المنشورات

هارون الرشيد

هو: هارون بن المهدي. وأفضت إليه الخلافة سنة سبعين ومائة [1] . وبويع له في اليوم الّذي توفى فيه «موسى» ب «بغداد» . وولد له ابنه: «عبد الله المأمون» في هذا اليوم.
وكان يكنى: أبا جعفر. وأمه: الخيزران. وكان ينزل «الخلد» ب «بغداد» .
في الجانب الغربىّ.
وكان «يحيى بن خالد» وزيره، وابناه: «الفضل» ، و «جعفر» ينزلون [2] في رحبة «الخلد» . ثم ابتنى «جعفر» قصره ب «الدّور» «1» ، ولم ينزله حتى قتل.
وحجّ «هارون» بالناس ستّ حجج، آخرها سنة ست وثمانين ومائة.
وحج معه في هذه السنة ابناه ووليّا عهده: محمد الأمين، وعبد الله المأمون. وكتب/ 194/ لكل واحد منهما كتابا على صاحبه، وعلّقه في «الكعبة» .
فلما انصرف نزل ب «الأنبار» . ثم حج بالناس سنة ثمان وثمانين ومائة. 

وقتل «جعفر بن يحيى» ب «العمر» - وهو موضع بقرب «الأنبار» - سنة سبع وثمانين ومائة، آخر يوم من المحرم. وبعث بجثته إلى «بغداد» .
ولم يزل «يحيى» وابنه «الفضل» محبوسين حتى ماتا ب «الرقّة» .
وخرج «الوليد بن طريف الشاري» في خلافته، وهزم غير عسكر، فوجّه إليه «يزيد بن مزيد» ، فظفر به وقتله.
وخرج بعده «خراشة الشاري» أيضا.
وقتل «هارون» «أنس بن أبى شيخ» وهو ابن أخى «خالد الحذّاء» المحدّث.
وكان «أنس» صديقا ل «جعفر بن يحيى» ، وصلبه ب «الرقة» ، وكان يرمى بالزّندقة، وكذا «البرامكة» كانوا يرمون بالزّندقة، إلا من عصم الله تعالى منهم [1] .
وفيهم قال «الأصمعيّ» : [متقارب]
إذا ذكر الشّرك في مجلس ... أضاءت وجوه بنى برمك
وإن تليت عندهم آية ... أتوا بالأحاديث عن مزدك
وغزا «هارون» ، سنة تسعين ومائة، «الرّوم» ، فافتتح «هرقلة» ، وظفر ببنت بطريقها، فاستخلصها لنفسه. فلما انصرف ظهر «رافع بن ليث بن نصر ابن سيّار» ب «طخارستان» مباينا ل «عليّ بن عيسى» ، فوجّه إليه «هرثمة» لمحاربته، وإشخاص «عليّ بن عيسى» إليه، فلما قدم عليه أمر بحبسه، واستصفاء أمواله، وأموال ولده.
وتوجّه «هارون» سنة اثنتين وتسعين ومائة- ومعه «المأمون» - نحو «خراسان» ، حتى قدم «طوس» ، فمرض بها ومات، فقبره هناك. 

وكانت وفاته ليلة السبت، لثلاث خلون من جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين ومائة، وقد بلغ من السن سبعا وأربعين سنة. وكانت ولايته ثلاثا وعشرين سنة وشهرين، وسبعة عشر يوما.
ومن ولد [1] «هارون» : محمد- أمه: زبيدة بنت جعفر بن أبى جعفر- وعبد الله المأمون [2]- أمه: أمة تسمى: مراجل- والقاسم المؤتمن [3] ، وصالح، وأبو عيسى، وأبو إسحاق المعتصم، وأبو يعقوب، وحمدونة، وغيرهم. 











مصادر و المراجع :

١-المعارف

المؤلف: أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى: 276هـ)

تحقيق: ثروت عكاشة

الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة

الطبعة: الثانية، 1992 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید