المنشورات

ذم الشيب

قال عبيد بن الأبرص: الشّيب شين لمن يشيب «1» .
وقال قيس بن عاصم: الشيب خطام المنيّة.
وقال أكثم بن صيفي: الشيب عنوان الموت.
وقال الحجاج: الشيب بريد الموت «2» .
وقال مالك بن أنس: الشيب توأم الموت.
وقال العتبي: الشيب مجمع الأمراض.
وقال العتابي: الشيب نذير المنية.
وقال غيره: الشيب شر العمائم.
وقال محمود الوراق: الشيب غمام قطره الغموم.
وقال ابن المعتز: الشيب أول مواعيد الفناء. وقال: القاحم الشيب ناهي الشباب ورسول البلاء.
وقال غيره: الموت ساحل الحياة، والشيب سفينة تقرّب من الساحل.
وقال ابن عائشة: الشيب قناع الموت.
وقال يونس النحوي: الشيب مجمع كل عيب «1» .
وقال ابن شكلة: الشيب أحد الموتتين «2» .
ومن أحسن ما قيل في ذم الشيب قول أبي تمام:
غدا الشيب مختطا بفوديّ خطّة ... طريق الرّدى منها إلى النفس مهيع «3»
هو الزّور يجفى والمعاشر يجتوى ... وذو الإلف يقلى والجديد يرقع
له منظر في العين أبيض ناصع ... ولكنه في القلب أسود أسفع «4»
ونحن نرجّيه على الكره والرّضا ... وأنف الفتى في وجهه وهو أجدع «5»
وللشافعي رضي الله تعالى عنه:
ولذّة عيش المرء قبل مشيبه ... وقد فنيت نفس تولى شبابها 

إذا اسودّ جلد المرء وابيضّ شعره ... تكدّر من أيامه مستطابها
غيره:
سألت من الأطبة ذات يوم ... طبيبا عن مشيبي قال: بلغم
فقلت له على غير احتشام: ... لقد أخطأت فيما قلت، بل غم
وقال عبيد الله بن عبد الله بن طاهر:
تضاحكت لما رأت ... شيبا تلألأ غرره «1»
قلت لها: لا تعجبي ... أنبيك عندي خبره
هذا غمام للردى ... ودمع عيني مطره
وقال آخر «2» :
من شاب قد مات وهو حي ... يمشي على الأرض مشي هالك
لو كان عمر الفتى حسابا ... لكان في شيبه كذلك 












مصادر و المراجع :

١-اللطائف والظرائف

المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)

الناشر: دار المناهل، بيروت

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید