المنشورات

أَبُو جَعْفَر يُوسُف بن أَحْمد بن حسداي

من الْفُضَلَاء فِي صناعَة الطِّبّ وَله عناية بَالِغَة فِي الِاطِّلَاع على كتب أبقراط وجالينوس وفهمها
وَكَانَ قد سَافر من الأندلس إِلَى الديار المصرية
واشتهر ذكره بهَا وتميز فِي أَيَّام الْآمِر بِأَحْكَام الله من الْخُلَفَاء المصريين وَكَانَ خصيصا بالمأمون وَهُوَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن نور الدولة أبي شُجَاع الآمري فِي مُدَّة أَيَّام دولته وتدبيره للْملك
وَكَانَت معدنه فِي ذَلِك ثَلَاث سِنِين وَتِسْعَة أشهر لِأَن الْآمِر كَانَ قد استوزر الْمَأْمُون فِي الْخَامِس من ذِي الْحجَّة سنة خمس عشرَة وَخَمْسمِائة وَقبض عَلَيْهِ لَيْلَة السبت الرَّابِع من شهر رَمَضَان سنة تسع عشرَة وَخَمْسمِائة فِي الْقصر بعد صَلَاة الْمغرب
ثمَّ قتل بعد ذَلِك فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخَمْسمِائة وصلب بِظَاهِر الْقَاهِرَة
وَكَانَ الْمَأْمُون فِي أَيَّام وزارته لَهُ همة عالية ورغبة فِي الْعُلُوم فَكَانَ قد أَمر يُوسُف بن أَحْمد بن حسداي أَن يشْرَح لَهُ كتب أبقراط إِذْ كَانَت أجل كتب هَذِه الصِّنَاعَة وَأَعْظَمهَا جدوى وأكثرها غموضا
وَكَانَ ابْن حسداي قد شرع فِي ذَلِك وَوجدت لَهُ مِنْهُ شرح كتاب الْأَيْمَان لأبقراط وَقد أَجَاد فِي شَرحه لهَذَا الْكتاب واستقصى ذكر مَعَانِيه وتبيينها على أتم مَا يكون وَأحسنه
وَوجدت لَهُ أَيْضا شرح بعض كتاب الْفُصُول لأبقراط وَكَانَ بَينه وَبَين أبي بكر مُحَمَّد بن يحيى الْمَعْرُوف بِابْن باجة صداقة فَكَانَ أبدا يراسله من الْقَاهِرَة
وَكَانَ يُوسُف بن أَحْمد بن حسداي مدمنا للشراب وَعِنْده دعابة ونوادر
وَبَلغنِي عَنهُ أَنه لما أَتَى من الْإسْكَنْدَريَّة إِلَى الْقَاهِرَة كَانَ هُوَ وَبَعض الصُّوفِيَّة قد اصْطَحَبَا فِي الطَّرِيق فَكَانَا يتحادثان وَأنس كل وَاحِد مِنْهُمَا إِلَى الآخر وَلما وصلا إِلَى الْقَاهِرَة قَالَ لَهُ الصُّوفِي أَنْت أَيْن تنزل فِي الْقَاهِرَة حَتَّى أكون أَرَاك فَقَالَ مَا كَانَ فِي خاطري أَن أنزل إِلَّا حانة الْخمار وأشرب فَإِن كنت توَافق وَتَأْتِي إِلَيّ فرأيك
فصعب قَوْله على الصُّوفِي وَأنكر هَذَا الْفِعْل وَمَشى إِلَى الخانكاه
وَلما كَانَ فِي بعض الْأَيَّام بعد مديدة وَابْن حسداي فِي السُّوق وَإِذا بِجمع من النَّاس وَفِي وَسطهمْ صوفي يُعَزّر وَقد اشْتهر أمره بِأَنَّهُ وجد سَكرَان وَلما قرب إِلَى الْموضع الَّذِي فِيهِ ابْن حسداي وَنظر إِلَيْهِ وجده ذَلِك الصُّوفِي بِعَيْنِه
فَقَالَ يَا لله قَتلك النامس
وليوسف بن أَحْمد بن حسداي من الْكتب الشَّرْح المأموني لكتاب الْأَيْمَان لأبقراط الْمَعْرُوف بعهده إِلَى الْأَطِبَّاء صنفه لِلْمَأْمُونِ أبي عبد الله مُحَمَّد الآمري
شرح الْمقَالة الأولى من كتاب الْفُصُول لأبقراط
تعاليق وجدت بِخَطِّهِ كتبهَا عِنْد وُرُوده على الْإسْكَنْدَريَّة من الأندلس
فَوَائِد مستخرجة استخرجها وهذبها من شرح عَليّ بن رضوَان لكتاب جالينوس إِلَى أغلوقن من القَوْل على أول الصِّنَاعَة الصَّغِيرَة لِجَالِينُوسَ
كتاب الأجمال فِي الْمنطق
شرح كتاب الأجمال














مصادر و المراجع :      

١- عيون الأنباء في طبقات الأطباء

المؤلف: أحمد بن القاسم بن خليفة بن يونس الخزرجي موفق الدين، أبو العباس ابن أبي أصيبعة (المتوفى: 668هـ)

المحقق: الدكتور نزار رضا

الناشر: دار مكتبة الحياة - بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید