المنشورات

ذم الفراق

كان يقال: ما خلق الفراق إلا لتعذيب العشاق.
ويقال: فراق الأحباب، سقام الألباب.
وقال آخر: حق الفراق أن تطير له القلوب، وتطيش معه  العقول، وتطيح عليه النفوس.
ويقال: فراق الحبيب يشيب الوليد، ويذيب الحديد.
ويقال: هول السياق أهون من الفراق.
وقال النظّام: لو كانت للفراق صورة لراعت القلوب وهدت الجبال، ولجمر الغضى أهون توهجا من ناره، ولو عذب الله أهل النار بالفراق لاستراحوا إلى ما قبله من العذاب. وقال الشاعر:
لو أن مالكا عالم بجوى الهوى ... وفعاله بأضالع العشاق
ما عذّب الكفار إلا بالهوى ... وإذا استغاثوا غاثهم بفراق
وقال آخر «1» :
لو دار مرتاد المنية لم يجد ... غير الفراق إلى النفوس دليلا
إني نظرت إلى الفراق فلم أجد ... للموت لو فقد الفراق سبيلا
فأخذه أبو الطيب المتنبي فقال:
لولا مفارقة الأحباب ما وجدت ... لها المنايا إلى أرواحنا سبلا «2» 

ولأبي العباس أحمد بن إبراهيم بن أحمد الضبي «1» :
لا تركننّ إلى الفرا ... ق فإنه مرّ المذاق
فالشمس عند غروبها ... تصفر من ألم الفراق
وقال بعض البلغاء: لا غرو أن يفرق الفراق بين الروح والبدن، ويترك المبتلي به والاشتياق في قرن. 












مصادر و المراجع :

١-اللطائف والظرائف

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

الناشر: دار المناهل، بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید