المنشورات

الفارّ وقت الفِرار والثابت وقت الثبات

قالوا: الهرب في وقته خيرٌ مِنَ الصَّبْرِ في غير وقته.
وقالوا: مَنْ هرب من معركةٍ فعرف مصيرَه إلى مستقرِّه فهو شجاع.
وقال معاوية يوماً: لقد علم الناسُ أنَّ الخيل لا تَجْري بمثلي، فكيف قال النجاشيُّ:
ونَجَّى ابْنَ حَرْبٍ سابِقٌ ذو عُلالَةٍ ... أجَشُّ هَزيمٌ والرِّماحُ دَواني
فقال عمرو بن العاص له: لقَدْ أعْياني أنْ أعْلَمَ أجَبانٌ أنْتَ أمْ شُجاع؟ فقال:
شُجاعٌ إذا ما أمْكَنَتْني فُرْصةٌ ... وإلا تَكُنْ لي فُرْصَةٌ فَجَبانُ
وقال المهلَّب بن أبي صفرة: الإقدامُ على الهَلكةِ تضييعٌ، كما أنّ 

الإحجام عن الفُرْصة عَجْزٌ.
وقال المتوكِّل الخليفة العبّاسي لأبي العيناء: إنّي لأفْرَقُ من لِسانِك! فقال: يا أمير المؤمنين، الكريمُ ذو فَرَقٍ وإحْجام، واللَّئيمُ ذو وَقاحةٍ وإقْدام.
وقال الشاعر:
أقاتِلُ حتّى لا أرى لي مُقاتِلاً ... وأنْجو إذا غُمَّ الجَبانُ مِنَ الكَرْبِ
 













مصادر و المراجع :

١-الذخائر والعبقريات - معجم ثقافي جامع

المؤلف: عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن سيد بن أحمد البرقوقي الأديب المصري (المتوفى: 1363هـ)

الناشر: مكتبة الثقافة الدينية، مصر

عدد الأجزاء: 2

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید