المنشورات

(الْعين والأورام والأوجاع الحارة)

قَالَ ينفع أَن يوضع على الْمَوَاضِع الحارة من الْعين والأورام والأوجاع الحارة أَن يُؤْخَذ قشور الرُّمَّان وعدس وَورد بِالسَّوِيَّةِ ويطبخ بِمَاء عذب ويخلط المَاء بدهن الْورْد ويغلظ وَيُوضَع مِنْهُ على الْعين والجبهة وَأَيْضًا يُؤْخَذ أفيون وزعفران يعجنان بِمَاء البنج أَو بِمَاء الكزبرة ويطلى.
فيلغريوس ينفع من الْموَاد الحارة الَّتِي تنصب إِلَى الْعين شرب المَاء الْبَارِد وَوضع بزر الشوكران على الْجَبْهَة للمادة الحارة الَّتِي تنصب إِلَى الْعين يُؤْخَذ ورق البادروج وَسَوِيق شعير فَيُوضَع عَلَيْهِ أَو يوخذ خشخاش وبزر بنج شعير فضع عَلَيْهِ وكمد أَولا الْعين ثمَّ ضع عَلَيْهِ.
من مقَالَة فيلغريوس فِي مداواة الأسقام قَالَ صَاحب الرمد يلْزم الْمَكَان المظلم وَالنَّوْم وَشرب المَاء الْبَارِد فَإِنَّهُ يطفي الْحَرَارَة والرمد وَيلْزم الْحمام فَإِنَّهُ يحلل بَقِيَّة.
الدَّوَاء للقذى فِي الْعين يغسل وَجهه بِمَاء وخل وَإِن اتّفق بِاللَّيْلِ فَاسْتعْمل الشيافات ألف اليبسة المججفة بِغَيْر لذع.
يشوع بخت قَالَ إِذا كَانَت الْحمرَة والحرارة غالبة جدا فِي الْعين وأحس اليبس فِي أصل عَيْنَيْهِ ينْزع فَإِنَّهُ يَنْفَعهُمْ الفصد وسل عروق الإصداغ وَقطع الْعُرُوق الَّتِي خلف الْأذن. ابْن سرابيون اسْتعْمل فِي الرمد الفصد وَإِن كَانَ غَالِبا واحتجت إِلَى تَنْبِيه فِي الْيَوْم الثَّانِي فافعل واسقه طبيخ الأهليلج وَالتَّمْر الْهِنْدِيّ والتربد فَإِن كَانَ مَعَ الرمد رُطُوبَة كَثِيرَة جدا فَلَا تدع أَن يسْقِي هَؤُلَاءِ من نَقِيع الصَّبْر بِمَاء الهندبا أَو عِنَب الثَّعْلَب.
وَإِذا انحطت الْعلَّة وسكنت الحدة فاعطهم القوقايا وَحب الصَّبْر فَإِذا نقيت الْبدن تنقية الْبدن تنقية كَامِلَة فاقبل على الْعين وقطر فِيهَا رَقِيق بَيَاض الْبيض نهارك وليلك كُله أَو لبن النِّسَاء مَعَ شياف أَبيض. وَإِن كَانَت الْمَادَّة بعد منصبة فضمدها بأطراف عِنَب الثَّعْلَب وَعصى الرَّاعِي وَنَحْوه والهندباء وَتغَير الضماد فِي كل سَاعَة واغسل الْوَجْه بِمَاء الْورْد وَالْمَاء الْبَارِد جدا مَعَ شَيْء يسير من خل فينفع هَؤُلَاءِ فِي الِابْتِدَاء الْأَدْوِيَة الدافعة فَإِذا انحط فاخلط بهَا المحللة وَاجعَل الضماد من دَقِيق الشّعير وإكليل الْملك وفقاح البابونج وكزبرة رطبَة وَاسْتعْمل من الأكحال الْمَعْرُوفَة الملكايا وَهَذِه صفته انزروت مربي بِلَبن الأتن ونشا فاكحل بِهِ أول الْأَمر فَإِذا انحط فاخلط فِيهِ ماميثا وزعفران يسيرومر. 

من كناش مسيح ضماد نَافِع من الوجع الشَّديد والوردينج يُؤْخَذ زعفران وإكليل الْملك وكزبرة)
رطبَة ومخ بيض ولب الْخبز وعقيد الْعِنَب وأفيون وَمَاء ورد يتَّخذ مِنْهُ ضماد لي شياف للوجع الشَّديد على مَا رَأَيْته هَا هُنَا يُؤْخَذ زعفران شعر وزهر إكليل الْملك ولعاب البزركتان والبزر قطونا مجففين وأفيون وعصير الكزبرة مجففة فيسحق الزَّعْفَرَان وإكليل الْملك فِي هاون زجاج بشراب حَتَّى يلين ثمَّ يخلط الْجَمِيع وَيجْعَل شيافا وَيحل ويقطر فِي الْعين.
طبيخ الحلبة لوجع الْعين على مَا قَالَ يصب على الحلبة المَاء وَيتْرك نصف يَوْم ويصفى ثمَّ يُعَاد عَلَيْهَا مرّة أُخْرَى ثمَّ يطْبخ بِعشْرين مثلهَا مَاء حَتَّى يبْقى النّصْف ثمَّ يصفى ويذر فِيهِ شَيْء من الزَّعْفَرَان مسحوقاً مثل نصف عشر المَاء ويقطر مِنْهُ فِي الْعين شياف يطلى بِهِ الأجفان يسكن الوجع يُؤْخَذ شياف ماميثا وبزر الودألف وورقه الرطب وحضض وعدس مقشر وصندل أَحْمَر يطلى بِهِ.
شياف وكحل يكحل بِهِ ويطلى على الأورام الحارة الرهلة صَبر وزعفران بِالسَّوِيَّةِ نصف شياف ماميثا أنزروت جزءين يسْتَعْمل شيافاً وطلاء.
قَالَ جالينوس الآبنوس يدْخل مَعَ الْأَدْوِيَة الَّتِي تصلح لهَذِهِ البثور الحضض نَافِع من الإنشقاقات الْحَادِثَة فِي الْعين.
فريغوريوس ورق الخروع إِذا دق وخلط بشوكران سكن الأورام البلغمية فِي الْعين الخطمى إِذا ضمد بِهِ وَحده أَو بعد طبخه بشراب حلل الأورام البلغمية فِي الْعين الخطمى إِذا ضمد بِهِ وَحده أَو بعد طبخه بشراب حلل الأورام النفخية الْعَارِضَة فِي جفون. علاج نَافِع من انتفاخ الأجفان فِي الرمد يتَّخذ من الصَّبْر والفيلزهرج والحضض وشياف ماميثا وفوفل وزعفران يطلي بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب.
من تذكرة عَبدُوس قَالَ حنين الإنتفاخ أَرْبَعَة أَنْوَاع إِحْدَاهَا ريحي وَالثَّانِي من فضلَة بلغمية لَيست بغليظة وَالثَّالِث من فضلَة مائية وَالرَّابِع من فضلَة غليطة سوداوية وتمييز بَعْضهَا من بعض على مَا أَقُول أما الأول وَهُوَ الَّذِي من ريح فَإِنَّهُ يعرض بَغْتَة وَأكْثر ذَلِك يعرض فِي الصَّيف قبله فِي الماق مثل مَا يعرض من عضة ذُبَاب أَو بقة وَأكْثر مَا يعرض فِي الصَّيف للشيوخ ولون هَذَا الانتفاخ على مثل لون الأورام الْحَادِثَة من البلغم لي لَيْسَ مَعَ ثقل يحسه عَظِيمَة وحدوثه سريع وَالنَّوْع الثَّانِي أردء لوناً والثقل فِيهِ أَكثر وَالْبرد أَشد إِذا غمزت فِيهِ إصبعك غَابَتْ فِيهِ وَبَقِي أَثَرهَا فِيهِ سَاعَة هوية وَأما النَّوْع الثَّالِث الَّذِي يكون من فضلَة مائية فَإِن الإصبع يغيب فِيهِ)
سَرِيعا وَلَا يبْقى أَثَرهَا كثيرا لِأَن الْموضع يمتلي سَرِيعا وَلَا وجع مَعَه ولونه لون الْبدن وَأما الرَّابِع الَّذِي يكون من فضلَة سوداوية فَإِنَّهُ يَأْخُذ الجفن وَالْعين كلهَا وَرُبمَا امْتَدَّ إِلَى أَن يبلغ الحاجبين والوجنتين وَهُوَ صلب لَا وجع مَعَه ولونه كمد وَأكْثر مَا يعرض فِي الجدري وَفِي الرمد المزمن وخاصة للنِّسَاء.
علاج الإنتفاخ قَالَ علاجه بِمثل الورم من استفراغ الْبدن وَتَحْلِيل الفضلة المستكنة فِي الْعين وانضاجها بالإكحال والأضمدة كَمَا وَصفنَا فِي بَاب الرمد إِلَّا أَنه يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل فِي مثل هَذِه الْعِلَل لَا الْأَدْوِيَة المسددة وَلَا القابضة الَّتِي تسْتَعْمل فِي ابْتِدَاء الرمد بل مَا يحل ويفش فِي جَمِيع أوقاته بعد استفراغ الْبدن.
فيلغريوس قَالَ الأورام الرخوة فِي الأجفان أَدَم تكميده بِمَاء حَار ألف فِي اسفنج حَتَّى يلين جدا ثمَّ ضع عَلَيْهَا اسفنجاً جَدِيدا قد شرب خل وَمَاء وشده فَإِنَّهُ يحلله إِن شَاءَ الله.
ابْن سرابيون للإنتفاخ الَّذِي يبْقى فِي الأجفان بعقب الرمد طلاء من فيلزهرج وَمَا مثيا وصندل وصبر وقاقيا وصمغ وأفيون وفوفل استعملها بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب إِذا كَانَ فِي الورم بَقِيَّة حمرَة أَو بِمَاء الهندباء ودخان الكندر مسكن للورم الْمُسَمّى سرطانً وَكَذَلِكَ دُخان الأضطريدوس.
دياسقورديدوس. ورق المرزنجوش الْيَابِس يتضمد بِهِ لَا ورام الْعين الصلبة.
الساذج إِذا غلى بشراب وضمد الأورام الصلبة فِي الْعين بعد سحقه جيد لَهَا سمسم إِن طبخت شجرته بشراب وضمدته الورم الصلب الَّذِي مَعَ ضَرْبَان وَغير ضَرْبَان فِي الْعين شفَاه والسمسم نَفسه يفعل ذَلِك والقيسوم أَن تضمد بِهِ مَعَ السفرجل الْمَطْبُوخ نفع أورام الْعين الصلبة.
دياسقوريدوس السماق والشقايق الْبري أَن طبخ بِالشرابِ وضمد بِهِ أَبْرَأ الأورام الصلبة فِي الْعين.
حنين قَالَ إِذا كَانَ السرطان فِي الْعين عرض مَعَه وجع شَدِيد وامتداد الْعُرُوق حَتَّى يعرض فِيهَا شبه الدوالي وَحُمرَة فِي صفاقات الْعين ونخس شَدِيد يَنْتَهِي إِلَى الصدغين وخاصة أَن مَشى من أَصَابَهُ ذَلِك أَو تحرّك حَرَكَة مَا ويصيبه صداع ويسيل إِلَى عَيْنَيْهِ مَادَّة حريفة رقيقَة وَيذْهب عَنهُ شَهْوَة الطَّعَام وَلَا يحْتَمل الْكحل الحاد ويؤلمه المَاء شَدِيدا وَلَا ينْتَفع بِهِ.
أهرن للورم الصلب فِي الْعين يُؤْخَذ جرجير فدقه وَأقله بِسم الْبَقر وَضعه عَلَيْهِ أَو خلط بِمَاء الحبق مَعَ دَقِيق الشّعير ودهن ورد وتضعه عَلَيْهِ أَو يَأْخُذ جَوف الْخبز فدقه بالطلاء ودهن الْورْد)
وَضعه عَلَيْهِ. 












مصادر و المراجع :

١-الحاوي في الطب

المؤلف: أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي (المتوفى: 313هـ)

المحقق: اعتنى به: هيثم خليفة طعيمي

الناشر: دار احياء التراث العربي - لبنان/ بيروت

الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م

عدد الأجزاء: 7

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید