المنشورات

مدح الغلمان

قال مطيع بن إياس: لو لم يكن للمرد فضيلة إلا أنّ الله تعالى خلق ملائكته مردا، وأهل الجنة مردا، لكانت فيها الكفاية؛ وإنما عنى الحديث المرفوع: «أهل الجنة مرد جرد مكحلون» «1» . وفي ذلك يقول الشاعر:
لو كان يرضى ربّنا اللحى ... ما خلق الجنّة للمرد
وكان يقال: الغلام هو الرفيق في السفر، والقرين في الحضر، والصديق في الشدّة والرخاء، والمعين على الشغل، والنديم عند الشرب، وهو مفتاح الأنس.
وكان يحيى بن أكثم»
يقول: «قد أكرم الله أهل جنته بأن أطاف عليهم غلمانا كأنهم لؤلؤ مكنون، وولدانا مخلدين في وقت رضاه عنهم، وقرب اتصاله منهم لفضلهم في الخدمة على الجواري، فما الذي يمنعني عاجلا عن طلب هذه الكرامة المخصوص بها أهل القربة عند الله والزلفى لديه.
وقيل لمسلم الأصغر: لم فضلت الغلام على الجارية؟ فقال: 

لأنه في السفر صاحب، ومع الإخوان نديم، وفي الخلوة أهل.
وقال مطيع بن إياس:
من كان تعجبه الأنثى ويعجبها ... من الرجال فإني شفّني الذكر
فوق الخماسي لما طرّ شاربه ... رخص البنان خلا من جلده الشّعر
لم يجف من كربتي ما يراد به ... من الأمور ولا أزرى به الصّغر
وقال آخر:
فديتك إنّما اخترناك عمدا ... لأنك لا تحيض ولا تبيض
ولو ملنا إلى وصل الغواني ... لضاق بنسلنا البلد العريض
وقال أبو نواس:
إني امرؤ أبغض النعاج وقد ... يعجبني من نتاجها الحمل
حتى إذا ما رأيت لحيته ... فليس بيني وبينه عمل
وكتب بعضهم إلى صديق له على ظهر:
كتبت إليك في ظهر لعلمي ... بأنّا معشر نهوى الظّهورا
وإن الصّيد للغزلان خير ... من السمك الذي يأوي البحورا 













مصادر و المراجع :

١-اللطائف والظرائف

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

الناشر: دار المناهل، بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید