المنشورات

مدح الإخوان والأصحاب

في الخبر: «المرء كثير بأخيه» «1» ، ويقال: الرجل بلا إخوان كالشمال بلا يمين، ويقال: من اتخذ إخوانا كانوا له أعوانا، وقيل:
أعجز الناس من فرط في طلب الإخوان، وأعجز منه من ضيع من ظفر به منهم «2» . وقال المغيرة بن شعبة: التارك للإخوان متروك.
وقال شبيب بن شبة: عليك بالإخوان فإنهم زينة في الرخاء، وعدة عند البلاء.
وقال الشاعر:
تكثر من الإخوان ما استطعت إنهم ... عماد إذا استنجدتهم وظهر
وما بكثير ألف خل وصاحب ... وإن عدوا واحدا لكثير
وقال إسماعيل بن صبيح: الودّ أعطف من الرّحم. وقال العتبي «3» : لقاء الإخوان نزهة القلوب. وقال ابن عائشة لقرشي:
مجالسة الإخوان مسلاة للأحزان. وقال سعيد بن مسلم: إن في لقاء الإخوان لغنما وإن قل. وقال سليمان «1» بن وهب: غزل المودّة أرق من غزل الصّبابة، والنفس بالصديق آنس منها بالعشيق. وقال يونس النحوي: يستحسن الصبر عن كل أحد إلا عن الصديق. وقال محمد بن يوسف: من أكثر من أصدقائه ركب أعناق أعدائه.
وقال القطامي:
وإذا تصبك من الحوادث محنة ... فالجأ بها نحو الصديق الأوثق
وقال السندي «2» : الصديق إنسان هو أنت إلّا أنه غيرك. وقال المأمون «3» : الإخوان ثلاث طبقات: طبقة كالغذاء، وطبقة كالدواء، وطبقة كالداء؛ فالغذاء لا يستغنى عنه أبدا والدواء يحتاج إليه أحيانا، والداء لا يحتاج إليه بحال. وقال ابن المغيرة: إذا قدمت المودة تشبهت بالقرابة.
وقال الشاعر:
لعمرك ما مال الفتى بذخيرة ... ولكنّ إخوان الثقاة الذخائر
وقال ابو تمام: 

ذو الود مني وذو القربى بمنزلة ... وإخوتي أسوة عندي وإخواني
عصابة جاورت آدابهم أدبي ... فهم وإن فرقوا في الأرض جيراني
أرواحنا في مكان واحد وغدت ... أبداننا بشآم أو خراسان
وقلت في المبهج: الصديق الصدوق ثاني النفس وثالث العينين.
ومنه: الصديق الصدوق كالشقيق الشفوق. ومنه: الصديق عمدة الصديق وعدته ونصرته وعقدته وربيعه وزهرته ومشتريه وزهرته.
ومنه: قربة الوداد أقرب منه لحمة الولاد، ومنه: لقاء الخليل شفاء الغليل. ومنه: ليس للصديق إذا حضر عديل ولا عنه إذا غاب بديل، ومنه: مثل الصديقين كاليد تستعين باليد، والعين تستعين بالعين. ومنه: لقاء الصديق روح الحياة، وفراقه سم الحياة.
ومنه: لا تساغ مرارة الأوقات إلا بحلاوة الإخوان والثقات، ومنه:
استروح من غمة الزمان، بمناسبة الخلان. ومنه: الحاجة إلى الأخ المعين، كالحاجة إلى الماء المعين. ولبعضهم في معنى هذا الباب:
ما ضاع من كان له صاحب ... يقدر أن يصلح من شأنه
فإنما الدّنيا بسكانها ... وإنما المرء بإخوانه 







مصادر و المراجع :

١-اللطائف والظرائف

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

الناشر: دار المناهل، بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید