المنشورات

ذم النرجس

لما فضل ابن الرومي النرجس على الورد تصدى له الشعراء بالمناقضة والمعارضة، فقال ابن الحاجب «4» :
يا ذا الذي للحق ظلّ يعاند ... وقد استبان له الطريق القاصد 

قايست نرجسك الذي فضلته ... بالورد، يا هذا قياسك فاسد
وعدلت عن عدل الحكومة جائرا ... بقضية فيها عليك أواجد
وجعلت أصلك أن هذا قائد ... زهر الربيع وأنّ هذا طارد
والنرجس البادي وليس مفضلا ... والورد بعد النّور أجمع وارد
وإذا الجيوش تتابعت في موكب ... فبآخر منها يجيء القائد
وأجل من عين يشين بياضها ... لون من اليرقان أصفر بارد
خدّ تورد لونه لنعيمه ... فعليه من خلع الربيع مجاسد
والورد ساق مستقر أصله ... والنرجس المضفوف غصن مائد
فتأمل الاثنين أيهما رست ... أعراق منصبه فذاك الماجد
ما أخر الورد الخطير مقدما ... للنرجس المرذول إلا حاسد
وقال أبو العلاء السروري «1» :
أنظر إلى نرجس تبدّت ... صبحا لعينيك منه طاقه 

واكتب أسامي مشبهيه ... بالعين في دفتر الحماقه
وأي حسن يرى لطرف ... مع يرقان يحل ماقه
كروثة ركّبت عليها ... صفرة بيض على رقاقه
وقال آخر:
قد أجاد الورد حجته ... في مقال غير ذي خطل
قال لي أبصرت نرجسة ... غضة في كف ذي غزل
فهي تحكي عين ذي مرض ... يقطّع الأيام بالعلل 











مصادر و المراجع :

١-اللطائف والظرائف

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

الناشر: دار المناهل، بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید