المنشورات
خلافة عليّ بن أبى طالب رضى الله عنه
قال ابن إسحاق:
إنّ «عثمان» لما قتل بويع «عليّ بن أبى طالب» - رضى الله عنه- بيعة العامّة في مسجد رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم. وبايع له أهل البصرة. وبايع له بالمدينة:
طلحة، والزّبير. وكانت «عائشة» خرجت من المدينة حاجة و «عثمان» محصور.
ثم صدرت عن الحج، فلما كانت ب «سرف» «1» لقيها الخبر بقتل «عثمان» وبيعة «عليّ» ، فانصرفت راجعة إلى مكة، ولحق بها: طلحة، والزبير، ومروان بن الحكم، وعبد الله ابن عامر بن كريز، ويعلى بن منبّه- عامل اليمن- فلما تتامّوا بمكة تشاوروا فيما يريدون من الطلب بدم «عثمان» ، وهمّوا بالشام لمكان «معاوية» بها. فصرفهم «عبد الله بن عامر» عن ذلك إلى البصرة. فتوجهوا إليها. فأخذوا «عثمان بن حنيف» عامل «عليّ» بها، فحبسوه وقتلوا خمسين رجلا كانوا معه على بيت المال وغير ذلك من أعماله./ 106/ وأحدثوا أحداثا. فلما بلغ «عليّا» سيرهم خرج مبادرا إليهم، واستنجد أهل الكوفة. ثم سار بهم إلى البصرة. وهم بضعة [1] عشر ألفا، فخرج إليه.
طلحة، والزبير، وعائشة، بأهل البصرة. فاقتتلوا قتالا شديدا. فقتل «طلحة»
وهزم من كان معه [1] . ورجع «الزّبير» فقتل بوادي السّباع «1» ، قتله عمرو [2] بن جرموز، وأحيط بعائشة، فأخذت. ودخل «عليّ» البصرة بمن معه. فبايعه أهل البصرة.
وأطلق «عثمان بن حنيف» ، ولم يكن له بها كثير مقام، حتى انصرف إلى «الكوفة» . واستعمل على «البصرة» عبد الله بن عباس، وتهيأ لحرب «معاوية» .
فسار بأهل «العراق» ومن تبعه [3] من سائر الناس. وأقبل «معاوية» في أهل الشام ومن اتبعه، فكانت وقعة «صفّين» ، ثم الحكمان. ولم يزل في حرب حتى قتل- عليه السلام. ولم يحج في شيء من سنيه لشغله بالحرب. وقتل ليلة الجمعة لتسع عشرة ليلة مضت من شهر رمضان سنة أربعين. وكانت ولايته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر. وقتله «عبد الرحمن بن ملجم المراديّ» .
وقال الواقدي:
دفن ليلا وعمّى قبره.
قال أبو اليقظان:
صلى عليه «الحسن» . ودفن بالكوفة عند مسجد الجماعة، في قصر الإمارة.
مصادر و المراجع :
١-المعارف
المؤلف: أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى: 276هـ)
تحقيق: ثروت عكاشة
الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة
الطبعة: الثانية، 1992 م
4 ديسمبر 2024
تعليقات (0)