المنشورات

بيعة أبى بكر وخلافته ووفاته

وبويع «أبو بكر» في اليوم الّذي قبض فيه رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- في سقيفة بنى ساعدة بن كعب بن الخزرج، ثم بويع بيعة العامّة يوم الثّلاثاء من غد ذلك اليوم. وارتدّت العرب إلا القليل منهم بمنع الزكاة، فجاهدهم حتى استقاموا. وبعث «عمر بن الخطّاب» فحجّ بالناس سنة إحدى عشرة، وفتح اليمامة، وقتل «مسيلمة الكذاب» ، و «الأسود بن كعب العنسيّ» بصنعاء. وحج «أبو بكر» بالناس سنة اثنتي عشرة، ثم صدر إلى المدينة، فبعث الجيوش إلى الشام، فكانت «أجنادين» سنة ثلاث عشرة من جمادى الأولى.
واختلفوا في سبب مرضه الّذي مات فيه، وفي اليوم الّذي مات فيه.
قال أبو اليقظان، عن سلام بن أبى مطيع: «2» إنه سمّ فمات يوم الاثنين في آخره. 

وقال غيره:
وكان سبب مرضه أنه اغتسل في يوم بارد فحمّ، ومرض خمسة عشر يوما، وكان «عمر» يصلى بالناس حين ثقل.
وقال ابن إسحاق:
توفى يوم الجمعة لتسع ليال بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة.
وكانت ولايته سنتين وثلاثة أشهر وتسع ليال. وكان أوصى أن تغسله «أسماء بنت عميس» ، امرأته. فلما مات حمل على السرير الّذي كان ينام عليه النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- وهو سرير «عائشة» . فاشتراه رجل من موالي «معاوية» بأربعة آلاف درهم، فجعله للناس، وهو بالمدينة، وصلّى عليه «عمر بن الخطاب» .
ونزل في حفرته: عمر، وطلحة، وعثمان، وعبد الرحمن بن أبى بكر. ودفن مع النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- في بيت «عائشة» ، رضى الله عنها.
وكان قال ل «عائشة» : «انظري يا بنية، فما زاد في مال أبى بكر، منذ ولينا هذا الأمر، فردّيه على المسلمين، فو الله ما نابنا من أموالهم إلا ما أكلنا في بطوننا من جريش طعامهم،/ 86/ ولبسنا على ظهورنا من خشن ثيابهم» . فنظرت فإذا بكر، وجرد «1» قطيفة لا تساوى خمسة دراهم، وحشيّة.
فلما جاء به الرسول إلى «عمر» رضى الله عنه قال «عبد الرحمن بن عوف» لعمر:
يا أمير المؤمنين، أتسلب هذا ولد «أبى بكر» ؟ قال: كلا وربّ الكعبة، لا يتأثم بها «أبو بكر» في حياته، وأتحملها من بعد موته، رحم الله «أبا بكر» ، فقد كلّف من بعده تعبا [1] . 













مصادر و المراجع :

١-المعارف

المؤلف: أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى: 276هـ)

تحقيق: ثروت عكاشة

الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة

الطبعة: الثانية، 1992 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید