المنشورات

أَجنَاس الحميات الَّتِي مَعهَا حرارة

الأول جِنْسَانِ: إِمَّا أَن يكون مَرضا أَو عرضا
وَالَّتِي تكون مَرضا جِنْسَانِ: إِمَّا عفنية وَإِمَّا بِلَا عفن وَالَّتِي بِلَا عفن أَو يومية أَو سونوخوس الكائنة من غليان الدَّم والعفنية تَنْقَسِم قسمَيْنِ: إِلَى سونوخوس الكائنة من عفونة الدَّم وَالْغِب الْمُفَارقَة واللازمة والبلغمية الْمُفَارقَة والدائمة وَالرّبع الْمُفَارقَة والدائمة وَإِلَى ماينوب فِي كل خمس أَو سبع أَو دون ذَلِك أَو أَكثر.
الَّتِي تكون عرضا تَنْقَسِم إِلَى الَّتِي تكون مَعَ عِلّة وورم الكبد أَو الْمعدة أَو الرئة أَو الطحال أَو الْحجاب أَو المعي الصَّائِم أَو فِي الدِّمَاغ كالكائن من قرانيطس وليثرغس أَو عَن عِلّة أَو ورم آخر فِي بعض الْأَعْضَاء كالخراجات والدبيلات والأوجاع الَّتِي تستحر الْحمى.
فَأن قيل: أَن حمى يَوْم الكائنة من تكاثف الْبدن وَنَحْوهَا كَانَ يَنْبَغِي على مَا وَصفنَا أَن نعدها فِي الْحمى الَّتِي هِيَ عرض لِأَن هَذِه إِنَّمَا تعرض عَن تكاثف الْبدن وتكاثف الْبدن سَببه البردفيكون الْبرد هَهُنَا سَببا وتكاثف الْجلد مَرضا والحمى اللاحقة لَهُ عرضا.
قيل لَهُ: أَن الْمَرَض هُوَ مايضر بِالْفِعْلِ إِذا وجد بِلَا انْتِظَار لشَيْء وَلَا توَسط وَلَيْسَ تكاثف الْبدن كَذَلِك لِأَن التكاثف إِنَّمَا يضر بِالْبدنِ بحدوث الْحمى لَا بِنَفسِهِ. 

وَمن الْعَجَائِب أَن يضع الْمَرَض لَا يضر بِالْفِعْلِ وَالْعرض يضر بِهِ وَيكون الْمَرَض منتظراً للعرض فِي الْإِضْرَار بِالْفِعْلِ فَلَيْسَ إِذا تكاثف الْبدن هَهُنَا مَرضا بل سَببا أَيْضا للحمى وَلَيْسَ يمْتَنع أَن يكون للحمى أَكثر من سَبَب وَاحِد إِمَّا قريبَة كلهَا مِنْهُ أَعنِي أَلا يكون أَحدهَا أقرب إِلَى الْمَرَض من الآخر مثل حمى يَوْم.
ابْن ماسوية: عد سونوخوس الكائنة من غليان الدَّم فِي حمى يَوْم. الصَّوَاب فِي الْقِسْمَة الأولى ماعلمنا لِأَن جالينوس قَالَ: أَن أخص أَصْنَاف الحميات وأولاها بهَا ماكان من نفس طباعها يَعْنِي فبالواجب فصلنا أَولا فَقُلْنَا: الحميات مِنْهَا مرض وَمِنْهَا عرض فَأن هَذَا أَحْرَى أَن يكون ضبط الْأَجْنَاس على ماينبغي.
ابْن ماسوية: الدَّلَائِل الْخَاصَّة بحميات العفن كلهَا أَلا يكون عَن سَبَب باد على الْأَكْثَر والأنقباض فِيهَا أسْرع من الأنبساط لِأَن الطبيعة فِي أخراج البخارات أحْوج مِنْهَا إِلَى الأستمداد من الْهَوَاء)
لِكَثْرَة البخارات المؤذية وَالْبَوْل غير نضيج وَلَا تقلغ فِي أول نوبَة بعرق.
فِي أزمان الْأَمْرَاض قَالَ ج: أول مَا يعرض فِي حميات الغب قشعريرة ثمَّ لَا تزَال تتزيد حَتَّى يبرد الْبدن كُله أَو أَكْثَره وَيصير النبض فِي ذَلِك الْوَقْت أَصْلَب مِمَّا كَانَ بالطبع وأسرع وتتبين السرعة فِي الأنقباض بَيَانا ظَاهرا وَيمْكث ذَلِك ساعتين أَو ثَلَاثًا أَو أقل أَو أَكثر ثمَّ يبْدَأ النبض يعظم ويسرع فِي الْحَرَكَة ويتواتر وَسَاعَة يعرض ذَلِك تشتد حرارة الْبدن فيحس فِي دَاخل الْبدن بتوقد شَدِيد والاطراف بعد بَارِدَة ويغلب على الْبدن فِي هَذَا الْوَقْت اضْطِرَاب لَيْسَ بِيَسِير وَهَذَا هُوَ وَقت الصعُود وعطش وَيخْتَلف بعد بِكَثْرَة الْحَرَارَة وَغير ذَلِك.
لي: فِي معرفَة الْحمى فِي أول دور لنصنع أَن حمى حدثت ونريد مَعْرفَتهَا من أَي جنس هِيَ فَأَقُول: أَن أول ماتحتاج أَن تنظر إِلَيْهِ هَل كَانَ لَهَا سَبَب باد أم لَا وَهل حَال الْبدن وتدبيره فِي مَا مضى حَال مُوجبَة للعفن والأمتلاء وَهل ابتدأت بنافض وَكَيف نوع الْحمى وحرارتها وَحَال انْقِضَائِهَا أبعرق أم بِغَيْرِهِ وَكَيف صُورَة نافضها وَكَيف مزاج ذَلِك الْبدن وَمَا قد كثر أَن يعرض فِي ذَلِك الْوَقْت من الحميات فلنضع أَنَّهَا ابتدأت من سَبَب باد وَأَنَّهَا بِلَا نافض وَأَن حَرَارَتهَا بخارية وَأَن النبض غير متغير كثير تغير وَأَن النضج فِي الْبَوْل ظَاهر وَأَن التَّدْبِير تَدْبِير احتراس وَأَنَّهَا قد انْقَضتْ بعرق اَوْ ببخار يخرج من الْبدن كثيرا وَأَن العليل وجد بعْدهَا خفاً شَدِيدا حَتَّى كَأَنَّهُ لم يحس بهَا فمعلوم أَنَّهَا حمى يَوْم.
ولنضع أَنَّهَا ابتدأت بِلَا نافض وَأَن التَّدْبِير كَانَ تدبيراً يُوجب الأمتلاء وَأَن عَلَامَات الأمتلاء ظَاهِرَة والنبض قوي عَظِيم عريض وَأَن المَاء أرجوراني وَالْعين ناتئة حَمْرَاء والأصداغ منتفخة وَأَن التَّدْبِير كَانَ تدبيراً يُوجب الأمتلاء إِلَّا أَنه لَا يُوجب احتداد الدَّم وَأَن مَعهَا ربواً ولهباً وَلَا يظْهر فِي الْعُرُوق عَلَامَات العفن وَيكون الْحر مَعَ كثرته بخارياً أَعنِي ان يكون الأنقباض سَرِيعا فمعلوم أَنَّهَا سونوخوس الكائنة عَن سخونة الدَّم.
ولنضع أَن هَذِه جَمْعَاء ظَهرت لَكِن كَانَ مَعهَا عَلَامَات العفن وَهُوَ أَن أنقباض الْعرق إِلَى دَاخل كثير وَالْبَوْل أَزِيد حِدة وَأَقل نضجاً وَنَوع الْحَرَارَة أَشد فِي الْكَيْفِيَّة وَكَذَا الْعَطش وَغير ذَلِك.
والحرارة فِي الْبدن كُله مستوية أَو شَبيهَة بِهِ وَلَيْسَت كالأولى الَّذِي كَانَ بهَا فِي الْقلب والصدر أَكثر اللهب والحرارة وَالتَّدْبِير يُوجب العفن ودامت أَيْضا فَلم تنقض كَمَا تَنْقَضِي النائبة.
ولنضع أَنَّهَا ابتدأت من غير سَبَب باد وابتدأت بقشعريرة وبنخس الْبدن فِيهَا كنخس الأبر)
وَابْتِدَاء كَانَ الْعرق فِي ذَلِك الْوَقْت أَصْلَب وأسرع انقباضاً وصغراً مِمَّا عهدته ثمَّ ابتدأت الْحَرَارَة وَلم يطلّ الْأَمر حَتَّى استولى اسْتِيلَاء محكماً على جَمِيع الْبدن وَغلب اللهيب والعطش وَعرض مَعهَا قيء مرار أصفر وَكَانَت الْحَرَارَة يابسة دخانية وَالتَّدْبِير وَالزَّمَان يوجبان الصَّفْرَاء ثمَّ انحطت وَانْقَضَت بعد الْقَيْء وَعرض مَعهَا خفَّة فِي الرَّأْس وَالْبَوْل رَقِيق مراري فَأن هَذَا يقرب من النَّفس أَنَّهَا غب وخاصة أَن انْقَضتْ ونقي الْعرق مِنْهَا بعد اثْنَتَيْ عشرَة سَاعَة أَو قبل ذَلِك.
ولنضع أَن هَذِه الْأَعْرَاض تظهر كلهَا إِلَّا النافض وَلَا يكون مَعهَا بَوْل أرجواني غليظ وَلَا نبض عريض لَكِن كنبض الغب وبوله وَنَوع الْحر فِيهِ كنوعه.
أَقُول: أَن ذَلِك يقرب فِي النَّفس أَنَّهَا غب دائمة ويتحقق ذَلِك أَن خفت غبا.
ولنضع أَنَّهَا ابتدأت بِبرد ضَعِيف إِلَّا أَنه خَالص غير ناخس ثمَّ طَال الْأَمر وعسر فِي انتشار الْحَرَارَة وَلما انتشرت أَيْضا لم تكن كَثِيرَة اللهيب وَلَا ظهر عَطش وتوقد وَظهر الصغر والإبطاء فِي النبض والأختلاف أَكثر مِمَّا ظهر فِي الغب وَكَانَ التَّدْبِير والمزاج وَالْوَقْت وَالْعَادَة قد جرت بحدوث حميات بلغمية وَكَانَت ايضاً من غير سَبَب باد فَهَذَا يقرب من النَّفس أَنَّهَا بلغمية وَتَكون نوبتها طَوِيلَة وَالْبَوْل أَبيض وَلَا ينقي الْعرق عِنْد الْمُفَارقَة لَكِن كَانَ مِنْهَا بَقِيَّة.
فلنضع أَن هَذِه الْأَعْرَاض تُوجد إِلَّا الْبرد والإقلاع.
أَقُول أَنَّهَا بلغمية دائمة وخاصة أَن خفت وثقلت فِي أَوْقَات نَوَائِب الْمُفَارقَة.
ولنضع أَنَّهَا ابتدأت بعقب حميات مختلطة أَو بعقب عظم الطحال أَو بعض الْأَمْرَاض السوداوية وَكَانَ نافضها كَأَنَّهُ يرض الْعظم بصدقه وغوره فِي الْبدن وعسر أَن تسخن فَلَمَّا سخنت أَشْتَدّ سخونتها فِي الكمية والكيفية وَالْبَوْل عديم النضج والنبض كانه مربوط إِلَى دَاخل أَو يجذب إِلَى دَاخل جذباً مَعَ صغر وأبطاء وَنَوع الْحَرَارَة يابسة قشفة. 

أَقُول: أَنَّهَا ربع وخاصة أَن كَانَت الْعَادة جرت بذلك.
وَإِن ظَهرت هَذِه الْأَعْرَاض إِلَّا النافض وَكَانَ اللَّوْن أسود وَالْبَوْل مَعَ ذَلِك إِلَى السوَاد.
أَقُول أَن هَذِه ربع دائمة لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن تعرض الرّبع الدائمة قبل أَن تمازج السَّوْدَاء الدَّم وَلذَلِك يَسْتَحِيل الدَّم إِلَى السوَاد والكمودة قبل ذَلِك بِزَمَان طَوِيل. وَكَذَا فأنهم فِي الغب والبلغمية الدائمتين فَأن فِي الغب يصفر اللَّوْن قبل ذَلِك بِزَمَان طَوِيل وَفِي البلغمية يخْتَلط بَين الصُّفْرَة والياض ثمَّ تبتدىء تِلْكَ الحميات ويغلب على الْبَوْل المرارية مُدَّة طَوِيلَة.)
فَأَما السل فَلَيْسَ يُمكن أَن تكون ابْتِدَاء لَكِن بعد حميات تهيجها.
فلنضع أَن حميات دائمة حاملة الْحَرَارَة لَا نافض فِيهَا الْبَتَّةَ وَلَا أقلاع قد دَامَت بعقب بعض الحميات وَأَن الْبدن يَابِس نحيف مراري وَأَنَّهَا قد دَامَت أَيَّامًا وَلَيْسَ جوهرها كجوهر سونوخوس والنبض صلب رَقِيق والحرارة كانها مدفونة وتستبان بعد حِين وتهيج الْحَرَارَة مَتى طعموا وَيرى مَوَاضِع الْعُرُوق الضوارب وَالْقلب أبدا أسخن من جَمِيع الْبدن ويبولون بولاً دهنياً أَو فِيهِ دهن ويتبرزون برازاً دهنياً وشحمياً.
أَقُول: أم هَذِه حمى سل.
وَإِن دَامَت هَذِه حَتَّى يظْهر اليبس والقحل ولطء الصدغ وامتداد جلدَة الْجَبْهَة وغؤور الْعين والرمص الْيَابِس والتغميض الدَّائِم للعين وَجرى الْبَطن وقشف الْجلد كُله فَهَذَا الذبول.
فَأن دَامَ حَتَّى تظهر الْعُرُوق خَالِيَة من الدَّم ويدق الْعظم ويرق وييبس الْجلد ويتشنج وَيصير كأبدان الْمَشَايِخ فَهَذَا التفتت.
قَالَ ج فِي الْعَادَات: إِن قوما يسخرون مِمَّن يتبع الْعَادة فِي الْأَمْرَاض حَتَّى أَنهم يَقُولُونَ لَهُ أئذن للمحموم فِي الأستحمام بِالْمَاءِ الْبَارِد إِن كَانَ مُعْتَادا لذَلِك.
من كتاب الفصد قَالَ: الْقلب مَعْدن الْحَرَارَة الغريزية وَمِنْه سخونة الْجَسَد كُله ومادة هَذِه السخونة الدَّم وتقل وتكثر بِحَسب قلته وكثرته أَو مزاجه وكما أَن الْحَرَارَة الغريزية تتأدى إِلَى جَمِيع الْبدن من الْقلب كَذَلِك الْحَرَارَة الْخَارِجَة عَن الطبيعة لَا تشْتَمل على الْبدن كُله دون أَن الْيَهُودِيّ قَالَ: الحميات الْعَارِضَة من القروح والأورام حميات عرضية. من عرضت لَهُ حمى أَو حرارة شَبيهَة بالحمى فِي وَقت من النَّهَار أَو اللَّيْل فليحذر من غَد ذَلِك الْيَوْم أَو بعد غَد أَن يكون فِي ذَلِك الْوَقْت مَمْلُوء الْبَطن من الطَّعَام أَو نَائِما وليدع الْأكل وَالنَّوْم إِلَى أَن يجوز ذَلِك الْوَقْت فَأن ذَلِك يكون سَببا لاهتياج النّوبَة.
الْمعرفَة بابتداء النّوبَة من النبض ينفع فِي أَلا يُؤذن للعليل فِي ذَلِك الْوَقْت بِالْأَكْلِ وَالْحمام.
من كتاب الذبول: الحميات الَّتِي تكون من عفونة الأخلاط فعلاجها بعد أَن تنضج تِلْكَ الأخلاط الْحمام. 

قَالَ فِي الصِّنَاعَة الصَّغِيرَة: أنزل أَنه حدثت حمى مَعَ عفونة الأخلاط فأنك تحْتَاج أَن تستفرغ وتحدث تغيراً أما الأستفراغ فللجوهر الَّذِي عفن والتغيير فِيهِ ليمنع من العفن.)
وَأما النّوم للمحموم فسنذكره فاقرأه فِي بَاب النّوم فَأَنَّهُ فِيهِ علاجاً كثيرا إِن شَاءَ الله.
أبيذيميا قَالَ: حمى ربع لاتكاد تُوجد دائمة والبلغمية لاتكاد تنقى من الْبدن وَكَأَنَّهَا مطبقة وَالْغِب تكون كثيرا دائمة وَكَثِيرًا مقلعة.
قَالَ ج أَنِّي لم أرى حمى تَدور سبعا وَلَا تسعا وَلم يرتض قَول أبقراط فِيهِ لِأَنَّهُ لَا يُمكنهُ أَن يَقُول من أَي خلط هِيَ.
لي قد رَأينَا حمى تنوب فِي كل تِسْعَة أَيَّام مرّة وَفِي كل شهر مرّة فَأَما الَّتِي تنوب فِي كل شهر مرّة وبصاحبها صرع وَلَيْسَ لِأَنَّهُ لَا يدْرِي من أَي خلط هِيَ يكون مايبطل أَن تُوجد هَذِه.
أبيذيميا: الْحمى الليلية لَيست بالقتالة جدا وَهِي طَوِيلَة والنهارية أردأ لِأَن الْبدن بِالنَّهَارِ ينتشر ويتحلل وتتسع مسامه أَكثر مِنْهُ بِاللَّيْلِ فأذا كَانَت الْحمى تنوب فِي هَذَا الْوَقْت فان مادتها أقوى وَأكْثر من الَّتِي تنوب إِذا انقبض الْبدن وتكاثفت مسامه وَغَارَتْ حرارته لِأَن هَذِه الْحَال مُعينَة للحمى وَأَيْضًا فَأَنَّهُ إِذا كَانَت النوائب بِالنَّهَارِ اضْطر أَن يكون تَدْبِير المحموم لإي أَوْقَات ردية من آخر اللَّيْل وَفِي الْأَوْقَات الَّتِي يجب ان ينَام فِيهَا وَلذَلِك ينتقص بدنه على طول الْأَيَّام وَيصير إِلَى السل لِأَنَّهُ لَا يكَاد يَسْتَوْفِي مِقْدَار نَومه بِالنَّهَارِ وَإِن استوفى لم ينب عَن نوم اللَّيْل فيجف الْبدن على طول هَذَا الْأَمر.
قَالَ ب: والسبع وَالتسع أطول.
قَالَ ج: يسمج أَن يكذب أبقراط فِي هَذَا وَيَنْبَغِي أَن يتفقد هَذَا مَعَ تحرز وَذَلِكَ أَنه قد يُمكن أَن يحم إِنْسَان حمى يَوْم وتنقضي بعد فَتْرَة فيعاود فِي التَّاسِع أَو السَّابِع وتنقضي مَرَّات على هَذَا النَّحْو فَإِذا سلم من هَذَا فقد صَحَّ الْأَمر.
قَالَ ب: الحميات تنوب فِي خمس وَسبع وتسع قَالَ ب: وأردأ الحميات الْخمس لِأَنَّهَا تكون قبل قَالَ ج: ماقلت فِي السَّبع وَالتسع أَقُول فِي هَذِه وَيَنْبَغِي أَن تتفقد فِي هَذِه وَاحِدَة أَن لَا يكون بأصحاب السل حمى أُخْرَى توهم لذَلِك أَنَّهَا حمى تَدور خمْسا.
قَالَ: الحميات الدائمة مِنْهَا مَا يبتدىء فِي أول يَوْم فِي غَايَة الْعظم الَّذِي تكون عَلَيْهِ وتخف نَحْو وَقت البحران وَرُبمَا كَانَت فِي أول يَوْم لينَة مدفونة ثمَّ تشتد أَولا فأولاً إِلَى وَقت البحران وَرُبمَا ابتدأت لينَة ثمَّ أخذت تتزيد حَتَّى تبلغ مُنْتَهَاهَا وَتَأْخُذ فِي التنقص ويدوم ذَلِك بهَا إِلَى وَقت البحران.) 

إِن يبس الشفتين وَاللِّسَان فِي الحميات يدل على ان الْحمى قد أفنت الرُّطُوبَة المحمودة.
العلامات الدَّالَّة على حُدُوث الْحمى الثّقل الْعَارِض فِي الْبدن من غير عِلّة ظَاهِرَة وبطء الْحَرَكَة ونخس فِي سطح الْبدن وتثاؤب دَائِم ويسيل الرِّيق ويثقل الرَّأْس والورك ويضطرب للنوم فأذا تزيدت هَذِه الْأَعْرَاض وَعظم النبض وأسرع من غير أحصار أَو شَيْء يُوجب ذَلِك فَأن الْحمى ستحضر فَإِذا تكاثف النبض فقد بَدَت الْحمى. 











مصادر و المراجع :

١-الحاوي في الطب

المؤلف: أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي (المتوفى: 313هـ)

المحقق: اعتنى به: هيثم خليفة طعيمي

الناشر: دار احياء التراث العربي - لبنان/ بيروت

الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م

عدد الأجزاء: 7

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید