المنشورات
ذم الشطرنج
ذكر الصولي في كتاب شعراء مصر أن الخراساني الشاعر كان حاذقا. لعب الشطرنج، فعابها الحسين بن محمد مكايدة له فقال:
صاحبها أبدا مشغول مهموم، يحلف بالله كاذبا ويعتذر مبطلا ويشتم نفسه ويسخط ربه، وكل صناعة لا تجوز المكابرة فيها غيرها؛ فإن صاحبها يغلب في ساعة فتنقضي دعواه، وهي لعب الصائم إذا جاع والعامل إذا عزل والمخمور حتى يفيق، وإنما هي خشب هزم خشبا ولعب أورث من غير طائل تعبا، ثم إن الرجل ليسأل عن غلامه فيقال هو يلعب فيضربه ولا يستحي أن يقول: تعالوا حتى نلعب الشطرنج، وأنت تقول في الكناسي ما احذقه، وفي الطنبوري ما أضربه، فإذ عبرت عن الشطرنجي قلت: ما ألعبه؛ فما تقول في العبارة عن صناعة الكناس أحسن من العبارة عن صاحبها.
وفي كتاب يتيمة الدهر لمؤلف هذا الكتاب، أن أبا القاسم الكسروي «1» «كان يبغض الشطرنج ويذمها ولا يقارب من يشتغل بها ويطنب في ذكر عيوبها «2» . ويقول: لا ترى شطرنجيا غنيا إلا بخيلا دنيا «1» ، ولا فقيرا إلا طفيليا، ولا تسمع نادرة باردة إلا على الشطرنج، فإذا أجري شيء منها «2» قيل: جاء الزمهرير. ولا يتمثل بها إلا فيما يعاب [ويذم] «3» ويكره، فإذا أخذت اليشلزان قيل قد فرزنت «4» ، وإذا كان مع الغلام الصبيح [المليح] «5» رقيب ثقيل.
قيل: معه فرزن بند «6» ، وإذا استحقر قدر الإنسان قيل: كأنه بيدق الشطرنج «7» . [ولا سيما إذا اجتمع فيه قصر القد وصغر القدر كما قال الناجم:
ألا يا بيدق الشطرنج في القيمة والقامة.
وإذا ذكر وقوع الإنسان في ورطة وهلكة على يد عدو قيل، كما قال عبد الله بن المعتز وأجاد:
قل للشقي وقعت في الفخ ... أودت بشاهك ضربة الرّخّ «8»
وإذا رؤي طفيلي يكثر الأكل على المائدة، ويسيء الأدب في المؤاكلة «9» قيل: أنظروا إلى يد هذا «10» الكشخان كأنها الرخ في الرقعة. وإذا رؤي زيادة لا يحتاج إليها قيل: زيد في الشطرنج بغل «1» ، وإذا سب رجل ساقط المروءة «2» قيل: من أنت في الرقعة؟
وإذا ذكر وضيع ارتفع قيل «3» : متى تفرزنت يا بيدق.
مصادر و المراجع :
١-اللطائف والظرائف
المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)
الناشر: دار المناهل، بيروت
30 نوفمبر 2024
تعليقات (0)