المنشورات

المهلب بن أبى صفرة

هو:- «المهلب بن أبى صفرة» . و «أبو صفرة» : «ظالم ابن سرّاق» ، من: «أزد العتيك» - أزد دبا. ودبا: فيما بين عمان والبحرين.
قال الواقدي:
كان أهل «دبا» أسلموا في عهد رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- ثم ارتدوا بعده ومنعوا الصدقة، فوجه إليهم «أبو بكر» «عكرمة بن أبى جهل» ، فقاتلهم فهزمهم، وأثخن فيهم القتل، وتحصن فلّهم في حصن لهم، وحصرهم المسلمون، ثم نزلوا على حكم «عكرمة» [3] ، فقتل مائة من أشرافهم، وسبى ذراريهم، وبعث بهم إلى «أبى بكر» ، وفيهم «أبو صفرة» غلام لم يبلغ، فأعتقهم «عمر» - رضى الله عنه- وقال: اذهبوا حيث شئتم. فتفرقوا، فكان «أبو صفرة» ممن نزل «البصرة» .
وكان «المهلب» يكنى: أبا سعيد، وكان من أشجع الناس، وحمى «البصرة» من «الشّراة» بعد جلاء أهلها عنها، إلا من كانت به قوة، فهي تسمى: بصرة المهلب. ولم يكن يعاب إلا بالكذب. وفيه قيل: راح «2» [4] / 204/ يكذب. 

وكان ولى «خراسان» فعمل عليها خمس سنين. ومات ب «مروالرّوذ» «1» ، سنة ثلاث وثمانين، واستخلف ابنه «يزيد بن المهلب» ، و «يزيد» ابن ثلاثين سنة. فعزله «عبد الملك بن مروان» برأي «الحجاج» ومشورته، وولّى «قتيبة ابن مسلم» . وصار «يزيد» في يد «الحجاج» فعذّبه. فهرب من حبسه إلى «الشام» ، يريد «سليمان» ، وأتاه فتشفّع له إلى «الوليد بن عبد الملك» ، فأمّنه وكفّ عنه. ثم ولاه «سليمان» «خراسان» ، حين أفضت إليه الخلافة، فافتتح «جرجان» و «دهستان» ، وأقبل يريد «العراق» ، فتلقّاه موت «سليمان بن عبد الملك» ، فصار إلى «البصرة» ، فأخذه «عدىّ بن أرطاة» ، فأوثقه وبعث به إلى «عمر بن العزيز» . فحبسه «عمر» ، فهرب من حبسه، وأتى «البصرة» . ومات «عمر» فخالف «يزيد بن عبد الملك» ، فوجّه إليه «مسلمة» ، فقتله، ولحق فلّ «آل المهلب» بنواحي «كرمان» ، و «قندابيل» «2» .
وكان ابنه «مخلد بن يزيد» سيدا شريفا على حداثته، يقدّم على أبيه.
ويقال: إنه وقع إلى الأرض من صلب «المهلب» ثلاثمائة ولد. 











مصادر و المراجع :

١-المعارف

المؤلف: أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى: 276هـ)

تحقيق: ثروت عكاشة

الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة

الطبعة: الثانية، 1992 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید