المنشورات
(علامات الحصى)
حكاك في المذاكر وربما بال قليلا بعسر وربما بال دما إذا كانت خشنة ويهزل صاحبه ويدخل الإصبع في الحلقة فتلمس الحصاة. قال: ماء الحمة يفت الحصاة. قال: إذا كانت المرأة بكرا فأدخل الإصبع في الدبر فإن كانت ثيبا ففي القبل واعصر باليد الأخرى والخدم للمراق والسرة حتى تنزل الحصاة إلى فم المثانة ثم شق عن الحصاة شقا بالوارب قليلا وإياك وإصابة العصب.
قال: وإن عرض في الشق عن الحصاة فاستعمل الأغذية الحريفة فإذا سكن الورم فاستعمل من المسائل التي انتزعها حنين في البول من كان يبول رملا: فإن الحصاة لا تنعقد في كلاه وذلك أنه يدل أن المادة ليست شديدة الغلظ في الغاية حتى أن الذي ينعقد منه ما يخرج وأما إذا كانت المادة شديدة الغلظ لم يخرج ما انعقد منها قليلا قليلا لكنها تنضم بعضها إلى بعض حتى تصير حجرا كبيرا. لى ليست العلة فيه عندي هذه بل إذا كانت المادة التي تسيل إلى الكلى وتنحجر وتجيء قليلا قليلا خرج أولا أولا فإن كان يسيل إليها ضربة شيء كثير تولدت حصاة لا يمكن أن يخرج بسهولة وأنه لا يندمل إلا غليظا.
ابن سرابيون وحنين جميعا يزعمان: إن الجبن الرطب أعون على توليد الحصى من اليابس.
ابن سرابيون قال: إذا علمت أن في الكلى حصاة يابسة ويعرف ذلك من الوجع الراسخ الثابت فلا ينبغي أن تزيلها بالمدرة للبول والتنقية للحصى إلا بعد استعمال التكميد والأضمدة المرخية المسهلة ولا تفرط في استعمال هذه وترخي الموضع إرخاء قليلا فاعط هذه. قال: وإذا كان الحجر ينتقل من موضع إلى موضع فدليل على أن الوجع يشتد مرة ويسكن أخرى فأدم النطول والتضميد بالأشياء الحارة بالفعل وانطل العانة والأربية أيضا فإن هذه إذا اتسعت من الحرارة سهل خروج الحصاة وزاد في التمدد والوجع بكثرة البول وقد ينبغي أن تعنى في التحذر من الحصاة ويمنع تولد فساد الهضم والتخم ويستعمل القيء واترك الأغذية الغليظة واعمل في تسخين الكلى سخونة شديدة بتعب أو غيره. قال: وإن اشتد الوجع في حالة فاستعمل المخدرة)
والمرخية في الكلى والتضميد بعد استعمال المرخية وضع على المواضع المحاجم بالنار فإن شأنها أن تزيل الحجر سريعا ويسكن الوجع بسرعة وتصير أولا بالقرب من الكلى فوق ثم يحط قليلا باعوجاج حتى تصير إلى أسفل في الموضع الذي يحس العليل فيه بالوجع والوجع يكون في العانة يخف تخفيفا شديدا بل كلما كانت مع هذه التقطيع أقل حرارة فهذا أجود لأن الحرارة تجمع الحصاة وتشدها ولا تفتتها وأجود هذه أصل الهليون. لى كان هذا الشوك الذي يسمى اشباراعورش وتفسيره الهليون وأحسبه غلطا لأن الهليون ليس بشوكي بل إنما هو أصل الحرشف وهو أبلغ في ذلك يدر بولا غليظا جدا والتقطيع فيه أظهر وأبلغ وأصل الحشيشة التي تسمى قسطرن والجعدة والزجاج المحرق وخل العنصل.
الفصول السادسة: القطع الحادث في بدن المثانة كلها ينفذ إلى فضائها لا يكاد يبرأ لأنها رقيقة عديمة الدم عصبية فأما رقبتها فلأنها لحمية قد تبرأ من القطع الذي للحصاة سريعا كثيرا. لى ملاك الأمر أن يقع القطع ما أمكن في العلو فإنه يلتحم.
مصادر و المراجع :
١-الحاوي في الطب
المؤلف: أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي (المتوفى: 313هـ)
المحقق: اعتنى به: هيثم خليفة طعيمي
الناشر: دار احياء التراث العربي - لبنان/ بيروت
الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م
عدد الأجزاء: 7
20 سبتمبر 2024
تعليقات (0)