المنشورات

ذم المزاح

قال بعض حكماء العرب: المزاج يذهب المهابة ويورث الضغينة والمهانة. وقال بعضهم: المزاح سباب النّوكى. وقال بعضهم:
المزاح هو السّباب الأصغر. وقال آخر: المزاح يجلب الشرّ صغيره، والحرب كبيره. وقال آخر: لو كان المزاح فحلا لم ينتج إلّا شرا.
ويقال: المزاح أوله فرح وآخره ترح، وخير المزاح لا ينال، وشره لا يقال، وقل مزاح لم يحدث شرا أو ضغينة.
وقال ابن المعتز: المزاح يأكل الهيبة، كما تأكل النار الحطب.
وقال أيضا: من كثر مزاحه لم يزل في استخفاف به وحقد عليه «2» .
وقال أيضا: رب مزح في عوده جد «3» . وقال أبو نواس:
قد صار في الناس جدا ما مزحت به ... كم مازح صار بين الناس مذموما 

وقال أيضا: أية نار قدح القادح، وأي جد بلغ المارح.
ويقال: لكل شيء بدء وبدء العداوة المزاح. وقال سالم بن قتيبة لأهل بيته: لا تمازحوا فيستخف بكم، ولا تدخلوا الأسواق فتدق أخلاقكم. وقال الأحنف: من كثر مزاحه ذهبت هيبته، ومن كثر ضحكه استخف به.
وقال الشاعر:
أما المزاح والمراء ذرهما ... خلقان لا أرضاهما لصديق
وقال آخر:
إن المزاح للجلال مسلبه ... والضحك أيضا للبهاء مذهبه
وقال آخر:
إن المزاح يورث الضّغينه ... وحمل ضغن في الحشا مؤنه 










مصادر و المراجع :

١-اللطائف والظرائف

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

الناشر: دار المناهل، بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید