المنشورات

أبو هريرة رضى الله عنه

اختلفوا في اسمه «1» ، وأكثروا.
فقال الواقدي:
هو عبد الله بن عمرو.
وقال غيره [1] :
هو عبد عمرو بن عبد غنم. ويقال: عبد شمس. ويقال: عمير بن عامر.
ويقال: سكين.
وهو من قبيلة من اليمن، يقال لها: دوس. وهو: دوس بن عدثان ابن عبد الله بن زهران، من الأزد.
وأمه: أميمة «2» بنت صفيح بن الحارث، من دوس، وقد أسلمت أمه.
وخاله: سعد بن صفيح، من أشدّ أهل زمانه.
وقال أبو هريرة: نشأت يتيما، وهاجرت مسكينا، وكنت أجيرا ل «بسرة بنت غزوان» . بطعام بطني، وعقبة رجلي «3» ، فكنت أخدم إذا نزلوا، وأحدو إذا ركبوا. فزوّجنيها الله. فالحمد للَّه الّذي جعل الدّين قواما، وجعل «أبا هريرة» إماما. 

قال أبو هريرة: وكنيت أبا [1] هريرة، بهرّة صغيرة كنت ألعب بها.
وكان قدومه المدينة/ 142/ سنة سبع، والنبي- صلّى الله عليه وسلّم- بخيبر. فسار إلى «خيبر» حتى قدم مع النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- المدينة.
وكان «أبو هريرة» آدم، بعيد ما بين المنكبين، ذا ضفيرتين، أفرق الثّنيتين، «1» يصفّر لحيته ويعفيها، ويحفى شاربه «2» . وكان مزّاحا.
وروى عفان، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبى رافع «3» ، قال:
كان «مروان» ربما استخلف «أبا هريرة» على «المدينة» ، فيركب حمارا قد شدّ عليه برذعة، وفي رأسه خلبة «4» [2] من ليف، فيسير، فيلقى الرجل، فيقول:
الطريق الطريق، قد جاء الأمير. وربما أتى الصبيان، وهم يلعبون بالليل لعبة الغراب [3] ، فلا يشعرون بشيء حتى يلقى نفسه بينهم، ويضرب برجليه، فيفزع الصبيان، فيفرّون. وربما دعاني إلى عشائه بالليل، فيقول: دع العراق «5» للأمير، فأنظر، فإذا هو ثريد بزيت.
وتوفى سنة تسع وخمسين. ويقال: سنة سبع وخمسين. 












مصادر و المراجع :

١-المعارف

المؤلف: أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى: 276هـ)

تحقيق: ثروت عكاشة

الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة

الطبعة: الثانية، 1992 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید