المنشورات

تطبيقات معادلة فليش:

ويفسر لنا فليش كيفية تطبيق معادلته على النحو التالي1:
الخطوة الأولى: إذا أردت أن تختبر قطعة كبيرة من نص معين، فيحسن استخدام العينات، ويمكن أخذ من ثلاث إلى خمس فقرات من المقال ومن 25 إلى 30 فقرة من الكتاب. ولا ينبغي انتفاء عينات مثالية أو ممتازة. ويمكن أخذ عينات منتظمة بمعنى اختيار الفقرة 3 ثم 6 ثم 9 وهكذا.. بحيث تبدأ العينة من بداية الفقرة.
الخطوة الثانية: تحصى الكلمات في القطعة المختارة كلها، وفي حالة العينات تحصى الكلمات حتى المائة. مع ملاحظة أن حروف الاختصار، وعلامات الوصل أو الشرطة تعد كلمة، كما تحسب كلمات جميع الأرقام والحروف الواقعة بين مسافات.
الخطوة الثالثة: تحصى المقاطع في المائة كلمة المختارة.
الخطوة الرابعة: تحصى الجمل على أساس وحدات الفكر، لا علامات الوقف. 

الخطوة الخامسة: تحصى عدد الكلمات الشخصية في كل مائة كلمة.
الخطوة السادسة: تحصى الجمل الشخصية بالنسبة لكل مائة جملة.
الخطوة السابعة: استخلص يسر القراءة "ي ق" بإحصاء عدد المقاطع في مائة كلمة أي طول الكلمات "ط ك" ومتوسط طول الجمل "ط ج" طبقا للمعادلة الآتية:
ي ق "يسر القراءة"= 206.835-846 ط ك-1.015 ط ج.
الخطوة الثامنة: استخلص درجة الجاذبية الإنسانية "ج أ" بإدراج النسبة المئوية للكلمات الشخصية "ك ش" والنسبة المئوية للجمل الشخصية "ج ش" طبقا للمعادلة الآتية:
ج أ "الجاذبية الإنسانية"= 3.645 ك ش + 0.314 ج ش. وقاعدة الجاذبية الإنسانية سوف تضع النص على المقياس الذي يبدأ من أقصى الممل في ناحية إلى أقصى الدراما في الناحية الأخرى مع وجود عنصر التشويق والتشويق للغاية بينهما.
وفيما يلي جدول فليش للجاذبية الإنسانية: ومن الأمثلة الطريفة على الفرق بين لغة الفن الصحفي ولغة الأدب عنصر التكرار، الذي يعتبر عاملا هاما للقضاء على الغموض وازدواج المعنى. فالصحفي لا يتردد في تكرار كلمات معينة بغرض الوضوح وتبديد كل غموض محتمل.
وقد حذر "فولر" من التباين المنسجم الذي يستخدم الكلمات المترادفة لكي يتجنب تكرار الكلمة ذاتها. ومثال ذلك: أن المجموع الكلي "للملاك" الزراعيين وهو 25.000 منهم 800 "لديهم" أكثر من 600 فدان، 1600 "يمتلكون" ما بين 300 و600 فدان، بينما 116.000 "عندهم" أقل من سبعة أفدنة.
بل إن الصحفي أحيانا بفضل تكرار الاسم بدلا من الضمير لأن قارئ الصحيفة ليس لديه نفس المقدرة الاستيعابية لقارئ الكتاب. وقد أثبت جيمس مارلو الصحفي بوكالة أسوشيتدبرس الأمريكية للأنباء في دراسة له أن التكرار كثيرا ما يؤدي إلى يسر القراءة. ولكن التحدي الذي يواجهه الكاتب الصحفي وهو كيف يكون التكرار مفيدا دون أن يكون مملا. ويعتبر الحشو اللفظي، والأطناب الذي لا داعي له، ثرثرة مملة. ويضرب ممثلا لهذه العبارة بتكرارها العقيم "البرميل الخالي الذي لا يوجد شيء بداخله".
التبسيط -إذن- والسلاسة والوضوح، والاقتراب الشديد من لغة الحديث الواقعي الحي المثقف، دون إسفاف أو هبوط إلى العامية، واستخدام اللغة العملية التي تعبر عن الحياة والحركة والعمل والإنجاز هي اللغة الصحفية المؤثرة حقا.
ومن الطريف أن هذه اللغة الحية هي نفس اللغة التي اقتربت من الأدب عند الجاحظ، وعند شكسبير نفسه، وكثيرا ما كان حاسدو شكسبير يرمونه بالسوقية؛ لأنهم عاجزون عن اصطناع أسلوبه الرائع، السهل الممتنع، القوي العبر، المتدفق في حيوية وإيقاع، والمليء بالتشبيهات والاستعارات والمجازات التي تزيد النص جلاء ووضوحا وبهاء وإشراقا.
وقد كانت عظمة عصر النهضة أو عصر الإحياء كامنة في إحياء لغة الشعب وتطويرها وتقريبها من لغة الأدب، والارتفاع بها لكي تعبر عن العلم والفن والثقافة جميعا. 












مصادر و المراجع :

١-دراسات في الفن الصحفي

المؤلف: إبراهيم إمام

الناشر: مكتبة الأنجلو المصرية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید