المنشورات
ذم البكاء
قال بعض الحكماء لبعض الملوك وقد رآه في مصيبة يبكي: ليس يليق بالسلطان ما هو عادة الصبيان والنسوان.
وكان محمد بن عبد الملك الزيات يقول: إن البكاء من خور الطبيعة وضعف النحيزة، وترك البكاء في الخطوب النزل من أخلاق القوم البزل، ولذلك قال الشاعر:
يبكى علينا ولا نبكي على أحد ... لنحن أغلظ أكبادا من الإبل
وقال أبو تمام في التجلد وترك البكاء عند المصيبة، وقد أحسن:
خلقنا رجالا للتجلد والأسى ... وتلك الغواني للبكاء والمآتم
وللبحتري:
ولعمري ما العجز عندي إلا ... أن تبيت الرجال تبكي النساء
وقال ابن الرومي في الرزايا وترك البكاء:
ترحل من هويت وكل شمس ... ستكسف أو ستغرب حين تمسي
وما ألهاك عن ذكرى حبيب ... كعدّك أمس يوما بعد أمس
أبت نفسي البكاء لرزء شيء ... كفى شجوا لنفسي رزء نفسي
أأجزع وحشة لفراق إلف ... وقد وطأتها لحلول رمس
رأيت الدهر يجرح ثم يأسو ... فيوسي أو يعوّض أو ينسي
مصادر و المراجع :
١-اللطائف والظرائف
المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)
الناشر: دار المناهل، بيروت
30 نوفمبر 2024
تعليقات (0)