المنشورات

حِدَّةِ اللِّسَانِ والفَصَاحَةِ".

إِذَا كَانَ الرَّجُلُ حَادَّ اللِّسانِ قادِراً عَلَى الكَلاَم فَهُوَ ذَرِبُ اللّسانِ وفَتِيقُ اللِّسانِ. فإذا كَانَ جَيِّدَ اللِّسانِ فَهُوَ لَسِن. فإذا كان يَضَعُ لسانَهُ حيثُ أَرَادَ فَهُوَ ذليق. فإذا كانَ فَصِيحاً بَيِّنَ اللَّهْجَةِ فَهُوَ حُذَاقِي عَنْ أبي زَيْدٍ. فإذا كَانَ مَعَ حِدَّةِ لِسَانِهِ بَلِيغاً فَهُوَ مِسْلاق. فإذا كَانَ لا تَعتَرِضُ لِسَانَه عُقْدَة ولا يَتَحَيَّفُ1 بَيَانَهُ عُجْمَة فَهُوَ مِصْقَعٌ. فإذا كَانَ لِسَانَ القَوْمِ والمُتَكَلِّمَ عَنْهُمْ فَهُوَ مِدْرَه.
الفصل الثامن والعشرون "في عُيُوبِ اللَسانِ والكَلامِ".
الرُّتَةُ حُبْسَة في لِسَانِ الرَّجُلِ وعَجَلَة في كلامِهِ. اللّكْنةُ والحُكلَة عقْدَةٌ في اللِّسانِ وعُجْمَة في الكَلام. الهَتْهَتَةُ والهَثْهَثَةُ بالتاءِ والثَّاءِ أيضاً حِكايةُ صَوْتِ العَيِيِّ2 والألْكَنِ3. اللُّثْغَةُ أنْ يُصَيِّرَ الرَّاءَ لاماً والسِّينَ ثَاءً في كَلامِهِ. الْفأْفَأَةُ أنْ يتردَّدَ في الفَاءِ. التَّمْتَمَةُ أنْ يتردَّدَ في التَّاءِ. اللَفَفُ أنْ يكونَ في اللِّسانِ ثِقَلٌ وانعِقاد. اللَّيَغُ أنْ لا يُبِينَ الكَلامَ عَنْ أبي عَمْروٍ. اللَّجْلَجَةُ أنْ يكونَ فِيهِ عِيّ وإِدخالُ بَعْضِ الكَلاَم في بَعْض. الخَنْخَنَةُ أن يَتَكَلَّمَ مِن لَدُنْ أنْفِهِ وُيقالُ: هيَ أنْ لا يبيِّنَ الرَّجُل كَلامَهُ فَيُخَنْخِنَ في خَيَاشِيمِهِ. المَقْمَقَةُ أن يَتَكَلَّمَ مِن أقْصَى حَلْقِهِ عَنِ الفَرَّاءِ.
الفصل التاسع والعشرون "في حِكَايَةِ العَوَارِضِ الّتِي تَعْرِض لألْسِنَةِ العَرَبِ".
الكَشْكَشَةُ تَعْرِضُ في لُغَةِ تَمِيم كقولهم في خِطَابِ المؤنَّثِ: ما الذي جَاءَ بِشِ؟ يُرِيدُونَ: بِكِ وَقَرَأَ بَعْضُهُم: قَدْ جَعَلَ رَبُّشِ تَحْتَشِ سَرِيّاً لقولِهِ تعالى: {قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً} 4. الكَسْكَسَةُ تَعْرِضُ في لُغةِ بَكْرٍ وهي إِلْحَاقُهُمِ لِكَافِ المؤنَّثِ سِيناً عندَ الوقفِ كقولهم: أكْرَمْتُكِسْ وبكِسْ يُريدونَ: أكرمتُكِ وبكِ. الْعَنْعَنَةُ تَعرِضُ في لغةِ تَمِيم وهي إبدالُهم العَينَ مِنَ الهمْزَةِ كَقَوْلِهمْ: ظَنَنْت عَنَّكَ ذَاهِب أي: أنَّكَ ذَاهِبٌ. وكما قال ذو الرمة: [من البسيط] :
أعَنْ توسَّمْتَ من خَرقاءَ مَنْزِلَةً ... مَاءُ الصَّبَابَةِ مِنْ عَيْنَيكَ مَسْجُومُ. 5
اللَخْلَخَانِيَّة تَعْرِضُ في لُغَاتِ أعْرابِ الشَّحْرِ1 وعُمَان كَقَوْلِهِمْ: مَشَا الله كَانَ يُريدُونَ مَا شَاءَ اللهّ كَانَ. الطُّمْطُمانيَّةُ تعْرِضُ في لُغةِ حِمْيَر2 كَقَولِهِمْ: طَابَ امْهَوَاءُ يُريدُونَ: طَابَ الهَوَاءُ.














مصادر و المراجع :      

١- فقه اللغة وسر العربية

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

المحقق: عبد الرزاق المهدي

الناشر: إحياء التراث العربي

الطبعة: الطبعة الأولى 1422هـ - 2002م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

<div>البيت من معلقة طرفة بن العبد. يقول: إنّ الأيام ستكشف لك ما كان مستترا عنك وستأتيك الأخبار من غي...

المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

<div>البيت لقطري بن الفجاءة، والخطاب لنفسه.</div><div>والشاهد: «فصبرا»، و «صبرا» حيث حذف منه فعله وه...

المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

<div>فما حسن أن تأتي الأمر طائعا … وتجزع أن داعي الصبابة أسمعا</div><div>قفا ودعا نجدا ومن حل بالحمى...

المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

<div>البيت لامرئ القيس من معلقته.</div><div>وقوله: أفاطم: الهمزة لنداء القريب، وفاطم: بالفتح، منادى...

المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

منسوب إلى أبي النجم، وقيل لغيره.<br><div><div>والبيت شاهد على استخدام المثنى بالألف دائما وهو «غايتا...

المزید