المنشورات
الحارث بن هشام بن المغيرة رضى الله عنه
هو: أخو «أبى جهل بن هشام» . وشهد «بدرا» مع المشركين فانهزم، ففيه يقول «حسّان بن ثابت» : [كامل]
إن كنت كاذبة الّذي حدّثتنى ... فنجوت منجى الحارث بن هشام
ترك الأحبّة أن يقاتل دونهم ... ونجا برأس طمرّة «1» ولجام
فاعتذر الحارث من فراره فقال:
الله يعلم ما تركت قتالهم ... حتى علوا [1] فرسي بأشقر «2» مزبد
وعلمت أنّى إن أقاتل واحدا ... أقتل ولا يضرر [2] عدوّى مشهدي
فصددت عنهم والأحبة «3» فيهم ... طمعا لهم بعقاب يوم مفسد [3]
وأسلم يوم فتح مكة، وكان من المؤلّفة قلوبهم، تم حسن إسلامه، وخرج في زمن «عمر» إلى الشام، بأهله وماله، فأتبعه أهل «مكة» يبكون، فرقّ وبكى، ثم قال: أما لو أردنا أن [4] نستبدل دارا بدار، وجارا بجار، ما أردنا بكم بدلا، ولكنها النقلة إلى الله. فلم يزل مجاهدا حتى مات في طاعون عمواس.
سنة ثمان عشرة.
وابنه: عبد الرحمن بن الحارث. وكان يكنى: أبا محمد، وكان اسمه:
«إبراهيم» ، فدخل على «عمر بن الخطاب» في ولايته، حين أراد أن يغير أسماء المسلمين بأسماء الأنبياء، فسمّاه: عبد الرحمن، فثبت اسمه إلى اليوم.
وقالت «عائشة» - رضى الله عنها/ 144/-: لأن أكون قعدت في منزلي عن مسيري إلى البصرة، أحبّ إليّ من أن يكون لي من رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- عشرة من الولد، كلهم مثل «عبد الرحمن بن الحارث» .
وكان شهد معها «الجمل» ، وكان شريفا سخيّا، وتوفى في خلافة «معاوية» بالمدينة.
وابنه: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، واسمه كنيته. وكان يقال له: راهب قريش، لفضله وكثرة صلاته، واستصغر يوم الجمل فرد، هو و «عروة بن الزبير» ، وذهب بصره بعد. ودخل مغتسله، فمات فيه فجأة سنة أربع وتسعين بالمدينة، وهي سنة الفقهاء.
مصادر و المراجع :
١-المعارف
المؤلف: أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى: 276هـ)
تحقيق: ثروت عكاشة
الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة
الطبعة: الثانية، 1992 م
7 ديسمبر 2024
تعليقات (0)