المنشورات

مروان بن الحكم

ولما مات «معاوية بن يزيد بن معاوية» بايع أهل الشام «مروان بن الحكم ابن أبى العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة» .
وكان «مروان» يكنى «أبا عبد الملك» . وأبوه «الحكم بن أبى العاص» كان طريد رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- وأسلم يوم فتح «مكة» . ومات في خلافة «عثمان» وكان سبب طرد رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- إيّاه:
أنه كان يفشي سرّه، فلعنه وسيّره إلى «بطن وجّ» «1» ، فلم يزل طريدا، حياة النبي- صلّى الله عليه وسلم- وخلافة «أبى بكر» و «عمر» ، ثم أدخله «عثمان» وأعطاه مائة ألف درهم.
وكان ل «لحكم» من الولد أحد وعشرون ذكرا، وثمان بنات.
وكان «مروان» ولد لسنتين خلتا من الهجرة. وقبض رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- وهو ابن ثمان سنين.
وولى ل «عبد الله بن عامر» رستاقا من «أردشير خرّة» «2» . ثم ولى «البحرين» «لمعاوية» ، ثم ولى له «المدينة» مرّتين، ثم بويع له بالخلافة.
وكان «معاوية» استعمل على، «الكوفة» بعد «زياد» «الضحاك بن قيس الفهري» - من «كنانة- فلما ولى «مروان» صار «الضحّاك» مع «ابن الزّبير» ، فقاتل «مروان» يوم «مرج راهط» «3» ، فقتله «مروان» . 

وكانت ولاية «مروان» عشرة أشهر/ 180/. ومات بالشام سنة خمس وستين، وهو ابن ثلاث وستين سنة.
ويقال: إنه قال «لخالد بن يزيد بن معاوية» : يا بن الرّطبة- وكانت أمه تحته، وبلغها، فقعدت على وجهه فقتلته، فهو يعد فيمن قتلته النّساء.
فولد «مروان» : عبد الملك: ومعاوية، وأم عمرو، وعبيد الله، وأبانا، وداود، وعبد العزيز، وعبد الرحمن، وأم عثمان، وعمرا، وأم عمرو، وبشرا، ومحمدا.
فأما «معاوية بن مروان» فكان مضعوفا. ويكنى: أبا المغيرة.
وولد: عبد الملك، والمغيرة، وبشرا.
و «معاوية» القائل لأبى امرأته: لقد نكحت ابنتك بعصبة ما رأت مثلها قطّ! فقال له: لو كنت خصيّا ما زوّجناك.
ووقف على طحّان، وفي عنق حماره جلجل. فقال له: لم جعلت في عنقه جلجلا؟ فقال الطحّان: ربما نعست فيقف، فإذا لم أسمع صوت الجلجل صحت به. فقال: أرأيت إن قام وحرّك رأسه ما علمك؟ قال الطحّان:
ومن له بمثل عقل الأمير؟
وأما «أبان بن مروان» فكان على «فلسطين» «لعبد الملك» أخيه، وكان «الحجاج» على شرطه.
فولد «أبان» : عبد العزيز بن أبان.
وأما «عمرو بن مروان» فلا أعلم له عقبا. 

وأما «محمد بن مروان بن الحكم» فكان أشد «بنى مروان» ، وهو قاتل «إبراهيم بن الأشتر» و «مصعب بن الزبير» بدير «الجاثليق» - بين «الشام» «والكوفة» - وكان على الجزيرة، وابنه «مروان بن محمد» آخر من ولى الخلافة، من «بنى أمية» .
وأما «داود بن مروان بن الحكم» فكان يكنى: أبا سليمان، وكان أعور، وفيه قيل:
بدّل أعور من ذات الدّعج «1» وأما «بشر بن مروان» فكان يكنى: أبا مروان، وكان على «الكوفة» ، ثم ضمّت إليه «البصرة» ، فشخص إليها، وشرب الأذريطوس [1] ، فمات بها. وهو أول أمير مات بالبصرة. وله عقب.
وأما «عبد العزيز بن مروان» فيكنى: أبا الأصبغ. وولى العهد بعد «عبد الملك» ول «كثيّر» فيه مدائح. وهو أبو «عمر بن عبد العزيز» . وسنذكره مع إخوته في موضع خلافته إن شاء الله تعالى. 












مصادر و المراجع :

١-المعارف

المؤلف: أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى: 276هـ)

تحقيق: ثروت عكاشة

الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة

الطبعة: الثانية، 1992 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید