المنشورات
ذم الحقد
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعظم الذنوب عند الله الحسد، والحاسد مضاد لنعمة الله، خارج عن أمر الله، تارك لعهد الله «1» . وقال عز وجل: وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ
«2» وأمر رسول الله أن يستعيذ به من شره. وقال معاوية رضي الله عنه: «كل إنسان أقدر أن أرضيه إلا حاسد نعمة، فإنه لا يرضيه إلا زوالها. وقال عمر بن عبد العزيز: ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من حاسد، غم دائم ونفس متتابع. وقال الشاعر:
إنّ الحسود الظلوم في كرب ... يخاله من يراه مظلوما
من نفس دائم على نفس ... يظهر منه ما كان مكتوما
قال الشيخ الإمام: أنشدني أبو منصور البوشنجي «1» لنفسه في هذا المعنى:
قالوا يقود سعيد ... جيشا لهم يسود
وكيف ذاك وأني ... وهو الحقود الحسود
ولا يسود حسود ... ولا يقود حقود
كان يقال: الحقد داء دوي. ويقال: من كثر حقده، دوي قلبه. ويقال: الحقد مفتاح كل شر. ويقال: حل عقد الحقد، ينتظم لك عقد الود. ويقال: الحقود والحسود لا يسودان.
وقال آخر:
لما عفوت ولم أحقد على أحد ... أرحت نفسي من غمّ العداوات
ويقال: لا يوجد العجول محمودا، ولا المغضوب مسرورا، ولا الحر حريصا، ولا الكريم حسودا، ولا الشره غنيا، ولا الملول ذا إخوان.
وقال بعض الحكماء: وجدت أول الأشياء منفعة، وأضر لها في العاقبة: الحاجة، ووجدت أنكر العيش عيش الحسود.
وقال الشاعر:
لا يحزننك فقر إن عراك ولا ... تتبع أخا لك في مال له حسدا
فإنه في رخاء في معيشته ... وأنت تلقى بذاك الهمّ والنكدا
وقال آخر:
إذا ما المرء كان لنا حسودا ... فأف لذاك من باغ حسود
مصادر و المراجع :
١-اللطائف والظرائف
المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)
الناشر: دار المناهل، بيروت
30 نوفمبر 2024
تعليقات (0)