المنشورات

التسلّي عمَّن مَضى بِمَنْ بقي

قيلَ لرَجلٍ ماتتْ إمْرأتُه نُفَساءَ: عظَّم اللهُ أجْرَك فيما أبادَ وباركَ فيما أفادَ. . . وقال المتنبي في مرثية يعزّي سيفَ الدولة بأخته الصغرى ويُسلّيه بالكبرى:
قاسَمَتْكَ المَنونُ شَخْصينِ جَوْراً ... جَعَلَ القِسْمَ نَفْسَه فيكَ عَدْلاً 

فَإذا قِسْتَ ما أخَذْنَ بِما أغْ ... دَرْنَ سرَّى عَنِ الفُؤادِ وسَلَّى
ولمّا ماتتِ الأخْتُ الكُبْرى بعد ذلك رثاها فقال:
قدْ كانَ قاسَمَك الشّخْصَيْنِ دَهْرُهما ... وعاشَ دُرُّهُما المَفْدِيُّ بالذَّهَبِ
وعادَ في طَلَبِ المَتْروكِ تارِكُه ... إنَّا لَنَغْفُلُ والأيَّامُ في الطَّلبِ
ما كانَ أقصرَ وقْتاً كانَ بَيْنَهما ... كأنّه الوقْتُ بينَ الوِرْدِ والقَرَبِ
وفي هذهِ المرثيّةِ الثانيةِ هذانِ البيتانِ البديعان:
طَوى الجَزيرةَ حتّى جاَءني خَبرٌ ... فَزِعْتُ فيهِ بآمالي إلى الكَذِبِ
حتّى إذا لَمْ يَدَعْ لي صِدْقُه أمَلاً ... شَرِقْتُ بالدَّمْعِ حتّى كادَ يَشْرَقُ بي
 












مصادر و المراجع :

١-الذخائر والعبقريات - معجم ثقافي جامع

المؤلف: عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن سيد بن أحمد البرقوقي الأديب المصري (المتوفى: 1363هـ)

الناشر: مكتبة الثقافة الدينية، مصر

عدد الأجزاء: 2

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید