المنشورات

الأخبار الخارجية:

وهكذا نرى أنه يمكن تقسيم الخبر إلى عدة أنواع. فهناك الأخبار الجادة التي تتصل بالنواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ونعني بها الصحافة الجادة أو الرفيعة مثل صحف التيمس1 البريطانية، والنيويورك تيمس الأمريكية2، ولوموند3 الفرنسية وغيرها. وهناك الأخبار الهشة أو الخفيفة وتعنى بها الصحافة الشعبية، ومن الأمثلة على ذلك صحف ديلي ميرور4 ونيوز أوف ذي ورلد5 وغيرها.
وتقسم الأخبار بوجه عام إلى قسمين: الأخبار الخارجية، والأخبار الداخلية. وهذه الأخيرة تشتمل على الأخبار السياسية والحكومية، والأخبار الاقتصادية والمالية، والأخبار الزراعية، والأخبار العمالية، والأخبار التعليمية وأخبار المدارس والمعاهد والجامعات، والأخبار العالمية والأدبية والفنية، والأخبار الاجتماعية والأخبار الرياضية، وأخبار الحوادث والجرائم.
ولا شك أن نشر الأخبار الخارجية قد ازدادت أهميته منذ الحرب العالمية الثانية وتأسيس الأمم المتحدة بأجهزتها ووكالاتها كمجلس الأمن والجمعية العامة ومحكمة العدل الدولية ومنظمة اليونسكو ومنظمة الأغذية والزراعة والمجلس الاقتصادي والاجتماعي ومجلس الوصاية وغيرها.
وقد اهتم معهد الصحافة الدولي بزيوريخ بدراسة الأخبار الخارجية وأثرها على القراء، ودورها في دعم السلام وتكوين الرأي العام. ولاحظ المعهد أن معظم الأخبار التي تنشر ليست سوى قشور وأنها لا تعطي للقارئ فكرة متكاملة عن أحداث العالم. ويرى المعهد الدولي أن الأخبار الخارجية التي ترد من وكالات الأنباء تكون عادة ملونة بمصالح الدول التي تصدر عنها وكالات الأنباء. كما أن الأخبار العالمية تفتقر إلى عنصر التفسير والتوضيح والشرح، وهذه من أهم مستلزمات الصحافة الحديثة، وخاصة في حالة الأخبار المركبة والمعقدة، وما أكثرها في العصر الحاضر.
ولا شك أن نشر الأخبار باقتضاب دون شرح أو تفسير يجعلها غير مفهومة للسواد الأعظم من الشعب، مما يؤدي إلى تثبيط الهمم، فضلا عن أن الصحافة الشعبية قد عودت الجماهير على الأخبار الإنسانية والأخبار الطريفة كالحوداث والمباريات والأسماء اللامعة. والحقيقة أن رؤساء أقسام الأخبار الخارجية لا يجدون في صحفهم إلا مساحة صغيرة محدودة لا تسمح بإعطاء فكرة سليمة أو كاملة عن الأحداث الدولية.
وتتكلف أقسام الأخبار الخارجية في الصحف الحديثة الشيء الكثير من المال، وذلك لأنها تتطلب عددا كبيرا من الأشخاص الذي يتقاضون مرتبات ضخمة، ولا بد لهؤلاء الصحفيين أن يتنقلوا باستمرار وأن تكون لهم اتصالات عديدة. ومن المعتاد أن تحتوي كشوف مصروفاتهم أرقاما مرتفعة، ويندر أن ترفق بها ما يؤيدها من أسانيد أو فواتير؛ إذ إنهم لا بد وأن ينقلوا أخبارهم بأسرع الوسائل، وهذا يعني بأكثر الوسائل تكاليفا، فمصروفات التليفون والتلغراف في صحيفة باريسية كبرى تصل وحدها إلى عدة ملايين من الفرنكات في السنة1.
وإذا أرادت صحيفة ما أن تستخدم وسائلها الخاصة فقط في الحصول على الأخبار فسوف تنوء ميزانيتها بهذا العبء، حتى ولو كانت في أعلى درجات النجاح. لذلك نجد أن كل الصحف مضطرة إلى الاستعانة بوكالة أو أكثر من وكالات الأنباء العالمية والإقليمية والمحلية، وبذلك يمكن توزيع تكاليف الأخبار بين عدد من المستفيدين. وتعتبر وكالة الأنباء في كل بلاد العالم عنصرا جوهريا في الصحافة والمعاصرة، كما أنها ضرورية للصحف الصغيرة وخاصة لصحف الأقاليم.
ولكن على الرغم من أن الوظيفة الأساسية لوكالات الأنباء هي الإعلام والأخبار كما يفهم من اسمها، إلا أن الدول تستطيع أن تستغل هذه الوسيلة في الدعاية السياسية، فتقدم الحكومة بتوجيه تلك الأنباء وجهه معينة وتدس دعايتها من خلال الأنباء التي ترسلها إلى جميع أنحاء العالم بواسطة وسيلة التحكم فيما تذيعه الوكالة من أنباء كالرقابة والحذف والإضافة. 











مصادر و المراجع :

١-دراسات في الفن الصحفي

المؤلف: إبراهيم إمام

الناشر: مكتبة الأنجلو المصرية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید