المنشورات
مدح السجن
أحسن ما قيل فيه قول علي بن الجهم:
قالوا: حبست فقلت: ليس بضائري ... حبسي وأيّ مهند لا يغمد
أو ما رأيت الليث يألف غابه ... كبرا وأوباش السباع تردّد
والبدر يدركه المحاق فتنجلي ... أيامه وكأنه متجدد
ولكل حال معقب ولربما ... أجلى لك المكروه عما تحمد
والسجن ما لم تغشه بدنيّة ... شفاء نعم المنزل المتودد
بيت يجدد للكريم يحله ... فيزار فيه ولا يزور ويقصد «1»
وأحسن ما قيل في تسلية المسجونين قول البحتري:
أما في رسول الله يوسف أسوة ... لمثلك محبوسا على الضيم والإفك
أقام جميل الصّبر في السجن برهة ... فأفضى به الصبر الجميل إلى الملك «1»
وقال البستي:
فديتك يا روح المكارم والعلى ... بأنفس ما عندي من الروح والنفس
حبست فمن بعد الكسوف تبلّج ... تضيء به الآفاق كالبدر والشمس
فلا تعتقد للحبس هما ووحشة ... فقبلك قدما كان يوسف في الحبس «2»
وقال آخر:
ولم يودعوه السجن إلا مخافة ... من العين أن تعدو على ذلك الحسن
وقالوا كما شاركت في الحسن يوسفا ... فشاركه أيضا في الدخول إلى السجن
ومن أبلغ ما قيل في الإهانة بالحبس والضرب قول بعض الأعراب:
وما الحبس إلّا ظلّ بيت سكنته ... وما السوط إلا جلدة وافقت جلدا
مصادر و المراجع :
١-اللطائف والظرائف
المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل أبو منصور الثعالبي (المتوفى: 429هـ)
الناشر: دار المناهل، بيروت
30 نوفمبر 2024
تعليقات (0)