدُّنْيَا بِعَين كَرَامَة ... وَلَا أتوقى سوءها واختلالها)
(ذَلِك لِأَنِّي عَارِف بفنائها ... ومستيقن ترحالها وانحلالها)
(أروم أمورا يصغر الدَّهْر عِنْدهَا ... وتستعظم الأفلاك طرا وصالها) الطَّوِيل
وأنشدني أَيْضا قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ
(أَرْوَاحنَا لَيْسَ تَدْرِي أَيْن مذهبها ... وَفِي التُّرَاب توارى هَذِه الجثث)
(كَون يرى وَفَسَاد جَاءَ يتبعهُ ... الله أعلم مَا فِي خلقه عَبث) الطَّوِيل
نظر إِلَى قَوْله عز وَجل {أفحسبتم أَنما خَلَقْنَاكُمْ عَبَثا وأنكم إِلَيْنَا لَا ترجعون}
وأنشدني بعض الْفُقَهَاء للشَّيْخ فَخر الدّين بن الْخَطِيب فِي مخدومه عَلَاء الدّين عَليّ خوارزم شاه حِين كسر الغوري قَالَ
(الدّين مَمْدُود الرواق موطد ... وَالْكفْر محلول النطاق مبدد)
(بعد عَلَاء الدّين وَالْملك الَّذِي ... أدنى خَصَائِصه العلى والسودد)
(شمس يشق جَبينه حجب السما ... وَاللَّيْل قاري الدجنة أسود)
(هُوَ فِي الجحافل أَن أثير غبارها ... أَسد وَلَكِن فِي المحافل سيد)
(فَإِذا تصدر للسماح فَإِنَّهُ ... فِي ضمن رَاحَته الخضم المزبد)
(وَإِذا تمنطق للكفاح رَأَيْته ... فِي طي لأمته الهزبر الملبد)
(بالجهد أدْرك مَا أَرَادَ من العلى ... لَا يدْرك العلياء من لَا يجْهد)
(أبقت مساعي أتسز بن مُحَمَّد ... سننا تخيرها النَّبِي مُحَمَّد)
(أأعد أنعاما عَليّ عزيزة ... والكثر لَا يُحْصى فلست أعدد)
(أجْرى سوابقه على عاداتها ... خيل جِيَاد وَهُوَ مِنْهَا أَجود)
(ملك الْبِلَاد بجده وبجهده ... فأطاعه الثَّقَلَان فَهُوَ مسود)
(من نسل سَابُور ودارى نجره ... صيد الْمُلُوك وَذَاكَ عِنْدِي أصيد)
(خوارزم شاه جهان عِشْت فَلَا يرى ... لَك فِي الزَّمَان على الْجِيَاد مُفند)
(أفنيت أَعدَاء الْإِلَه يسفل ... الْمَاضِي شباه على العداة مهند)
(أمروزتو ملك الزَّمَان بأسره ... لَا شَيْء مثل علاك أَنْت الأوحد)
(أشبهت ضحاك الْبِلَاد بسطوة ... ترجى وتخشى جرخ تو وتسعد) الْكَامِل
أَقُول وللشيخ فَخر الدّين أَيْضا أشعارا كَثِيرَة بالفارسي ودوبيت
ولفخر الدّين بن الْخَطِيب من الْكتب كتاب التَّيْسِير الْكَبِير الْمُسَمّى مَفَاتِيح الْغَيْب اثْنَتَا عشر مجلدة بِخَطِّهِ الدَّقِيق سوى الْفَاتِحَة فَإِنَّهُ أفرد لَهَا كتاب تَفْسِير الْفَاتِحَة مجلدة
تَفْسِير سُورَة الْبَقَرَة على الْوَجْه الْعقلِيّ لَا النقلي مُجَلد
شرح وجيز الْغَزالِيّ لم يتم حصل مِنْهُ الْعِبَادَات وَالنِّكَاح فِي ثَلَاث مجلدات
كتاب الطَّرِيقَة العلائية فِي الْخلاف أَربع مجلدات
كتاب لوامع الْبَينَات فِي شرح أَسمَاء الله تَعَالَى وَالصِّفَات
كتاب الْمَحْصُول فِي علم أصُول الْفِقْه
كتاب فِي أبطال الْقيَاس
شرح كتاب الْمفصل للزمخشري فِي النَّحْو لم يتم
شرح سقط الزند لم يتم
شرح نهج البلاعة لم يتم
كتاب فَضَائِل الصَّحَابَة
كتاب مَنَاقِب الشَّافِعِي
كتاب نِهَايَة الْعُقُول فِي دراية الْأُصُول مجلدان
كتاب المحصل مُجَلد
كتاب المطالب الْعَالِيَة ثَلَاث مجلدات لم يتم وَهُوَ آخر مَا ألف
كتاب الْأَرْبَعين فِي أصُول الدّين
كتاب المعالم وَهُوَ آخر مصنفاته من الصغار
كتاب تأسيس التَّقْدِيس مُجَلد أَلفه للسُّلْطَان الْملك الْعَادِل أبي بكر بن أَيُّوب فَبعث لَهُ عَنهُ ألف دِينَار
كتاب الْقَضَاء وَالْقدر
رِسَالَة الْحُدُوث
كتاب تعجيز الفلاسفة بِالْفَارِسِيَّةِ
كتاب الْبَرَاهِين البهائية بِالْفَارِسِيَّةِ
كتاب اللطائف الغياثية
كتاب شِفَاء العيى وَالْخلاف
كتاب الْخلق والبعث
كتاب الْخمسين فِي أصُول الدّين
كتاب عُمْدَة الأنظار وزينة الأفكار
كتاب الْأَخْلَاق
كتاب الرسَالَة الصاحبية
كتاب الرسَالَة المحمدية
كتاب عصمَة الْأَنْبِيَاء
كتاب الملخص
كتاب المباحث المشرقية
كتاب الإنارات فِي شرح الإشارات
كتاب لباب الإشارات
شرح كتاب عُيُون الْحِكْمَة
الرسَالَة الكمالية فِي الْحَقَائِق الإلهية ألفها بِالْفَارِسِيَّةِ لكَمَال الدّين مُحَمَّد بن مِيكَائِيل وَوجدت شَيخنَا الإِمَام الْعَالم تَاج الدّين مُحَمَّد الأرموي قد نقلهَا إِلَى الْعَرَبِيّ فِي سنة خمس وَعشْرين وسِتمِائَة بِدِمَشْق
رِسَالَة الْجَوْهَر الْفَرد
كتاب الرِّعَايَة
كتاب فِي الرمل
كتاب مصادرات أقليدس
كتاب فِي الهندسة
كتاب نفثة المصدور
كتاب فِي ذمّ الدُّنْيَا
كتاب الاختبارات العلائية
كتاب الاختبارات السماوية
كتاب إحكام الْأَحْكَام
كتاب الموسوم فِي السِّرّ المكتوم
كتاب الرياض المونقة
رِسَالَة فِي النَّفس
رِسَالَة فِي النبوات
كتاب الْملَل والنحل
منتخب كتاب دنكاوشا
كتاب مبَاحث الْوُجُود
كتاب نِهَايَة الإيجاز فِي دراية الإعجاز
كتاب مبَاحث الجدل
كتاب مبَاحث الْحُدُود
كتاب الْآيَات الْبَينَات
رِسَالَة فِي التَّنْبِيه على بعض الْأَسْرَار المودعة فِي بعض سور الْقُرْآن الْعَظِيم
كتاب الْجَامِع الْكَبِير لم يتم
وَيعرف أَيْضا بِكِتَاب الطِّبّ الْكَبِير
كتاب فِي النبض مُجَلد
شرح كليات القانون لم يتم وألفه للحكيم ثِقَة الدّين عبد الرَّحْمَن بن عبد الْكَرِيم السَّرخسِيّ
كتاب التشريح من الرَّأْس إِلَى الْحلق لم يتم
كتاب الْأَشْرِبَة
مسَائِل فِي الطِّبّ
كتاب الزبدة
كتاب الفراسة












مصادر و المراجع :      

١- عيون الأنباء في طبقات الأطباء

المؤلف: أحمد بن القاسم بن خليفة بن يونس الخزرجي موفق الدين، أبو العباس ابن أبي أصيبعة (المتوفى: 668هـ)

المحقق: الدكتور نزار رضا

الناشر: دار مكتبة الحياة - بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید