المنشورات
ذم الزجاج
أحسن ما ذم به الزجاج قول النظّام، فإنه أخرجه في كلمتين بأوجز لفظ وأتم معنى فقال: يسرع إليه الكسر ولا يقبل الجبر «4» .
ومن هنا قال الشاعر:
احرص على حفظ القلوب من الأسى ... فرجوعها بعد التنافر يعسر
إن القلوب إذا تنافر ودّها ... مثل الزجاجة كسرها لا يجبر
وقال آخر:
وهشيم الزجاج أرجى صلاحا ... من فساد القلوب بعد الصّلاح
وقال مؤلف الكتاب: ليس الزجاج من حسن المتاع، وهو على مدرجة الهلاك والضياع، لأن الآفات ترفرف عليه، والعاهات تسارع إليه، وكلما كان أثمن وأقوم، كان الخطر فيه أشد وأعظم، وما احتاط على ماله من غالى به وأسرف في ثمنه.
وكتب مروان بن محمد إلى بعض الخوارج: إني وإياك كالحجر والزجاجة: إن وقع عليها رضّها، وإن وقعت عليه فضها؛ وكما قال الشاعر:
وآلت يمينا كالزجاج رقيقة ... وما حلفت إلا لتحنث من أجلي
وقال السري يعاتب صديقا له على سر أذاعه:
سرّ لديك كأسرار الزجاجة لا ... يخفى على العين منها الصفو والكدر
فاحذر من السرّ كسرا لا انجبار له ... فللزجاجة كسر ليس ينجبر
وقال ابن علان النهرواني للزجاج النحوي:
لك عهد قد جبرنا ... فأعيتنا صدوعه
فإذا ودّك مما ... كنت بالأمس تبيعه
مصادر و المراجع :
١-اللطائف والظرائف
المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)
الناشر: دار المناهل، بيروت
30 نوفمبر 2024
تعليقات (0)