المنشورات

أبنية الأفعال.

في الأكثر الأغلب:. "فعل" يكون بمعنى التكثير كقوله عزَّ وجلَّ: {وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ} 3 وقوله: {يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ} 4. وفعَّل: يكون بمعنى أفعل نحو خَبَّرَ وأخْبَرَ وكَرَّمَ وأكْرَمَ ونزَّلَ وأنْزَلَ. ويكون مضادا له نحو أفرط إذا جاوزَ الحدَّ وفَرَّط إذا قصَّر. قال الشاعر: [من الرجز]
لا خَيْرَ في الإفْراطِ والتَّفريطِ ... كِلاهُما عِندي من التَّخْليطِ.
وقلت في كتاب المبهج: إياك والإفراط الممل والتفريط المُخلّ. ويكون فَعَّلَ بنية لا لمعنى نحو كلَّمَ. ويكون بمعنى نسب نحو ظلمهُ: إذا نسبه إلى الظُّلم وجهَّلهُ: إذا نسبه إلى الجهل. 
"أفْعَل"
يكون بمعنى فَعَل نحو أَسْقَى وسَقَى وأمْحَضَهُ الودَّ ومَحَضَهُ وقد يتَضادَّان نحو نَشَطَ العُقْدَة إذا شَدَّها وأنْشَطَها إذا حَلَّها.
"فاعَلَ"
يكون بين اثنين نحو ضارَبَهُ وبارَزَهُ وخاصَمَهُ وحارَبَهُ وقاتَلَهُ. ويكون بمعنى فَعَلَ كقوله تعالى: {قَاتَلَهُمُ اللَّهُ} 1 أي قَتَلَهُم وسافرَ الرَّجل ويكون بمعنى فعَّل نحو ضاعفَ الشيء وضَعَّفَهُ.
"تَفاعَلَ"
يكون بين اثنين وبين الجماعة نحو تَجَادَلا وتَنَاظَرا وتَحاكَما. ويكون من واحد نحو تَراءَى لهُ. ويكون بمعنى أظهَرَ نحو تغافَلَ وتَجاهَلَ وتَمارَضَ وتَساكَرَ إذا أظهرَ غفلةً وجَهلا ومَرَضاً وسكْراً وليس بغافل ولا جاهل ولا مريض ولا سَكران.
"تَفَعَّلَ"
يكون بمعنى فَعَّلَ نحو تَخَلَّصَهُ إذا خَلَّصَهُ كما قال الشاعر: [من الطويل]
تَخَلَّصَني من غَفْلَةِ الغَيِّ مُنْعِماً ... وكنتُ زماناً في ضَمان إسارِهِ.
وكما قال عمرو بن كلثوم: [من الوافر]
تَهَدَّدْنا وَأَوْعِدْنا رُويداً ... متى كنَّا لامَّكَ مَقْتَوينا.
ويكون بمعنى التَّكَلّف نحو تّشّجَّعَ وتَجَلَّدَ وتَحَلَّمَ. ويكون لأخذ الشيء نحو تأدَّبَ وتَفَقَّهَ وتَعَلَّمَ. ويكون تَفَعَّلَ بمعنى افتَعَلَ نحو تَعْلمْ بمعنى اعْلَم كما قال القطامي: [من الوافر]
تَعَلَّمَ أنَّ بعْدَ الشَّرِّ خَيراً ... وأنَّ لهذه الغُمَمِ انْقِشاعا.
أي اعلم.
"استَفْعَلَ"
يكون بمعنى التَّكلُّف نحو استَعْظَمَ أي تَعَظَّمَ واستَكْبَرَ أي تَكَبَّرَ ويكون استفعَلَ بمعنى الاستدعاء والطلب نحو استَطْعَمَ واستَسْقى واسْتَوْهَبَ. ويكون بمعنى فَعَلَ نحو اسْتَقَرَّ أي أقَرَّ. ويكون بمعنى صار نحو اسْتَنْوَقَ الجَمَلُ واستَنْسَرَ البغاث وقد تقدم في باب السينات.
"افْتَعَلَ"
يكون بمعنى فَعَلَ نحو اشْتَوى أي شوى واقْتَنى أي قَنى واكْتَسَبَ أي كَسَبَ. ويكون لحدوث صفة نحو افْتَقَرَ وافْتَتَنَ.
وأما "انْفَعَلَ"
فهو فعل المطاوعة نحو كسرته فانكسر وجَبَرتُهُ فانجَبَر وقلبته فانقلب وقد تقدم له ذكر في باب النونات. 









مصادر و المراجع :

١-فقه اللغة وسر العربية

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

المحقق: عبد الرزاق المهدي

الناشر: إحياء التراث العربي

الطبعة: الطبعة الأولى 1422هـ - 2002م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید