المنشورات

إنتاج الأنماط البارزة:

ولدراسة الأنماط البارزة، يمكن تقسيمها إلى قسمين رئيسين هما: الأنماط الخطية التي لا تستعمل فيها الشبكة، وهي أنماط الخطوط والمساحات المتجانسة، والأنماط الظلية التي لا بد من استعمال الشبكة في إنتاجها، وهي أنماط الصور ذات الظلال المستمرة التدرج من النور إلى الظل. كما أن هناك تقسيما آخر لدراسة الأنماط من حيث اللون، وهي تنقسم كذلك إلى قسمين: الأنماط ذات اللون الواحد، والأنماط ذات الألوان المتعددة. وهناك أربع مراحل رئيسية لإنتاج النمط البارز سواء كان خطيا أو ظليا، ذا لون واحد أو متعدد الألوان. وكل ما هناك من فرق هو أن النمط الخطي لا تستعمل فيه شبكة التصوير التي تستعمل في النمط الظلي، كما أن الأنماط الملونة تتطلب نمطا خاصا لكل لون من الألوان المطلوبة. ويبدأ المخرج الصحفي هذا العمل باختيار الصورة أو الرسم أو الفنون المطلوب وإرساله إلى قسم الحفر. وفيه تتم عملية الإنتاج على أربع مراحل رئيسية هي:
أولا: التصوير الفوتوغرافي، وذلك بالتقاط الصورة على سطح حساس. وتستعمل الصحف المصرية طريقة الكلوديون الرطب لإعداد هذا السطح الحساس الذي تلتقط عليه صور الأصول الخطية والظلية على السواء، وبذلك يمكن عمل سالبيات لها. وتمتاز هذه الطريقة برخصها ووضوحها ودقتها، كما أن غشاء الكلوديون الحساس الذي يتكون على اللوح الزجاجي، يمكن تجفيفه بواسطة الحرارة ونزعه ثم تركيبه مع غيره من الأغشية على سطح زجاجي آخر. وتتبع هذه الطريقة توفيرا للجهد والمال بطبع جميع هذه السالبيات على لوح معدني واحد. وتيسر طريقة الكلوديون الرطب عملية علاج السالبيات وتحسينها للحصول على نتائج مرضية. أضف إلى ذلك أن الزجاج المستعمل في عمل السالبيات يمكن تنظيفه وإعادة استعماله لإنتاج سالبيات جديدة. ويتلخص التفاعل الكيمائي الذي يحدث عنه غمر لوح الزجاج المغطى بالكلوديون في حمام الفضة في اتحاد يودور الكادميوم وهو أحد مركبات محلول الكلوديون مع نترات الفضة مكونا يودور الفضة:
يودور كادميوم + نترات فضة= يودور فضة + نترات كادميوم.
ويلاحظ أن يودور الفضة هي المادة ذات اللون البني التي تتكون عند وضع الزجاج المغطى بالكلوديون في حمام الفضة، وهي لا تذوب في الماء وتكون السطح الحساس للضوء الأبيض، أما أملاح الكادميوم فتذوب في محلول نترات الفضة. 

وبعد تكوين السطح الحساس يأتي دور التصوير لنقل صورة الأصل على اللوح الزجاجي الحساس وبذلك يتم عمل السالبية.
ثانيا: طبع الصورة على اللوح المعدني، وذلك بتغطية سطح المعدن بطبقة غرائية بيكروماتية حساسة للضوء، ثم لصق السالبية على هذه السطح المعدني الحساس وتعريضهما معا لضوء أبيض ناصع يحتوي على كمية كبيرة من الأشعة البنفسجية وفوق البنفسجية. وتمتاز مصابيح الأقواس الكهربائية المقفلة بأنها ترسل كمية كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية، أما المصابيح المفتوحة فلا ترسل كمية كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية كالتي ترسلها المصابيح المقفلة، ولكنها غنية بالأشعة المنظورة، ولذلك فهي تصلح لتصوير الأصول الملونة. ولما كانت أجزاء الرسم في الأصل قد أصبحت شفافة في السالبية فإنها تسمح بمرور الضوء خلالها، ونتيجة لذلك تتصلب المواضع المقابلة لها من الطبقة الغرائية البيكروماتية، وتصبح غير قابلة للذوبان في الماء، أما الأجزاء البيضاء في الأصل والتي أصبحت معتمة في السالبية فإنها لا تسمح بمرور الضوء خلالها، وبذلك تحمي الطبقة الغرائية البيكروماتية المقابلة لها من التصلب بفعل الضوء، ومن ثم تكون قابلة للذوبان في الماء بسهولة. وعلى هذا الأساس تتحدد بدقة الأجزاء الطباعية التي تبقى بارزة، والأجزاء غير الطباعية التي تصبح منخفضة بفعل تآكل الحامض.
ثالثا: عملية الحفر، وهي تتم بعد طلاء اللوح المعدني بالمادة المقاومة للحامض. وقد تكون هذه المادة في شكل مسحوق أحمر أو في شكل محلول "دم التنين"1، ثم يسخن اللوح المعدني ويبرد لتبدأ عملية الحفر الأول بواسطة حامض النيتريك بالنسبة لألواح الزنك أو بمحلول كلوريد الحديديك إذا استعملت ألواح النحاس. ويصبغ اللوح المعدني عادة بالصبغة البنفسجية لكي تظهر الأجزاء الطباعية بوضوح فيسهل مراجعتها على الأصل. على أن قسم الحفر لا يعتمد على تأثير الحامض وحده، وإنما يلجأ إلى استخدام الإبرة الميكانيكية
لعمل اللمسات الأخيرة، كتعميق بعض الفراغات حتى لا تحمل الحبر أثناء عملية الطبع.
رابعا: وبعد الانتهاء من عملية التهذيب تأتي مرحلة التجهيز النهائي بوضع اللوح على قاعدة معدنية أو خشبية، بحيث يكون ارتفاعها مساويا لارتفاع الحرف الطباعي. 











مصادر و المراجع :

١-دراسات في الفن الصحفي

المؤلف: إبراهيم إمام

الناشر: مكتبة الأنجلو المصرية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید