المنشورات
ذم التأني
كان يقال: إياكم والتأني في الأمور فإن الفرص تمر مر السحاب. وقال ابن عائشة القرشي: الفلك أجدر من أن يحتمل معه التأني والتثبت، وخير الخير أعجله. ويقال: الآفات في التأخيرات.
وقيل لابي العيناء: لا تعجل، فإن العجلة من الشيطان، فقال: لو كانت العجلة من الشيطان لما قال كليم الله عليه الصلاة والسلام:
وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضى
«1» .
وقال القطامي بعد قوله: قد يدرك المتأني البيت:
وربما فات قوما بعض نجحهم ... من التأني وكان الحزم لو عجلوا «2»
وأحسن منه قول ابن الرومي:
عيب الأناة وإن كانت مباركة ... أن لا خلود وأن ليس الفتى الحجر
وقال ابن المعتز:
وإن فرصة أمكنت في العدا ... فلا تبد فعلك إلّا بها «3»
فإن لم تلج بابها مسرعا ... أتاك عدوّك من بابها
وإياك من ندم بعدها ... وتأميل أخرى وأنّى بها
وقال محمد بن بشير «1» :
كم من مضيّع فرصة قد أمكنت ... لغد وليس غد له بموات
حتّى إذا فاتت وفات طلابها ... ذهبت عليها نفسه حسرات
مصادر و المراجع :
١-اللطائف والظرائف
المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)
الناشر: دار المناهل، بيروت
30 نوفمبر 2024
تعليقات (0)