المنشورات

مَنْ تَناولَ طعاماً وتحقَّقَ تولُّد عِلّة منه

اجتازَ رجلٌ بصديقٍ له محمومٍ فسأله عن سبب عّلته؟ فقال: أكلت في هذا الصيف فراخاً وعسلاً وشربت خمراً صُلباً - شديدة - ونمت في الشمس! فقال له: عليَّ كلٌّ يمينٍ، لو كانت الحُمَّى من حَمَلةِ الشمس ورأتك بهذه الحالة لتركت عملها ووافتك. . . ونظر طبيب إلى دِهْقانٍ يغرس شجرة مشمشٍ فقال له: ما تصنع؟ قال: أعمل لي ولك! يعني أن الطبيب ينتفع بالمشمش، لسوء أثره على آكليه، وحاجتهم إلى الطبيب، لما يتولد فيهم من الأدواء لأكل الطريِّ منه، وفي هذا المعنى يقول ابن الرومي:
إذا ما رأيْتَ الدَّهْرَ بُستانَ مُشْمُشٍ ... فأيْقِنْ بِحَقٍّ أنّه لطبيبِ
يُغِلُّ لهُ ما لا يُغِلُّ لِرَبِّه ... يُغِلّ مَريضاً حَمْلُ كلِّ قَضيبِ يُغلُّ له: أي يعطي الطبيب من الغَلّة - وهي الدخل - مالا يعطيه لصاحبه، وذلك أنّ حمْلَ الغصن الواحد من كل شجرة مشمش من أشجار ذلك البستان إذا أكله إنسان فإنّه ينقلب مريضاً فيلجأُ إلى الطبيب 










مصادر و المراجع :

١-الذخائر والعبقريات - معجم ثقافي جامع

المؤلف: عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن سيد بن أحمد البرقوقي الأديب المصري (المتوفى: 1363هـ)

الناشر: مكتبة الثقافة الدينية، مصر

عدد الأجزاء: 2

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید