المنشورات

أبو بكرة رضى الله عنه

هو: نفيع بن الحارث بن كلدة. منسوب إليه. وكان «الحارث بن كلدة» طبيب العرب، وكان عقيما لا يولد له، وأسلم، ومات في خلافة «عمر» .
وأم «أبى بكرة» : «سمية» من أهل «زندورد» «1» [1] ، وكان «كسرى» وهبها لأبى الخير، ملك من ملوك اليمن، فلما رجع إلى اليمن مرض بالطائف، فداواه «الحارث» ، فوهبها له. فلما حاصر رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- أهل الطائف، قال: أيما عبد نزل إليّ فهو حر. فنزل [2] «أبو بكرة» واسمه «نفيع» . وأراد أخوه «نافع» أن يدلّى نفسه، فقال له الحارث: أنت ابني فأقم. فأقام، فنسبا إليه جميعا. وأمهما «سمية» هي: أم «زياد بن أبى سفيان» ، وانتسبت [3] «أزدة [4] بنت الحارث» إلى «الحارث» ، وكانت تحت «عتبة بن غزوان» ، فلما ولى «عتبة» البصرة حملها، فخرج معها إخوتها: نافع، ونفيع، وزياد. فلما أسلم «أبو بكرة» وحسن إسلامه، ترك الانتساب إلى الحارث، وكان يقول:
أنا مولى رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- وهلك «الحارث» ، فلم يقبض «أبو بكرة» ميراثه. وكان زوج «سمية» يسمى: مسروحا.
وتوفى «أبو بكرة» عن أربعين. بين ذكر وأنثى، فأعقب منهم سبعة:
عبد الله، وعبيد الله، وعبد الرحمن، وعبد العزيز، ومسلم، وروّاد، وعتبة. 

فأما «عبد الرحمن بن أبى بكرة» فهو أول مولود ولد بالبصرة. وأول مولود ولد بالكوفة «معاوية بن ثور» من: بنى البكّاء، من: بنى عامر بن ربيعة.
وأما «عبيد الله» ، فكان أجود [1] الناس وأشجعهم، وكان شديد السواد. وأقطع «عبيد الله» «عمر بن عبيد الله بن معمر» سبعمائة جريب في دفعة [2] . فحلف «عمر» أن لا يراه أبدا إلا أخذ بركابه، ولا يزوّج ولدا حتى يكون «عبيد الله» يزوّجه.
وكان «عبد الملك بن مروان» يقول: الأدغم «1» [3] سيد أهل المشرق. يعنى:
عبيد الله. ويقال: الأدغم: الدابة الدّيزج، شبه به.
وولاه «الحجاج» «سجستان» سنة ثمان وسبعين، فغزا بلاد العدو، فأصاب/ 148/ أصحابه جوع شديد، وأخذ عليهم السّغب، فبلغ الرغيف [4] سبعين درهما.
فمات هنالك «عبيد الله» وهلك معه بشر كثير، ولقوا ما لم يلقه جيش قط. فقال أعشى همدان: [كامل]
أسمعت بالجيش الذين تمزّقوا ... وأصابهم ريب الزّمان الأعوج
لبثوا بكابل يأكلون جيادهم [5] ... في شرّ منزلة وشرّ معرّج
لم يلق جيش في البلاد كما لقوا ... فلمثلهم قل للنوائح تنشج 







مصادر و المراجع :

١-المعارف

المؤلف: أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى: 276هـ)

تحقيق: ثروت عكاشة

الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة

الطبعة: الثانية، 1992 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید