المنشورات

مدح الغربة

من أحسن ما قيل في ذلك قول البرقعي:
إذا النار ضاق بها زندها ... ففسحتها في فراق الزناد
إذا صارم قرّ في غمده ... حوى غيره الفضل يوم الجلاد
وفي الاضطراب وفي الاغتراب ... منال المنى وبلوغ المراد
وكان يقال: ليس بينك وبين بلدك نسب، فخير البلاد ما حملك وجملك.
وقال بعض الحكماء: اهجر وطنك إذا نبت عنه نفسك، وأوحش أهلك إذا كان في إيحاشهم أسك.
وقال آخر:
فلان تشرّق أو تغرّب طالبا ... وتكون في الإقبال والإدبار
خير وأكرم بالفتى من عيشة ... ضنك يقوم بها على إقتار
وكان سهل بن مروان يقول: لست ممن يقطع نفسه بصلة وطنه. 

ومن مشهور ما ينشد قوله:
لا يمنعنك خفض العيش في دعة ... نزوع نفس إلى أهل وأوطان
تلقى بكل بلاد إن حللت بها ... أهلا بأهل وجيرانا بجيران
وقال آخر:
الفقر في أوطاننا غربة ... والمال في الغربة أوطان
والأرض شيء كله واحد ... ويخلف الجيران جيران
وقال غيره:
إذا نلت في أرض معاشا وثروة ... فلا تكثرون فيها النزوع إلى الوطن
فما هي لا بلدة مثل بلدة ... وخيرهما ما كان عونا على الزمن
ولأبي فراس:
والمرء ليس ببالغ في أرضه ... كالصقر ليس بصائد في وكره
وقال الطريفي:
أرى وطني كعش لي ولكن ... أسافر عنه في طلب المعاش
ولولا أن كسب القوت فرض ... لما برح الفراخ من العشاش 

وللبستي:
لئن تنقلت من دار إلى دار ... وصرت بعد ثواء رهن أسفار
فالحر حر عزيز النفس حيث أتى ... والشمس في كل برج ذات أنوار
 











مصادر و المراجع :

١-اللطائف والظرائف

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

الناشر: دار المناهل، بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید