المنشورات

يزيد بن معاوية

وأما «يزيد بن معاوية» فيكنى: «أبا خالد» . وولى الخلافة، وأقبل «الحسين بن على» - رضى الله تعالى عنهما- يريد «الكوفة» ، وعليها «عبيد الله ابن زياد» من قبل «يزيد» ، فوجه إليه «عبيد الله» «عمر بن سعد بن أبى وقاص» فقاتله، فقتل «الحسين» - رحمة الله تعالى عليه ورضوانه- وهاجت فتنة «ابن الزبير» ، فأخرج من كان ب «المدينة» من «بنى أمية» . فوجه «يزيد» «مسلم بن عقبة المري» في جيش عظيم لقتال «ابن الزبير» ، فسار بهم حتى نزل «المدينة» ، فقاتل أهلها وهزمهم، وأباحها ثلاثة أيام. فهي وقعة «الحرّة» .
ثم سار «مسلم بن عقبة» إلى «مكة» ، وتوفى بالطريق، ولم يصل، فدفن ب «قديد» .
وولى الجيش «الحصين بن نمير السّكونى» ، فمضى بالجيش، وحاصروا «عبد الله بن الزبير» ، وأحرقت «الكعبة» حتى انهدم جدارها، وسقط سقفها، وأتاهم الخبر بموت «يزيد» ، فانكفئوا راجعين إلى «الشام» .
فكانت ولاية «يزيد» ثلاث سنين وشهورا. وهلك ب «حوّارين» - من عمل «دمشق» - سنة أربع وستين، وهو ابن ثمان وثلاثين سنة.
فولد «يزيد بن معاوية» : خالدا،/ 179/ وعبد الله الأكبر، وأبا سفيان، وعبد الله الأصغر، وعمر، وعاتكة، وعبد الرحمن، وعبد الله- الّذي يلقب بأصغر الأصاغر- وعثمان، وعتبة الأعور، ويزيد، ومحمدا، وأبا بكر، وأم يزيد، وأم عبد الرحمن، ورملة. 

فأما «خالد بن يزيد» فكان يكنى: «أبا هاشم» . وكان من أعلم «قريش» بفنون العلم، وكان يقول الشعر. وعقبه كثير ب «الشام» .
وأما «عبد الله بن يزيد» فكان من أفضل أهل زمانه وأعبدهم.
وأما «معاوية بن يزيد بن معاوية» فولى الخلافة بعد «يزيد» - وهو ابن سبع عشرة سنة- أربعين يوما.
وقال ابن إسحاق:
وليها عشرين يوما.
ثم مات. وكان يكنى: «أبا ليلى» . وفيه يقول الشاعر: [بسيط]
إنّي أرى فتنا تغلي مراجلها ... فالملك بعد أبى ليلى لمن غلبا
ولا عقب ل «معاوية بن يزيد» . وعقب «يزيد» من غيره من ولده كثير. 









مصادر و المراجع :

١-المعارف

المؤلف: أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى: 276هـ)

تحقيق: ثروت عكاشة

الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة

الطبعة: الثانية، 1992 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید