المنشورات
ذم الموت
قال صلى الله عليه وسلم: «أكثروا من ذكر هادم اللذات، فإنه ما ذكر في قليل إلا كثّره، ولا في كثير إلا قلّله» «1» ، أي ما ذكر في كثير من العمل إلا كثره لأن تفكر ساعة خير من عمل ستين سنة، ولا في كثير من الأمل إلا قلله، أي باعتبار ما ينشأ عنه من تفتير الهمم والعزائم، ولكن حجاب الغفلة وطول الأمل شغل معظم الخلق. قال:
ونحن في غفلة عمّا يراد بنا ... ننسى لشقوتنا من ليس ينسانا
ولبعضهم:
وما هذه الأيام إلا صحائف ... يؤرخ فيها ثم تمحى وتمحق
ولم أر في دهري كدائرة المنى ... توسّعها الآمال والعمر ضيّق
وفي بعض الآثار عن النبي المختار: الأمل رحمة من الله لأمتي «2» .
وقال الشاعر:
يا موت ما أجفاك من نازل ... تنزل بالمرء على رغمه
تستلب العذراء من خدرها ... وتأخذ الواحد من أمّه
وقال آخر:
وكلّ ذي غيبة يؤب ... وغائب الموت لا يؤب
وقال بعضهم: الناس في الدنيا أغراض تتنصّل فيها سهام المنايا «1» .
وقال ابن المعتز: الموت كسهم مرسل إليك، وعمرك بقدر سفره نحوك.
وقال بعض السلف: الموت أشد ما قبله، وأهون ما بعده.
ونظر الحسن إلى ميت يدفن فقال: إن شيئا هذا أوله لحقيق أن يخاف آخره، وأن شيئا هذا آخره لحقيق أن يزهد أوله.
وسئل بعض الفلاسفة عن الموت فقال: مفازة من ركبها أضل خبره؛ قال الشيخ: يعني أخفى خبره وعفا أثره.
وقال المتنبي:
إذا تأمّلت الزمان وصرفه ... تيقنت أنّ الموت ضرب من القتل «2»
وما الموت إلا سارق دقّ شخصه ... يصول بلا كف ويسعى بلا رجل
وقال أيضا:
نحن بنو الموتى فما بالنا ... نعاف ما لا بدّ من شربه
يموت راعي الضأن في جهله ... موتة جالينوس في طبّه «1»
وقال ابن المعتز: كأن من غاب لم يشهد، ومن مات لم يولد.
وقال أيضا: الميت يقل الحسد، ويكثر الكذب عليه.
مصادر و المراجع :
١-اللطائف والظرائف
المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)
الناشر: دار المناهل، بيروت
30 نوفمبر 2024
تعليقات (0)