المنشورات
مدح النرجس
قال جالينوس: من كان له رغيفان فليجعل أحدهما في ثمن النرجس، لأن الخبز غذاء البدن والنرجس غذاء الروح. وكان أنوشروان ينظر إلى النرجس ويشبهه بالعيون ويقول: إني لأستحي أن أجامع في بيت فيه نرجس «1» . وكان الحسن بن سهل يقول: من أدمن شم النرجس في الشتاء أمن من البرسام «2» في الصيف.
ووصف بعض البلغاء النرجس فقال: كأن عينه عين وورقه ورق وساقه زمرذ.
وقد أكثر الشعراء في وصفه فقال أبو نواس:
تأمل في نبات الأرض وانظر ... إلى آثار ما صنع المليك
عيون من لجين شاخصات ... بأبصار هي الذهب السبيك
على قضب الزبرجد شاهدات ... بأن الله ليس له شريك
ولبعضهم:
يا صاح إن وافيت روضة نرجس ... إياك فيها المشي فهو محرّم
حاكت عيون معذّبي بذبولها ... ولأجل عين ألف عين تكرم
وابن الرومي فضله على الورد بقوله:
خجلت خدود الورد من تفضيله ... خجلا تورّده عليها شاهد «1»
لم يخجل الورد المورّد لونه ... إلا وناحله الفضيلة عاند
للنرجس الفضل المبين وإن أبى ... آب وحاد عن الطريقة حائد
فصل القضية أنّ هذا قائد ... زهر الربيع وأن هذا طارد «2»
وإن احتفظت عليه أمتع صاحب ... وعلى المدامة والسماع مساعد «3»
أطلب بعقلك في الملاح سميّه ... ابدا فإنك لا محالة واجد «4»
والورد- لو فتشت- في أسمائه ... ما في الملاح له سمي واحد
هذي الزهور هي التي قد ربيت ... بيد السحاب كما يربي الوالد «1»
فانظر إلى الأخوين من أدناهما ... شبها بوالده، فذاك الماجد «2»
أين الخدود من العيون نفاسة ... ورياسة لولا القياس البارد «3»
وله أيضا:
أرى حسن هذا النرجس الغضّ مخبرا ... عن الله أن ليس النبيذ محرّما
مصادر و المراجع :
١-اللطائف والظرائف
المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)
الناشر: دار المناهل، بيروت
30 نوفمبر 2024
تعليقات (0)