المنشورات

عتبة بن مسعود أخو عبد الله بن مسعود رضى الله عنه

وكان «لعبد الله» أخ يقال له: عتبة بن مسعود، لأبويه، وكان قديم الإسلام، ولم يرو عن النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- شيئا. ومات في خلافة «عمر بن الخطاب» وكان له ابن يقال له: عبد الله، ويكنى: أبا عبد الرحمن، ينزل [1] الكوفة. وتوفى بها في خلافة «عبد الملك بن مروان» ، وكان كثير الحديث والفتيا، فقيها.
ومن ولده: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة. وكان عالما. وهو الّذي يروى عنه «الزّهرى» . وكان «الزّهرى» «1» يقوم له إذا خرج، فلما ظن أنه استنفد ما عنده، لم يقم له. فقال له: إنك في العزاز فقم. [العزاز: ما غلظ من الأرض.
يقول: إنك بعد في الأطراف [2] . ومات سنة ثمان وتسعين.
ومن ولده: عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وكان زاهدا عالما، وكان أول أمره يقول بالإرجاء «2» ، ثم رجع عن ذلك، فقال: [وافر]
وأوّل ما نفارق غير شكّ ... نفارق ما يقول المرجئونا 

وقالوا مؤمن دمه جلال ... وقد حرمت دماء المؤمنينا
وقالوا مؤمن من أهل جور ... وليس المؤمنون بجائرينا
وكان ذا منزلة من «عمر بن عبد العزيز» . وله يقول جرير: [بسيط]
يا أيها القارئ [1] المرخى عمامته ... هذا زمانك إني قد خلا [2] زمنى
أبلغ خليفتنا إن كنت لاقيه ... أنّى لدى الباب كالمشدود [3] في قرن «1»
ول «عون» كلام كثير بليغ حسن، وأوصى ابنه بوصيّة طويلة، أولها:
يا بنى، كن ممن نأيه عمن نأى عنه يقين ونزاهة.
وعوتب أخوه «عبيد الله» في قول/ 130/ الشعر، فقال: لا بد للمصدور من أن ينفث. 










مصادر و المراجع :

١-المعارف

المؤلف: أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى: 276هـ)

تحقيق: ثروت عكاشة

الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة

الطبعة: الثانية، 1992 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید