المنشورات

أخبار الجريمة:

وتعتبر أخبار الجريمة آفة من آفات الصحافة الحديثة. ويرى بعض العلماء أن نشر أخبار الجريمة ضرورة للمجتمع؛ لأن الصحيفة مرآة ينعكس عليها الواقع ولا بد للجمهور أن يعرف الحقائق المحيطة به، وأن يعرف الأشرار وألاعيبهم ودور رجال الشرطة في القبض على المجرمين، وكشف أخلاقهم للناس، فإذا ما عرفوا وسائل المجرمين في السرقة والاحتيال، أصبحوا محصنين ضدها، كما أن الخبر الصحفي قد يساعد رجال الشرطة في البحث عن المجرم ومطاردته.
غير أن فريقا آخر من العلماء يعارض نشر أخبار الجريمة ويعتبر أنها ضارة بالمجتمع، وخاصة إذا ما ظهر المجرم بصورة بطل محبوب، كأبطال الروايات والمسرحيات. فبدلا من نشر خبر الجريمة وتقبيحها، وتحليل أسبابها، وطرق القضاء عليها، نجد أن الصحف تسلي القراء بأخبارها، وتظهر المجرمين بطريقة تدعو إلى الإعجاب. كما أن هذا النشر قد يحيط المجرمين علما بخطوات رجال الشرطة وأساليبهم، فيتعلم المجرم كيف يتفاداها وينجو منها، هذا فضلا عن أن نشر محاكمات المجرمين قد يتخذ شكلا مسرحيا يطمس الحقائق، ويؤثر على سير المحاكمة. والحقيقة أنه لا يجوز للصحافة أن تسلب الأشخاص المتهمين حقهم في محاكمة عادلة.
وكثيرا ما تنشر الصحف صورا تدعو للاشمئزاز وخاصة في الجرائم الجنسية والخلقية، وحوادث التصادم والقتل. كما أن نشر الأسماء وصور المتهمين فيه تجريح للأشخاص قبل إدانتهم، والمعروف أن نشر أخبار الجريمة يؤثر على الشباب والمراهقين تأثيرا سيئا، كما أنه يؤذي الذوق العام، ويهدد السلامة النفسية والاجتماعية للأمة. ويتفق العلماء على ضرورة الحد من نشر أخبار الجريمة وبيان أسبابها وعللها وطرق تجنبها، وتذهب بعض الدول -في الكتلة الشرقية- إلى حظر نشر أخبار الجريمة باعتبار أن هذا النشر ضار بالمجتمع. 











مصادر و المراجع :

١-دراسات في الفن الصحفي

المؤلف: إبراهيم إمام

الناشر: مكتبة الأنجلو المصرية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید