المنشورات

مدح الشجاعة

في الخبر: إن الله يحب الشجاعة ولو على قتل حية أو عقرب» . وكتب أنوشروان إلى وكلائه: عليكم بأهل الشجاعة والسخاء، فإنهم أهل حسن الظن بالله تعالى. وكان يقال: الشجاع موقى، والجبان ملقى. ويقال: الشجاع محبب حتى إلى عدوه، والجبان مبغض حتى إلى أمه، وقال بعض الحكماء: قوة النفس أبلغ من قوة الجسد، وقال الشاعر:
يفرّ الجبان من أبيه وأمّه ... ويحمي شجاع القوم من لا يناسبه
ولما قال أبو الطيب المتنبي:
يرى الجبناء أنّ العجز عقل ... وتلك خديعة الطبع اللئيم
وكلّ شجاعة في المرء تغني ... ولا مثل الشجاعة في الحكيم «1»
قيل له: أنى يكون الشجاع حكيما وهما على طرفي نقيض؟
قال: هذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكان يقال: خيفة العاقبة تورث جبنا والشجاعة حسن الظن. وكان خالد بن الوليد رضي الله عنه يقول: ما ليلة أقر لعيني من ليلة يهدى إليّ فيها عروس إلا ليلة أغدو فيها لقتال العدو. وكان حصين بن المنذر صاحب راية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه يقول: ابتذال الأنفس في الحرب أبقى لها إذا أخر في الآجال.
وقيل لعباد بن الحصين: في أي جنّة تحب أن تلقى عدوك؟
قال: في أجل مستأخر. وكان يقال: إن بني هاشم شجعان قريس وأسخياء قريش، أجمع أهل الإسلام على أنه لم يكن فارس في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشجع من علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وقيل:
لا يصدق في القتال إلا ثلاثة، مستنصر في دين أو غيران على النساء أو ممتهن من ذل. 










مصادر و المراجع :

١-اللطائف والظرائف

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

الناشر: دار المناهل، بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید